آه يا زمان

551 2 0
                                    

عشت بزمان...     
تتغير به كل دقيقة الأذهان...
يُبجل فيه الكذاب الفتان...
و يؤتمن فيه من خان...
لم يعد هناك عمل للشيطان...
لتتمكن تَلوَّن كالحرباء و إلذغ كالثعبان...
بمالك تشتري الجاه و تحظى بالعرفان....
تسرق حقوق شعبٍ تُعيَّن وزيرا أو بالبرلمان...
تسرق رغيفاً لأنك جوعان...
تقضي سنيناً خلف القضبان...
جيبك فرغان؟ تُهمش و تُهان...
و يبنون بينك وبينهم الجدران...
في بلدي لا تُكرَّم فقط إلا إذا كنت فنان...
طبعا فنان لزيادة جهل الشعب الغرقان...
أو مناضل بصفة فتَّان تفرق وحدة أمة بالبهتان...
المادة والمظهر فقط من  يتكلمان...
غير مُعترف ولو جُلتَ أكثر من ماجلان...
تصير بدون خِلاّن تُكلِّم الحيطان...
زمن إنسان يعبد إنسان...
عدنا فيه لزمن عبادة الأوثان...
أيام أبا جهل وأبا سفيان...
سلطان على شكل صورة يحملها الرعيان...
مهازل أضحكت حتى الغلمان...
هذا البلد وهذا الشعب يحتاج لأن كرامته تُصان...
ويصير يوماً أفضل مما هو فيه الآن ومما كان...
الوطن صار منتخب ولاعب كرة لا يقدمان...
بل يُؤخران و يُخذِّران..
وطنٌ يُباع بأبخس الأثمان...
وصار بائعوه أبطالاً في نظر القطعان....
و بِتنا نحن الخونة واتهمونا بالخذلان...
بين يوم وليلة أصبحنا في طي النسيان...
أكثرنا رفاهاً يعاني أزمة الإسكان...
رغم أننا تركنا دماءاً في الصحاري والوديان...
في رحلتي لأجوب البلدان...
وجدت أن التدجين والسطحية صفتان للقارات عابرتان....
أدركت أن السطحي يبقى سطحيا ولو نُصِّب سلطان....
ليس للغباء حدود ولا مكان...
الحرُّ يبقى حرًّا ولو غَّير الأوطان...
وجدت تشتت أمة الفرقان...
تحولت من أمة إقرأ والبر والإحسان...
إلى فئة لم يتبق منها إلا اللسان...
البطن و غريزة الحيوان...

مذكرات آخر الديناصورات Where stories live. Discover now