المنفي

432 2 0
                                    

سأل عنه الجميع بعد أن إندثر...
لاحظ غيابه حتى الحجر والشجر...
صار عزيزًا عليهم بعد تأكدهم أنه هاجر...
إختلفوا هل هو بأمريكا بأوروبا أو بقطر...
لكنه حلَّ ببلدٍ يُقال أنه يحترم اختلاف البشر...
لكن الحقيقة أن العبودية به كالتكنولوجيا تتطور...
لم يعد العبد يُباع في سوقٍ أو متجر...
بات يبيع نفسه بنفسه ولك أن تتصور....
هنا من لديه المال بعد موته يدفع ويُقبَر...
الباقي يُحرق ويُسقر...
أي القبر لمن يدفع أكثر...
لا يوجد به شعور إسمه سعادة فلا يغرنك المظهر...
لا يمر يوم دون أن تسمع أن هناك من انتحر...
وجد به أبناء بلده بدون هوية كالغجر...
استفسرهم عن حالهم قالوا له: تحضَّر...
إن بقيت بتخلفك هذا ستتضرر و تسبب لنا الضرر...
تزوج بمن تجد لتتحرر...
لتصير مواطنا لديك حقوق وجواز سفر...
عند رؤيته وسماعه لهذا خاطره انكسر...
والحزن عليه سيطر...
لكن بعدها ضحك من أعماقه من سخرية القدر...
لو لم يكن مؤمنا لقال أن القدر به غدر...
رغم كل هذا بقي وصبر...
فلم يكن لديه ما يخسر...
صار اسمه الآن المنفي خثير عمر...

مذكرات آخر الديناصورات Where stories live. Discover now