الفصل الثامن ( التوبة )

258 11 0
                                    

( الفصل الثامن )
( احفاد العائلة )
( التوبة )

وتذكر أنًّ بكل صلاة على النبي ﷺ يُصلِّي الله عليك بها عشرًا، وتُرفع عشر درجات، ويُحط عنك عشر خطيئات.قال رسول الله ﷺ:

مسكينة تلك التي مازالت تصدق عروض الزواج التي تأتيها علي الخاص افيقي يا عرض ابيكي فمن اراد الحلال دق باب الواقع لا المواقع .
منقولة .
هرولت الي غرفتها أغلقت الباب ورائها بينما نظر الجميع لبعضهم في صدمة هرول يونس ومراد اليها دق يونس الباب بعنف شديد :
منة منة افتحي الباب منة انتي كويسة .
لم تجيبهم انكمشت علي ذاتها بهلع وهي تتذكر صورها وحديثه القذر معها بكت بعنف شديد وبصوت يستطيعون سماعه بسهولة كانت تفرغ كل غضبها من ذاتها ومن حماقتها كيف استطاعت فعل شيئا كهذا فلولا فضل الله عليها كانت أصبحت الآن بلا شرف ماذا إن لم تفعل ياسمين هذا الحادث كانت ستصبح ضحية بين أيدي هذا الحقير المدعو " يوسف " واصدقائه كانت قلوبهم تتمزق لسماع صرخاتها وبكائها المستمر الذي لا ينتهي بل يزداد مع الوقت توجهت ذكري الي الباب بأرجل مرتجفة :
منة منة حبيبتي افتحي الباب انا ذكري افتحيلي واحكيلي كل اللي عايزة تقوليه واوعدك أنو محدش هيدخل معايا منة انتي سمعاني .
لم تجيبها فقط اخذت تبكي بعنف شديد نظرت إلي الهاتف أمامها ألقته بقسوة علي الارض وهي تنظر إليه بغضب وحسرة تفاجئت بإرسالها رسالة أخري لها التقتت الهاتف بسرعة شديدة ثم نظرت الي الرسالة التي كانت عبارة عن :
مش هنشر الصور دي في حالة واحدة بس يا منة لو جتيلي البيت ومتقلقيش هبقي حنين معاكي وهمشي صحابي اللي كانوا مستنيين علشان الجو يحلو ونبقي لوحدنا ها ايه رأيك .
ألقت الهاتف أمامها وهي تبكي بفزع ما الذي فعلته في نفسها الان أمامها خياران أما أن تذهب إليه وتبيع ذاتها وشرفها وعرض ابيها ام تتركه ينشر صورها التي ستزيد الوضع للاسوء فجميع أصدقائها وأقاربهم سوف يرون هذه الصور ضربت برأسها علي الحائط بعنف شديد وكأنها تنتقم من عقلها الابلي الذي صدق حديثه
في الخارج كان الجميع في حالة صدمة ووفاء تبكي بشدة صدح صوت جرس الباب لتهرول ملك بفتحه وتري أمامها ساهر وإسلام وفوزي وفاطمة وبالإضافة الي كريمة وسامح وفرح كان الجميع في حالة فزع لتردف فاطمة :
في ايه يا جماعة احنا سمعنا صوت زعيق عالي انتوا كويسين ايه اللي حصل .
هرولت وفاء الي كامل الذي كان يقف بحيرة من أمره لا يعرف ماذا حدث لابنته حتي أنها لا تسمح لأي بالدخول إليها أو لمعرفة سبب المشكلة التي وقعت بها ومن الواضح أنه أمر كبير وصعب للغاية :
كامل ابوس ايدك شوف منة مالها انا خايفة تعمل حاجة في نفسها اكسر الباب أو اعمل اي حاجة علشان خاطري بس متقفش كدة
في الداخل كانت منة قد أفاقت من شرودها علي صوت والدتها الذي جعلها تبتسم بجنون وحسرة عقب قولها :
بالظبط انا لازم اموت انا مستحقش اعيش بعد كل اللي عملته دة لو روحتله البيت هكون بيعت نفسي وزنيت ولو قعدت مكاني هينشر الصور وهتفضح وانا معملتش حاجة ووقتها محدش هيصدقني وكلوا هيلومني .
