بعد نكبتي

394 2 0
                                    

بعد نكبتي توجهت لمن كانت تقول لي أنت الأبهى والأكمل ومن غيرك بي يليق...
إلتقيتها حكيت لها حالي ظننت أنَّها أحسَّت أن بداخلي حريق...
عدت إليها بعد أيام، برؤيتها لهندامي و مظهري أَيْقَنَتْ أني غريق...
فلم أعد ذاك الجذاب بلباس أنيق...
لم تكن لديها القوة لنجدة أو إسناد غريق بداخله حريق...
قالت: إسمع فقد تأكدت من مشاعري نحوك فلم تكن أكثر من أخ وشقيق...
لم أُصدم و انصرفت للبحث عن الصديق وقت الضيق...
قبل محنتي لم يكن لدي فقط صديق بل كان لدي أكثر من فريق...
إظهارهم للمحبة والوفاء و رياؤهم لم يُمكِّني من التفريق...
أجلس معهم أحكي لهم كي أُنفِّس أو أطفئ ولو القليل من ذاك الحريق...
في حضوري يرددون إن الله يبتليك، ستُفرج ويظهر من عتمتك بريق...
بمجرد أن أبتعد عنهم خطوة يبدؤون بتقسيم الأقدار والتلفيق...
إن الله يعاقبه وهو يستحق فقد كان عاصيا ضالاً للطريق...
إعتزلت الناس و زاملت علبة النبيذ فأمست عزلتي أحسن رفيق...
أثمل وأتمنى لو أني خُلِقتُ جمادًا، مَقعدًا مثلا أو أحد الصناديق...
ثم أحمد الله وأشكره على النعم، بعدها أغفو وأستفيق...
أبدل الأمنية وأمني نفسي لو أن الخالق خلقني غراباً أو بطريق...
على الأقل يمكنني المشي والسباحة والسفر والتحليق...
إن شعرت أن الأرض بي تضيق...
والحب بلا زيف و الزواج بدون زفاف وتكليف بدون مهر و تصديق...
رغم كل هذا بت أمشي حرا طليق...
تخلصت من إجباري على عبادة العميد والفريق...

مذكرات آخر الديناصورات Where stories live. Discover now