٣

2.4K 147 5
                                    

رواية عقاب إبن الباديه الفصل الثالث بقلم ريناد يوسف

جحظت عينا يحيى وهي تخبره بأنها حامل مرة ثالثة، قالتها بمنتهى البساطة! وكأن هذا الخبر عادي بالنسبة لها ولا يحمل في طياته تهديداً لحياتها بالإنتهاء..
فهي منذ أن أنجبت ياسين ومدحت اكتفت بهما نظراً لتعب قلبها الذي كاد يفتك بها في الحمل الأخير.
اردف لها وهو غير مصدق:
-انتي اكيد بتهزي صح؟!
أجابته فريال وهي تخرج من الحمام لتتجه الى الفراش بوهن:
-وهي دي حاجه فيها هزار يايحيى؟

-فريال إنت عارفه دا معناه ايه، انتي نسيتي تعب قلبك ولا ايه؟
أجابته بعصبيه:
-لا منستش يايحيي بس اهو حصل هعمل ايه يعني، ماانا باخد وسيله وكنت فاكره ان عمر الحمل مايحصل، لكن عشان حظي الزفت اهو حصل.
- طيب قومي بينا نروح لدكتور ينزله فوراً انا مش هخاطر بحياتك.
فريال:
-للأسف مش هينفع لاني تقريباً خلصت الشهر التالت وكل دا كنت فاكره إني تعبانه تعب عادي ومكنش فبالي ابداً انه ممكن يكون حمل.

جلس يحيى بجانبها ونظر اليها ملياً وأردف بقلق حقيقي:
- فريال انتي ممكن..
-اموت عارفه، وكمان ممكن أموت لو حاولت انزله، يعنى سواء كده او كده انا معرضه للموت، فخليني اأجله لغاية ميعاد ولادتي بدال مااروحله برجليا دلوقتي.
صمت يحيى وصمتت هي ايضاً وكل منهم يحاول استيعاب الكارثة وماسيترتب عليها، وعجز العقل عن التفكير والترتيب في ظل إرتجاف القلوب خوفاً من ألم الفراق.

أما في غرفة مديحه:
-أيوه ياخالد بقولك مش هينفع  اخرج من البيت، إخواتي الاتنين قاعدين مراحوش الشركه النهارده، وهيسألوني رايحه فين وجايه منين ومحمود هيبعت معايا الشوفير ومش هيسمحلى اخرج بالعربيه لوحدي.
- يعني مش هعرف أشوفك النهارده كمان يامديحه؟ علي فكره دي مبقتش عيشه دي وانا مبقتش قادر اتحمل الوضع دا، أنا جوزك وانتي مراتى على سنة الله ورسوله وليا عليكي حقوق، ومش هفضل عايش في الضلمه كده كتير إحنا لازم نعلن جوازنا فأقرب وقت.
ردت عليه بنبرة ساخرة:
جرا ايه ياخالد مالك كده عامل زي البنت اللي اتجوزت من ورا اهلها وحملت وعايزه تعلن خبر جوازها قبل الفضيحه!
وبعدين ماانت عارف من البدايه إن جوازنا هيفضل في السر لفتره لان فيه عندي مخططات لازم تتنفذ قبل اعلان حاجه زي دي؛ لان بمجرد مااعلن خبر إني إتجوزت ابن ساعي الشركه بتاعة اخويا ومن وراه وفي السر، هيطردنى بره بيته وبره حياته كلها، وانا مش هسمح بدا في الوقت الحالي ابداً.
- مديحه خلي بالك انتِ كده بتخسريني، ووقت ماتحققي اللي بتسعيله ممكن تبصي متلاقينيش في حياتك.
اجابته مديحه بثقه:
- وقتها هتجيني تجري لو كنت فآخر الدنيا، ومهما بعدت مسيرك هترجعلي ياخالد؛ عشان هيكون عندي كل حاجه هتحتاجها، هحط بين إديك فانوس سحري يحققلك كل احلامك ويعوضك عن كل حاجه اتخليت عنها عشاني..
ودلوقتي يلا مع السلامه هخرج اشوف القصر حصل فيه إيه في الوقت اللي انشغلت معاك فيه ده.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن