من داخل زنزانتي

613 2 0
                                    

مباشرة بعد  انتهاء محاكمتي...
أمر القاضي أن يسجنوني بعد أن تمت إدانتي...
إقتادوني ووضعوني داخل زنزانتي...
ففكرت كيف أسافر وأفك وحدتي...
نعم أسافر وأجول بمخيلتي...
فكانت أول جولاتي مع سوزان تفك شفرتي..
(الحصن الرقمي لدان براون)
بعدها إلى أستردام مع ياسين أطل من شرفتي..
(شرفات بحر الشمال لواسيني الأعرج)
من باريس إلى موسكو وخماسية ترويا ملهمتي...
(خماسية هنري ترويا)
إلى ماكوندو مع خوسيه أركاديو أفك عزلتي...
(مئة سنة من العزلة لغابريال غارسيا ماركيز)
ألى أوروبا مرة أخرى مع سانتياغو سفريتي...
من الأندلس إلى مصر أجوب الصحراء بناقتي...
(الخيميائي لباولو كويلو)
ومع قصص ألف ليلة وليلة تتواصل مغامرتي...
رفقة الملك النعمان وأبناؤه كأني أمير وهم أسرتي...
أعود إلى مصر مع نجيب قائلا لي هذه حارتي...
وعند إقتراب إتمامي لعقوبتي...
جاء مدير السجن قائلا: تجمعو سأملي قراراتي....
حقكم كتاب واحد كل أسبوع فرضاكم غايتي...
تتضاعف عقوبة كل من يكتب وتراه مليشيتي...
لأني كلما رأيتُ كتابا أو قلما أو دفترا ترتفع حرارتي وتزداد حساسيتي...
فالمتكبة مكتبتي وانا سلطان مملكتي...
للأسف كنت أكمل رواية واحدة في يوم واحد وفي أسوء حالاتي...
لكني حمدت الله لإقتراب مغادرتي...
إستدرت مستغربا موجها إلى مسير المكتبة أسئلتي...
لما كل هذا يا كرام يا محترمين يا أساتذتي...؟
رد علي متعجرفا الرأي رأيي والفكرة فكرتي..
لأنكم مؤخرا بتم تقلقون كثيرا راحتي...
قلت له صدقت فهذا يعزز إعادة التأهيل في دولتي..
سمعني مدير السجن فصاح: من لم يعجبه الأمر فاليأتي للتحاور معي ومكالمتي...
صمتُ وكأنه لا يعنيني فقد كنت في غنى عن صراع ليس في مصلحتي...
لأني حتى ولو كنت على حق فقد ساومت حريتي...
إنتهت سفرياتي تلقائيا بعد إنتهاء مدة عقوبتي...
وعدت إلى والدتي...
وتركت المدير ومسير مكتبته وميليشياته داخل سجنهم ينتظرون ما تتصدق به عليهم حكومتي...
#خثيرعمر#من داخل زنزانتي#
واقعية

مذكرات آخر الديناصورات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن