وادي التائهين

الملحمة الأولى : الصحراء الكبرى

THE GRAND SAHARA

القافلة تتجه نحو المعبر، تخترق الخندق المظلم، وفي نهايته يظهر نور خافت يكشف الجهة الأخرى للعبور.

في هذا السياق، ينادي خويلد بصوت قوي، يخاطب أفراد القافلة: "قبل أن نبدأ هذه الرحلة، هناك قوانين يجب أن نلتزم بها. أولاً، لا تصدقوا كل ما ترونه في الصحراء. ثانياً، إذا كان أحد ينادي باسمك وأنت لا تعرفه، فلا تجيب. ثالثاً، إذا شعرتم بوجود أوهام أو وحوش، تجاهلوها كأنكم لم تروا شيئًا."

حازم وجوهرة يخرجان من المعبر و يدخلان الصحراء الهائلة المسمات بالصحراء الكبرى فوراً رياح حارة تضرب وجوههم لدرجة حجب رؤيتهم، حازم بصعوبة يفتح عينيه :

  كثبان رملية مذهلة  تمتد  لأبعد نقطة يمكن رؤيتها، والشمس الحارقة تظل قريبة على الرغم من عدم ابتعادهم عن حزام الموتى.

خويلد وهو يضحك: "حازم؟ هل هذه أول قافلة لك؟"

حازم: "نعم..."

خويلد: "إحدى قوانين النجاة هي اتباع التعليمات، أنا القائد، إذا قلت توقفوا نتوقف وإذا قلت انطلقوا نمضي."

حازم: "حسناً، سيدي."

جاسم: "وهو يَجُر إحدى الجمال، خذ هذه الحقيبة و إحملها..."

حازم يحس بثقل الحقيبة: "إنها ثقيلة جداً."

جوهرة: "لا يمكنك حتى حمل حقيبة صغيرة."

حازم: "إخرسي!... سأعتبر هذا تمريناً لي وأيضاً امتلاكي لهذا السيف سيجعلني قوياً."

جوهرة: "هل تعرف حتى استخدامه؟"

حازم: "..."

جاسم يضحك قائلا: "لا تقلق يا حازم، سأدربك عندما نتوقف للراحة."

أحد أفراد القبيلة يهمس لخويلد، فتتغير ملامح وجهه.

خويلد بصوت مسموع لجميع أفراد القافلة: "سنتوقف عند نقطة القادمة لمدة أسبوع."

جاسم: "لماذا؟"

خويلد: "هناك عاصفة رملية قادمة، وأنا أقصد عاصفة الحوت الأبيض."

"عاصفة الحوت الأبيض هي إحدى كوارث الصحراء."

تتجه القافلة نحو واحة نخيل عند العصر.

حازم وهو منهك: "لم أظن أن السفر صعب لهذه الدرجة."

جوهرة: "يا حازم، قم بنصب الخيام."