" اعتقد هذا اخر بوكس " قال عبدالله وهو يغلق الصندوق البني ، مغلقًا معه الذكريات و الايام التي حملتها هذا المكاناول بيت جمعهم ، اول سقف حماهم ، و اول مكان حمل مشاعرهم بكل حب
لم يعد دافئًا كما كان ، الجدران لم تعد تحمل صور انجازاتهم و صور ابراهيم ، صورة زفافهم التي كانت ترتسم بابتسامه سعيده من عبدالله والجميله .. بل اصبحت بيضاء بارده
كتفت الجميله يديها فور شعورها بالبرد .. لتمسح ببطئ على ذراعها محاولة تدفئة نفسها ، قبل ان تشعر بيد عبدالله تحيط بكتفيها مقربًا الجميله الى صدره
" تدري ولا عمري فكرة اني بطلع من هنا .. "
لم تحدد ما تقصد ، هل تقصد البيت ؟ ام الرياض او الحي الذي حمل كل خططهم و ايامهم السعيده
و اخخ يا الرياض ، بيوم و ليله نتركك ؟! مو انتي الحضن الدافي الي جمعنا .
" ما خطرت على بالي حتى ، بس ما وقفت على البيت .. دامني طلعت من النادي بكبره " عبست الجميله على اخر كلماته
البيت عن الف بيت .. لكن الهلال ؟ من اين لي بهلالًا اخر ؟
لم يعلم ابراهيم عن الموضوع ، قد يعتقد انها سفره صغيره ، او رحله طويله الى مكان جديد .. عالي الرطوبة
لكم ان تتخيلوا مشاعره و ردة فعله ..
" لا تزعلين يا روحي ، اتوقع تكلمنا عن الموضوع خلاص "
" بس حتى ، في شعور فاضي بصدري احس كأني تركت قطعه مني هنا "
" انا الي بلعب بالاتحاد ، هذا ما يعني اني اجبرك انك توقفين تشجيع الهلال "
" مو اتفقنا اننا مع بعض بالحلوه و المره ؟ .. هذي هي المره "
ليبتسم عبدالله بقلة حيله ، اقسم لو ان الموضوع بين يديه .. لبقا في الهلال لاخر يوم في عمره
و كان الصمت سيد المكان ..
..... في وقتًا ما قبل اسابيع قليلة ....
جلس عبدالله على الكنبه السكريه ، صوت التلفاز كان يعلو المكان .. لكن صوت افكاره كانت اعلى
لم يعلم كيف يصارحها في الموضوع ، لم يريد الاندفاع و جعلها في الامر الواقع
كان و لاول مره في حياتهم الزوجيه محتار بسببها
في العاده كانت الامور ميسره و سريعه ، لم تحب الجميله النقاشات الطويله التي قد تتحول الى شجار