٢٦

2.7K 207 29
                                    

عقاب ابن الباديه الفصل السابع والعشرون

نظر آدم لفريال وبدون مقدمات اختصر المسافة بينهم في خطوة، وهم أن يقبض على رقبتها ويعتصر أحبالها الصوتية التي تحدثت مع أمه وابيه بهذه النبرة، ولكن رجولته وماتربى عليه منعاه من ان يمد يده على إمرأة، فبحركة واحدة قبض على رقبة عمه بيد وعلى رقبة مدحت إبن عمه القريب منه باليد الأخرى، وكانت قبضته كالفولاذ الذى إنصب على رقابهم، ووجه نظراته وحديثه لفريال زوجة عمه قائلاً:
-الباين هادي عادتك مو اول مره تتكلمي مع امي بهالنبرة، بس هادي آخر مره نسمحلك تتعدي حدودك وتتكلمي بيها معاها،كلامي للكل مو انتي بس ،أي حدا يتكلم مع ام عقاب  بطريقه ماتليق ويقل من قدرها،والله نقطع لسانه ونوكله له وتو غير مرحب بيكم في،هيا كيف الخلق المحترمين لملمو عيالكم وكرامتكم،لو كان تعرفو ايش يعني كرامة وتغادرو القصر، وماتاخذو ولا شي معاكم الا الملابس اللي عليكم، خلوها تصير  باليسر بدال ماتصير بالعسر .
انهى آخر كلماته وكان عمه وإبن عمه يختنقان من قبضته وتحول لون وجهيهم للأحمر وهم يحاولان التملص من قبضته الفولاذية ولا يستطيعان، فتقدم نحوه ابيه وأمسك ذراعه القابض على رقبة عمه ونظر اليه وهمس:
-مش عايز ابني يكون مجرم ياآدم، سيبهم يابني متضيعش نفسك.
فأرخى آدم قبضتيه على الفور، ونظر لعمه وأكمل أوامره:
- لو  ماتريدوني انصير مجرم وانسوي أول جريمة لي توا غادروا حالا.
نظر يحيي الذي كان يفرك في رقبته متأملاً إلى زوجته يرجوا منها حلاً، واردفت هي بنفس الإصرار:
- مش هنمشي وهنبلغ البوليس يجي يثبت حاله واللي معاه الأوراق اللي تثبت ملكيته للقصر يطلعها.
ولأن أوراق القصر كلها عرفية ولم تُسجل أدركت عايده أن فريال استولت عليهم، وتتحدث بكل هذا الثبات وهذه القوة من هذا المنطلق، فنظرت لآدم وقالت له:
-استنى ياآدم عشان الظاهر إن فريال عملت حاجات كتيره أوي في ال٣ سنين اللي فاتوا دول.
آدم:
- كل شي انعمل راح تتحاسب عليه، هي دارت طريق ومشت فيه وانا هنحاسبها على كل خطوه خطتها في هالطريق اللي اخره جحيم يسعرها.. انا هنا  تو،وهنخلي كل  واحد في مكانه اللي يحقله .
ردت عليه فريال بقوة لا تتناسب مع الموقف نهائياً:
-اعمل اللي تعمله، القصر دا قصري وقصر ولادي ومش هنمشي منه، واللى تقدر تاخده ياآدم خده، الساحه قدامك ووريني شطارتك، مبقاش الا انت يابن إمبارح.
ودلوقتي.. كارمن.. مدحت على أوضكم.. وانتي يافاطمه خدى أولادك ويلا على أوضكم، وأظن انتي كمان حان الوقت إنك تشوفيلك سكن بعيد عن قصري.
اردفت فاطمه وهي غير مصدقة لما تسمعه من أختها:
-سكن بعيد عن قصرك؟ هي بقت كده يافريال؟
- ايوه بقت كده يافاطمه، واديكي شايفه إنها حرب وبدأت ومش هينفع تكون فيها اطراف كتيره.

نظرت اليها فاطمه نظرة اخيرة قبل أن تأخذ اولادها وتذهب بهم تجاه غرفة مديحه، والتى اصبحت غرفة فاطمه، فزمجر آدم معترضاً:
-مافي حد هيبقى في القصر وقلتها كلمة انقلعو بالذوق.
ليتحرك بعدها ويبدأ فى جذب مدحت من ذراعه للخارج ومعه عمه، ولحقتهم فريال وهي تجذب يحيي بإعتراض، وحينما لم تستطع منع آدم من سحبه هرولت على الهاتف وقامت بإبلاغ النجدة عن محاولة تهجم على بيتها من أخيه وإبنه، وإنتظرت قدوم المساعدة إليهم.
وبعد القليل من الشد والجذب، ومحاولات كثيرة من يحيي لإستعطاف محمود وصلت عربة الشرطة، وقامت بأخذ الجميع، آدم وأبيه ورابح وسالم ويحيي ومدحت إبنه لقسم الشرطة.
وهناك تم تحرير محضر بالواقعة، وكاد الامر ينتهي لصالح يحيي لولا أن عرف آدم عن نفسه وأظهر للضابط بطاقة بلون أسود لا تعطى الا لأشخاص يعدون على الاصابع فى البلد، وتعنى انهم محصنون من قوات عليا، فإنقلب الوضع رأساً على عقب على الفور، وتفاجأ الجميع بمعاملة الضابط لآدم بمنتهى الإحترام والتقدير، وهذه كانت الضربة الاولى ليحيي وإبنه، فقد علما جيداً لأى مكانة قد وصل آدم، واخذ السؤال يتخبط في عقولهم.. كيف ولماذا؟
وانتهى الأمر لأن المحضر يفض على الفور ويغلق، ولكن آدم قدم محضراً آخر مفاده أن عمه إستولى على قصره بالقوة ووضع اليد.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفWhere stories live. Discover now