المقدمة

514 88 185
                                    

هل تساءلت يومًا لماذا أنت حيٌ ترزق؟ أو لماذا أنت موجود في هذا العالم؟ تذهب للمدرسة أو للجامعة أو للعمل يوميًا وتعيش دوامة الروتين لسنوات عديدة، وفجأة تكتشف أنك تعيش فقط من أجل أشياء لا تحتاجها أساسًا.
هل أحتاج حقًا للعمل؟ هل أحتاج للزواج؟ هل أحتاج لأن أعيش هذه الحياة؟

يجلس شخص في زاوية وحيدًا بعد يوم ممطر، وها هو نسيم بارد خفيف يلامس وجهه برفق ولطف، كأن الطبيعة تناديه وتقول: "لقد حان الوقت للدخول إلى العالم الآخر". ولكن للأسف، هذا العالم مخصص للتائهين مثلك.

أهلاً بك في وادي التائهين!

هل تستمتع بالرقص أو بالحركات المتناغمة مع ألحان معينة وكلمات ذات معانٍ عميقة؟ ماذا لو رأيت أشخاصًا يرقصون أمامك، يصرخون ويتحدثون بلغة لا تَفهمها تمامًا.
يرقصون كما لو كانوا جزءًا من شعائر لشيء ما، ويظهر صوت يتحدث عن التائهين والأشخاص الباحثين عن الهدف النبيل وقوة الإرادة لاختراق الأبعاد. يرقص الناس حول النار ويردِدون عبارات غامضة.

"هيا استيقظ، يا حازم، يجب أن تذهب إلى المدرسة."الأم قائلة

حازم: آه، خمس دقائق أخرى، يا أمي.

الأم: مستحيل، ستتأخر كما حدث في المرة السابقة. يجب أن تلبس ملابسك وتتناول فطورك.
حازم: أمي...
الأم: ماذا، يا بني؟
حازم: حلمت نفس الحلم للمرة الخامسة.
الأم: لا تقلق، إنه فقط بسبب الإجهاد، بعد عودتك من المدرسة، سنخطط لرحلة عائلية رائعة.
حازم: شكراً، أمي.

"الحياة صعبة، وعائلة حازم فقيرة للغاية. لكن فقرهم لم يبدأ من العدم، بل بدأ بعد أن عارض جده حازم قرار أحد الضباط الكبار، مما أدى إلى سجنه وتعذيبه. لكنه اختفى بشكل غريب من السجن. المفاجئ هو أن جده كان فلاحًا بسيطًا لا حول له ولا قوة. أما بالنسبة لبقية العائلة، فلجأوا إلى دولة مجاورة."

بعد بضع دقائق، حازم يستعد للمدرسة ويتوجه نحوها. ويلتقي بصديقه وليد.

وليد: أهلاً، يا حازم، كيف حالك، صديقي؟

الحوار مستمر بينهما وهم يتوجهون نحو المدرسة.

حازم: ليس بخير، تعرف، ذلك الحلم الغريب تكرر للمرة الخامسة على التوالي!
وليد: يبدو أنه له معنى.
حازم: معنى؟ إنه حلم مريب، حتى أكثر غموضًا من قصص ما قبل النوم!

وليد: قد تكون هناك تفاصيل أكثر في الحلم، اشرح لي.

حازم: حسنًا، كان هناك حفلة خاصة نوعًا ما، كأنها شعائر لشيء غير معروف. وهناك صوت كنت أسمعه يتحدث عن التائهين والأشخاص الباحثين عن هدف نبيل وقوة الإرادة لاختراق الأبعاد. والرجال كانوا يرقصون حول النار ويصدرون عبارات غامضة.

وليد: وكيف كان شكل الرجال؟

حازم: كانوا مثل القبائل الغير متحضرة، يقرعون الطبول ويصرخون ويترددون بعبارات غير مفهومة.

وليد: ما رأيك في أن نلتقي بعد المدرسة على التل؟ سنتناقش حول تفاصيل الحلم ونحلله بشكل أفضل.

بعد نهاية الدراسة، حازم يتوجه نحو التل ليلاً، ولكنه لا يجد أحدا.

حازم: وكالعادة، هو دائمًا يتأخر.

حازم اتجه نحو سفح التل و نظر إلى الأسفل، يفكر في كيفية النجاة إذا سقط من هذا الإرتفاع. وفجأة، دفعه شخص مجهول من التل و سقط على أحد الأغصان، اخترق ظهره و خرج من بطنه  و وجهه نحو السماء.

حازم بدأ يتساءل في أعماقه فمن هو هذا الشخص؟ كيف يبدو؟ لماذا ملامحه غير واضحة؟ و لماذا فعل ذلك ؟ ليس هناك أي شخص يكرهني أو حاقد مني ، و بعد كل هذا التفكير حازم يفقد وعيه تدريجياً وشيئًا فشيئًا.

أصوات الطبول تتصاعد ببطء والكلمات المخفية تصبح مفهومة الآن، لكن معناها ما زال غامضًا.

استيقظ حازم و وجد نفسه مستلقيًا في سرير غير مألوف وسريره قاسٍ للغاية. نظر حوله ويكتشف أن البيت غير مألوف أيضًا وأن السرير مصنوع من القش، تساءل في عقله "أين أنا؟". وهذا هو السؤال الذي يطرحه أي شخص تائه. لكن حازم ليس تائهًا، بل كان من الواضح أن هناك من إعتنى به بعد سقوطه من التل. وهنا يأتي السؤال التالي: "ماذا حدث؟" هل نجا من ذلك الإرتفاع؟" تلك هي الأسئلة التي ملأت ذهن حازم بالرعب والغموض، خاصة بعدما انغرس جدع شجرة بجسمه وهو حي. وفجأة تدخل فتاتان يافعتان الغرفة ويبتسمان، وتبدأن بالتحدث بلغة غريبة وغير مفهومة.

أهلاً بك في قصة وادي التائهين!

وادي التائهينWhere stories live. Discover now