وادي التائهين

الفصل العاشر : الكوابيس

اللصوص يحفرون قبورًا لجثث أفراد القبيلة، قبورًا جماعية بسبب كثرة الجثث المتناثرة في هذا المكان المظلم. وأخيرًا، انتهت المهمة...

اللص: يا زعيم! ماذا نفعل الآن؟

جاسم: لننتظر قليلاً.

حازم وجوهرة يقفان بجوار قبر فيلي وأزورا.

جوهرة تجثو على ركبتيها باكية وتقول لأزورا: "لماذا؟... لماذا يموت الجميع بسببي؟"

حازم، بمشاعر باردة، يرد بصوت هادئ وقلق: "يبدو أنني ضعيف رغم كل الجهد الذي بذلته، أليس كذلك يا جوهرة؟"

جوهرة، بدموع في عينيها، تنظر إلى وجه حازم الحزين: "وأنا أيضًا ضعيفة جدًا."

تنظر جوهرة نحو حازم بجدية وتقول: "يا حازم، لن نترك بعضنا مرة أخرى، وأنت لن تموت. هذه اللعنة سأقضي عليها وأفوز في هذه الحرب من أجل أزورا وفيلي ومن أحببنا."

تبتسم جوهرة ببريق في عينيها وتضيف: "لننسى كل ما جرى بيننا، ولنبدأ من جديد."

حازم، وهو يفكر، يتسائل: "كيف أصبحت تبتسم بهذه السرعة؟ هل هي متعودة على موت من تحب بهذا الشكل؟"

جوهرة كانت تبتسم، ولكن مشاعرها تخنقها بغصة، تجعلها تشعر كما لو كانت لعنتها تكسرها قطعًا صغيرة. ومع ذلك، تلك الابتسامة لم تكن إلا تحديًا تتحدى به كل من هدد أحبابها.

جاسم يقترب منهما: "سنرحل من القرية بعد ساعات قليلة، فتجهزوا."

جاسم يبتعد عنهما ببرود.

حازم: "يا جوهرة!"

جوهرة تلتفت نحو حازم، وعيناها العسليتان تظهران محمرتين من جرَّح البكاء، بينما تبرق خدودها بلون وردي يشبه لون الورود. جمالها الخلاب يتجلى في كل تفصيلة، إذ تتمتع بأنف صغير أحمر، يعزز جمال وجهها الناعم الذي يزينه بشرة بيضاء كاللؤلؤ.شعرها الأسود، الذي يميل إلى الزرقة، يتدرج في درجات الظلام بطريقة تجعله يبدو كأنه لوحة فنية. ينسدل بأناقة حول كتفيها، يتراقص بلطف مع حركاتها، مضيفًا لسحر إطلالتها.وفي هذا اللحظة، تنظر جوهرة إلى حازم بانتظار مليء بالحماس والشوق. عيونها تحمل تاريخًا من الأحداث الصعبة والمشاعر العميقة، وهي تعبر عن الثقة والقوة رغم وجود الألم في أعماقها.حازم يستجيب للنظرة المتوقعة من جوهرة بتركيز، يدرك تمامًا الرغبة في فهم ما سيقوله. يتأمل في تفاصيل وجهها، يلمس رونق جمالها الذي يتناغم مع جاذبيتها الداخلية.
وفي هذا الجمال الذي يتراقص بين الألوان والمشاعر، تكوِّن جوهرة وحازم صورة تتخطى الكلمات، حيث يمتزج الألم والأمل في لحظة لا تُنسى.