وقفت أمام المرآة ثم أخذت قطعة من مستحضرات التجميل الخاصة بها والقتها عليها لكي تكسر الزجاج انتفضت قلوب الجميع علي هذا الصوت ليصرخ في هذه اللحظة مراد : منة منة انتي بتعملي ايه افتحيلي الباب وهنتكلم علشان خاطري قالها وصدره يعلو ويهبط بعنف شديد من الخوف علي صغيرته الذي حملها منذ كانت طفلة واعتني بها بحب شديد فهي اصغر اخواته أخذت قطعة من الزجاج المكسور وهي تبكي بعنف تنظر الي ذاتها هي الآن وللحقيقة تكره نفسها وبشدة لا تعرف ما الذي فعلته ولماذا فعلت هذا علي هي حقا مغفلة بهذه الطريقة وبعد تفكير عميق أمسكت قطعة الزجاج بأحكام ثم جرحت بها ذاتها سقطت علي الارض تبكي من شدة الالم فهي الان لا تعرف علي ماذا تبكي علي شرفها الذي سيذهب بعد ذهابها ام تبكي علي ما فعلته في ذاتها وبعد ثواني أحست بدوار غريب في رأسها ولم تشعر بذاتها فقط وقعت مغشياً عليها علي فراشها الذي أصبحت الدماء تملؤه بشكل مخيف
في هذه اللحظة وبدون اي مقدمات كان كامل يكسر باب الغرفة بعنف شديد تقدم هو وإخوتها وبقية العائلة أما ساهر وإسلام ظلوا بالخارج لاحتمال أن منة لا ترتدي حجابها أو لبس محتشم ومعهم فرح التي كانت تتابع الوضع بخوف شديد وفزع بات عليها شقهت كنزي بفزع حين رأت منة التي تتمد علي الفراش والدماء تحيط بها سقطت وفاء مغشياً عليها أما ذكري وملك كانوا في حالة صدمة يطالعون ما يحدث بأعين متسعة حملها يونس برفث ودموعه تزرف بشدة ثم اتجه بخارج البناية ووضعها في الخلف برفقة ذكري وملك الذين كانوا يبكوا بشدة فهذا كان أشبه بالصدمة لم يتخيلوا أن يوضعوا في مثل هذا الموقف في حياتهم أما وفاء كانت في المنزل مغشياً عليها تجلس بجوارها كلا من فاطمة وكريمة يحاولون إيقاظها بكل الطرق وبعد دقائق استيقظت وبدون اي مقدمات هرولت للخارج لكي تلحق بأبنتها الصغيرة التي لا تعرف ما حدث لها داعية الله أن ينجيها لحقهم ساهر وإسلام بسيارة ساهر أما سامح وكريمة ذهبوا بسيارتهم وبرفقتهم فرح التي كانت تبكي بخوف .
____________________
علي الناحية الأخري وفي منزل ياسمين دلف كرم وهو حاملا لشقيقته بين احاضنه وضعها علي الفراش بحنان شديد ثم قبل رأسها عقب قوله :
ارتاحي يا حبيبتي وانا هروح اعملك حاجة تاكليها
قاطعه صوتها الحزين :
كرم انا اسفة .
اغمض عيناه بألم ليلتفت إليها طالعها بحب شديد عقب قوله الحنون :
بتتأسفي علي ايه يا حبيبتي .
طالعه بأسي وفي هذه اللحظة سقطت دموعها :
انا تعبتك اوي معايا انت شايل همي من وانا صغيرين من ساعت ما بابا وماما ماتوا انا بجد اسفة ليك اوي انا مهما عملت مش هقدر اوفيلك حقك .
ابتسم كرم وهو يقبل جبينها :
ياسمين انتي اختي يا حبيبتي انتي بابا وماما وصوني عليكي ازاي ممكن اكون مدايق اني يهتم بأختي الصغيرة بالعكس أنا فرحان اوي اهم حاجة انتي ارتاحي ومتتعبيش نفسك .
ابتسمت لها بحنان عقب قولها:
ربنا يخليك ليا يا كرم .
ابتسم هو عقب قوله :
ويخليكي ليا يا روحي .
