الفصل السادس عشر: غابة الغيلان

128 22 261
                                    

في عمق المملكة المظلمة، حيث تتوارى الظلال وتتلاعب بها الأرواح الشريرة، تقبع مملكة الأرواح المفقودة، وهي من أحد الممالك الاكثر قوةً و غنى في العالم

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

في عمق المملكة المظلمة، حيث تتوارى الظلال وتتلاعب بها الأرواح الشريرة، تقبع مملكة الأرواح المفقودة، وهي من أحد الممالك الاكثر قوةً و غنى في العالم.

كان هناك رجلٌ عجوزٌ مغمورٌ في غموضٍ أعمق من الليل نفسه، يتحدث بصوتٍ مهزوزٍ مع الأطفال الشجعان الذين جاءوا للاستماع إلى قصة تسمية هذه المملكة.

"هل تريدون بالفعل معرفة سر اسمها؟"، سأل العجوز بنبرة مرعبة.

"نعم، نريد ذلك!"، صاح الأطفال بشجاعة مظلمة.

بدأ العجوز بسرد قصته ببطء، وكأنه يستحضر الأرواح الشريرة بكل كلمة ينطق بها. ومع كل كلمة، تتشكل الصور الرهيبة في عقول الأطفال:

"في أعماق الزمن المفقود، كان هناك سلطانٌ ظالمٌ، يتغذى على دماء المحاربين ويتغطرس في قوته. ظل يحكم بيد من حديد، يسحق كل من يقف في طريقه بلا رحمة. وكانت مملكته تسمع صراخ الأرواح المظلمة التي دفنها تحت تلال النسيان.

لكن، في ظلمة هذه الليالي المرعبة، كان هناك محاربٌ وحيدٌ، يتجول بين أطلال المملكة، لا يعرفه أحد، ولا يعرف هو نفسه. اسمه نصير الأعرج، وكان يمتلك قوى غريبة، قوى تجعله يتعافى من كل الجروح لكن بالمقابل كان قد وُلِد بإعاقة بقدمه.

وفي يومٍ مظلم، قرر السلطان مواجهته، لكنه لم يكن يعلم بأنه يقف أمام شيءٍ أكثر رعبًا من الليل نفسه. اندلعت المعركة بين الظلام والنور، بين الشر والخير، وبينما كانت أرواح المحاربين ترقص على أنغام الموت، ظهر الأعرج بقوة مذهلة، قوة تجعل الوحوش ترتعد منه.

وفي نهاية المعركة، سقط السلطان، ولكن بسرعة أخرج الأعرج سيفه وأغرسه في قلبه، وفي تلك اللحظة، انطلقت الأرواح المظلمة من جسده البارد، معبأة بغضب لا يوصف.

ومنذ ذلك الحين، تم تسمية البلاد بمملكة الأرواح المفقودة، حيث يرقد السلطان في عذاب أبدي، ويعلو صراخ الأرواح المظلمة على زمانٍ غارقٍ في الشرور والألم.

وادي التائهينWhere stories live. Discover now