Part 14 : منجلُ المَلك

9.6K 526 404
                                    

« لا تكمن قوتك في طريقة توزيعك لأوراق اللعب ، بل على كيفية لعبك ».

_______________________________

ثلاث قطع من الثلج ، كأس زجاج بلوري و ويسكي ذهبي منساب بنعومة باطنه.

رفع مانويل كأسه عاليًا إلى مستوى نظره يراقب تحرك القطع الشفافة في الداخل ، تنهد بفُتُور يفتح الأزرار العلوية لقميصه الأبيض محررًا عنقه المقيدة.

كان يقف مستندًا على الحافة الجانبية للمكتب حيث أطل على مدريد في الأسفل ، إلى الشوارع المضاءة أركانها إلى السماء المزينة بنجوم آخر يوم بأغسطس.

ساعات و ينتهي آخر شهر لفصل الصيف ليبدأ شهر جديد بأساطير و قصص جديدة ، بأرواح تتكون داخل الأجساد و أخرى تغادرها نحو المكان الذي لا قوانين و لا أحكام فيه ، المكان الخالي من القذارة و التزييف..

مكان حيث تتغير الفصول كلما اِستنشقنا و زفرنا الهواء لتبدو لنا كفصل واحد..

سل يده من جيبه يمررها على خصل شعره مصففًا إياها على إنعكاسه في زجاج النافذة أمامه ، كان شاردًا و منطفئًا على غير عادته.

لم يُخفي هذا نرجسيته و ثقته الظاهرة عبر وقوفه بشموخ ، عبر لباسه المنظم و شكله المرتب بل كل ما في الأمر أن أعينه التي سرقت بريقها و لونها من الشمس سابقًا إنطفأت و سكن وهجُها.

رن هاتف مكتبه يجتذب إهتمامه ليتحرك بهدوء نحوه ، فتح دون أن يتحدث كعادته ليصله صوت مساعدته و التي لن تغادر إلا إذا غادر رئيسها في العمل كون الجميع قد هموا بالخروج واحدًا تلو الآخر قبل ساعة.

" سيدي ، لقد جاءت الآنسة ريفيرا بلا موعد هل أتركها تنتظر؟ "

" لا ، أنا من طلب منها هذا ، دعيها تدخل "

وضع مانويل سماعته جانبًا ليقف مستندًا على طرف المكتب مواجها باب المكتب الزجاجي ، المكتب الذي كانت إضاءته خافتة بلون أصفر هادئ يساعده على الاِسترخاء بعد ساعات العمل المتواصلة.

دقتان على الباب لفتت نظره ناحيته ، فُتح بهدوء تزامنا مع خروج كلماتها مبررة.

" آسفة على التأخير لقد طرأ لي عمل في آخر لحظة "

كتلميذة تأخرت عن محاضرتها وقفت أمام باب المدرج تنتظر الإذن للدخول ، و الذي حصلت عليه حينما مد مانويل يده ناحية الأريكة يحثها على الجلوس.

دخلت تغلق الباب خلفها بهدوء أمام تحديق ذلك الذي لم يزح أعينه عنها حاملاً كأس الويسكي بيد و يداري الأخرى في جيبه.

كانت غريبة ، شكلها و هيئتها برمتها لمم تكن طبيعية..
كأنها حاولت قدر الإمكان جعلها تبدو هكذا لكنها فشلت ، بالطبع فشلها أمام المحامي الفطن مانويل وحده.

Protagonist | بطل الروايةNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