٤

2.2K 158 7
                                    

رواية عقاب ابن الباديه الفصل الرابع بقلم ريناد يوسف

إنتفضت مديحة وقد شعرت أن وقت تحقيق الأمنيات قد حان، وتقدمت نحو اخيها وسألته بعبارات تقطر لهفة:
-بجد يايحيى لقيته، لقيته فين وازاي إنطق.
- فيه جواب جه لمحمود النهارده من فرنسا وبمجرد ما استلمه خباه بس اللي مكلفه بالمراقبه قدر يعرف العنوان اللي عالظرف ويحفظه، آدم في فرنسا يامديحه، هنسافر وكأننا رايحين البلد نقعد يومين ونخلص مهمتنا هناك وهتكون سهله ومتيسره مادام الولد لوحده..
الغبي محمود سهلهالنا وهو مش حاسس.. صحيح هيفضل طول عمره راس فجله على رأي المرحوم ابونا.

غادر الغرفة تاركاً المجال لشقيقته كي تجهز ماستحتاجه في الرحلة بعد أن إتفقا على الخطة التي سينفذونها هذه المرة وذهب لزوجته ليأخذ منها باقي التعليمات، فهي الرأس المدبر وهم السواعد المنفذة، وهي من يبدأ من عندها كل شيء.

بعد حوالي ساعتين.. نظر محمود بطرف عينه من وراء الصحيفة التي تواري وجهه، وتبسم وهو يرى اخيه وزوجته واولادهم وشيقته يهبطون الدرج وهم يحملون حقائبهم وفرحة الظفر بادية على وجوههم، وفور ان وقفوا أمامه تحدث يحيى بهدوء:

-محمود احنا مسافرين البلد هنقضي هناك يومين الولاد زهقانين ومحتاجين يغيروا جو واحنا  معاهم.
تحدث محمود بجدية:
- روحوا يايحيى وانا إحتمال ابعت وراكم ناديه على بكره الصبح عشان النهارده حاجزلها عند الدكتور، هي كمان أعصابها تعبانه ومحتاجه تغير جو.
إزدرد يحيى لعابه واخذ يتبادل النظرات مع الجميع وقد شعر بأن مخططهم علي وشك أن يُتلف بواسطة هذا الغبي، فنظر لزوجته مستجدياً منها حلاً سريعاً فاردفت بهدوء:
- اكيد طبعاً هتكون فرصه حلوه انها تخرج من حالتها دي، وكمان انا هاخدها معايا انا والولاد لبيت أهلي تسلم عليهم وتقضي معانا الأجازه وسط اللمه الحلوة، اصل نسيت اقولكم السبب الحقيقي ورا سفرنا إن اختي الدكتوره هدى اتخطبت وهتعمل حفله ولازم نكون موجودين.
تبسم كلاً من يحيى ومديحة، فهم يعلمون جيداً  أن ناديه لا تذهب الى بيت اهل فريال ولا تطيق منهم أحداً.
فأردفت ناديه سريعا:
- لأ انا مش هروح مكان ومش هسافر مش عايزه ومش قادره.. سافروا انتوا واتهنوا برحلتكم.

انهت حديثها ونهضت بتثاقل ودلفت للمطبخ تعد لها قدحاً من القهوة يهدئ الضجيج الذي يعتمر راسها، وأما يحيى والبقية فغادروا على الفور وكأنوا يتسابقون هرباً خوفاً ان تتراجع في قرارها.

وبعد ان غادر الجميع عادت عايده الى زوجها محمود واردفت له بسعاده عارمه:
- خلاص يا محمود هنقدر نشوف ابننا ادم خلاص هشوف ابني واطمن عليه، معقوله هاخده في حضني، هشم ريحته هسمع انفاسه، انا مش مصدقه،
انا مش مصدقه بعد الوقت اللي عدى ده كله ان انا هرجع اشوف آدم من تاني دا وحشني قوي قوي.

محمود :
اهدي يا عايده اللي بتقوليه ده مش هيحصل، انا سبق وقلت لك اننا حتى لو شفناه هنشوفه من بعيد لبعيد، مش هنقرب، مش هنخليه يحس بوجودنا ولا يشوفنا.. لانه لو شافنا وحضناه زي ما بتقولي ورجعنا سبناه مره ثانيه هيفتكر ان احنا تخلينا عنه للمره الثانيه..
ووقتها مش هيحط لنا اي اعذار للبعد، مش هيلاقي لنا اي مبررات، ولا اي حاجه في الدنيا هتغفر لنا عنده ان احنا خذلناها مرتين..
دي فرصه وجات لنا واحتمال ما تتكررش مره تانيه، فمش عايزينها بدل ما تكون فرصه جميله لينا تتقلب لكارثه ونخسر ابننا للابد، ونخسر فرصه رجوعه لينا وهو فقلبه شوية محبه..
انا مشتاق لادم اكتر منك ونفسي اخده في حضني اكتر منك،
نفسي اطمنه واقول له ان احنا جنبك ما سبناكش ما بعدناش عنك ولا تخلينا عنك،
بس المشكله اننا فعلا مش هنقدر نعمل كده.. فنهدى يا عايده ونكمل اللي بداناه للنهايه ما ينفعش دلوقتي نهد كل اللي بنيناه
يا كده يا إما بلاش نروح من الاساس وخلينا زي ما احنا، نطمن عليه من بعيد لبعيد وهو فاكر ان احنا مسافرين وفتره وهنرجع.

رواية عقاب ابن الباديه بقلم ريناد يوسفWhere stories live. Discover now