الفصل 4: بنزين الروح

26.9K 1.3K 719
                                    

كيف لخرير أنهار ساكن أن يهدأ بركان على وشك الإنفجار

هل أنت ملاك؟......

_________________________________

الساعة التاسعة صباحا

في المطبخ ترفع أكمامها لمرفقيها، تقدمت نحو خالتها التي شرعت في تحضير الغداء، وضعت يديها على كتفيها تدفعها خارج المطبخ و أردفت " هيا لتكملي حكاياتك مع أمي في الصالة سأعد أنا الغداء اليوم و لا فرصة لك للرفض "

إستدارت لها تقرصها من خدها بإبتسامة عارمة لترد "حنونة كأمك، و سيكون طبخك أجمل أكثر، شكرا لك"

"بما أنه يوم الجمعة، و في تقاليدنا في الجزائر نُعِدُ الكسكس في هذا اليوم، ما رأيك بأن أعده؟" أردفت و هي تضع كلتا يديها على خصرها

"حسنا المطبخ مطبخك إفعلي ما يحلوا لك، لحسن الحظ لقد إشتريت علبة كسكس و لم تتح الفرصة لأعده إنها في الخزانة"

الكسكس أكلة تقليدية عريقة يحضره الجزائريون يوم الجمعة و في المناسبات و هو عبارة عن طبق قديم جدًا من شمال إفريقية. يصنع من سميد القمح القاسي ويدور على شكل حبيبات صغيرة. يطبخ بالبخار ويضاف إليه اللحم و مرق الخضار أو الحليب و هذا حسب الأذواق والمناسبات.

بعد ساعة و نصف، منغمسة في تنظيف المطبخ بعد إنتهائها من الطبخ، إقتربت من المياه تغسل يدها، إستدارت فجأة فور سماعها همهمته.

أندريوا الذي يراقبها و هي تنظف منذ مدة، يبتسم لرؤيتها منغمسة بالطبخ و التنظيف و مدى عفويتها، تصرفاتها و حركاتها عندما تكون لوحدها، أطلق ضحكة عند رأى ردة فعلها ليردف " قلت لك أنني لست شبح "

"كيف لا و أنت تظهر من العدم! " همست بصوت خافت تنظر نحو نافذة المطبخ

"أنا أمامك لست عبر النافذة، كما أنني سمعت ما قلته" رد و مزالت ملامحه تعبر عن مدى إعجابه بردات فعلها العفوية ليضيف "لم تنسي وعدك صحيح؟ وعدتي أن تشرحي لي ما هو المَحْرَمْ"

" كان من ممكن أن تبحث على الأنترنت "أردفت و علامات الإستفهام تحوم حولها، همس بصوت لا يكاد يسمع " و لكنها فرصتي الوحيدة التي يمكنني فيها الحديث معك " ليرفع صوته و يضيف "لم يكن لدي وقت هيا قولي لي الآن"

إقتربت من المائدة لتجلس على الكرسي، قابلها بكرسيه هو الآخر لتردف "حسنا هذا موضوع طويل لكني سأحاول إعطائك لمحة عنه و بعدها قم أنت بالبحث عن معلومات أكثر" هز رأسه قبولا لتضيف " المحرم و جمعه المحارم يعني شيئ حرمه الله سبحانه و تعالى و هو ما يبنه في هذه الآية من سورة النور«وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ ..» و هذا يعني أنه يجوز نزع الحجاب أمامهم و هم الأب وإن علا يعني الجد و غيره والابن وإن نزل كأبناء الإبن والأعمام والأخوال والأخ وابن الأخ وابن الأخت أو رضاع أو صهرية كزوج الأم وأبي الزوج و أن علا و أما عكسها فهم غير المحارم و هم من يجب إرتداء الحجاب أمامهم كإبن الخال أو الخالة و غيرها "

Forbidden hearts [ مكتملة ] حيث تعيش القصص. اكتشف الآن