_____________________
كان الجميع يقف أمام الغرفة التي تقبع بداخلها منة كانت كلا من ذكري وملك يبكون وبشدة خوفاً علي شقيقتهم لم يتوقعوا أنها ستفعل هذا بل لا يعرفوا حتي ماذا حدث أما وفاء كانت بداخل احضان فاطمة التي تحاول بكل الطرق تهدئتها كان يونس ومراد يقفون بخوف شديد علي شقيقتهم ناهيك عن دموعهم التي تزرف بقوة أما كمال وفوزي وسامح في حالة صدمة مما حدث وخاصا كامل الذي كان يقف وكأنه جسد بلا روح لا يتحرك ولا يتكلم فقد شارد مما أصاب اشقائه بالخوف الشديد عليه أما إسلام وساهر كانوا ينظرون لبعضهم بحيرة يفكرون فيما فعلته ابنة عمهم وما السبب الذي جعلها تفعل ذلك فهي كانت بخير نظر ساهر الي ذكري التي تبكي بحسرة علي حال شقيقتها كان يود ضمها إلي صدره بحنان وان يربت علي ظهرها لكي تهدأ كان يود حتي مسك يديها لتهدأتها ولكن لا يقربها شئ الان ولا يستطيع فعل ذلك كان قلبه يؤلمه وبشدة لرؤيتها بهذه الحالة وهو عاجز عن فعل اي شي لا يستطيع حتي الاقتراب منها ومواستها في ظرف مثل هذا والجميع أمامهم في هذه اللحظة قاطع شرودهم صوت خروج الطبيب ليردف كامل :
دكتور طمني بنتي عاملة ايه
طالعه الطبيب بأسف عقب قوله :
متقلقيش هي كويسة علشان لحقناها في الوقت المناسب وانتوا جبتوها بدري قبل ما تخسر دم اكتر من اللي خسرته
شكره كامل بلطف عقب قوله :
طيب ممكن نشوفها
ابتسم الطبيب عقب قوله الهادئ:
ينفع بس مش كلكوا مرة واحدة يعني مثلا 2 وراهم 2 وياريت متضغطوش عليها في الكلام علشان لو انهارت ولا اتعصبت ممكن لقدر الله الجرح يفك تاني
قرروا في هذه اللحظة أن تدلف ذكري برفقة منة أولا ليطمئنوا علي شقيقتهم دلفت ذكري بخوف من ردة فعل شقيقتها تليها ملك كانت منة تنظر لهم بوجه لا يحتوي علي اي مشاعر كأنها جثة هامدة طالعتها ذكري بحزن وهي تبكي :
منة انتي كويسة .
لم تجيبها منة وظلت تنظر أمامها شاردة لا تريد التحدث مع أحد وكأنها في عالم غير عالمهم ادرفت ملك بحزن :
منة علشان خاطري ردي علينا انا مش قادرة اشوفك كدة بجد
لم تجيبهم للمرة الثانية خرجت الفتاتان وهم يبكوا بعنف ليهرول إليها كلا من يونس ومراد :
في ايه يا ذكري ايه اللي حصل
طالعة ذكري شقيقها يونس بحزن شديد ودموعها لا تريد التوقف دفنت رأسها في صدره وهي تبكي بعنف وتضمه بقوة وكأنه ملجأها الوحيد ضمها هو بشدة لكي يشعرها بالأمان عقب قولها الحنون :
اهدي يا حبيبتي كل حاجة هتبقي كويسة
رفعت نظرها إليه بأعين متورمة من كثرة البكاء :
منة مش راضية تتكلم خالص معانا يا يونس هي سرحانة وكأنها جسم من غير روح انا مش عارفة ايه اللي حصل لكل دة انا خايفة اوي عليها
طالعته ملك أيضا بحزن شديد :
منة عمرها ما كانت كدة انا خايفة اوي عليها
ضمها مراد الي صدره بحنان وهو يربت علي ظهرها بحنان :
ربنا إن شاء الله هيقويها وهيرجعلنا اختنا زي الاول .
دلفت وفاء تنظر الي ابنتها صغيرتها المدللة كيف تتمدد علي هذا الفراش بكل هذا الالم مررت يديها بلطف شديد :
عملتي كدة ليه في نفسك بس يا قلب امك كنتي احكيلي انا أو ذكري أو ملك وكنا هنسمعك ونحللك المشكلة بس لو كنتي موتي ورحتي عند ربنا كنتي هتقفي قدامك وتقوليله ايه بعد اللي عملتي يا منة ليه يا حبيبتي .
وكالمعتاد لم تتفوه بأي حرف جعلتها الصدمة غير قادرة علي التحدث دخلت في حالة اكتئاب شديدة أصبحت حتي لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها المكبوتة بداخلها .
_______________________
دلفت وعد الي منزلها لتري والدها جالس يقرأ في الجريدة لتهرول إليه بأبتسامة ثم تقبل وجنته قائلا بحب :
صباح الفل يا قمر .
ابتسم والدها عقب قوله :
كويس انك جيتي كنت عايزك في موضوع مهم
طالعته وعد بأستغراب ليردف هو قائلا :
في عريس جاي بكرة .
لوت شفتيها بحنق عقب قولها:
يا بابا انا قولت لحضرتك مليون مرة اني مش بفكر في الكلام دة دلوقتي واني عايزة اكمل دراستي واتخرج واشتغل وبعدين ربنا يحلها
هز رأسه بيأس من حديث ابنته :
وعد انا طول عمري مش برفضلك طلب بس المرة دي انا مصمم بعدين ما كل البنات اللي في سنك اتخطبوا واتحداكي لو مكنتش نص دفعتك مخطوبة وقربت تتجوز كمان اشمعني انتي الوحيدة اللي رافضة للفكرة بالطريقة دي
طالعته وعد بيأس عقب قولها :
يا بابا حضرتك مش فاهم وجهة نظري انا لو اتخطبت واتجوزت هيبقي هو اللي مسؤول عني وهيتحكم فيا وفي تصرفاتي وقراراتي واحتمال كبير جدا يمنعني من اني اشتغل بحجة انو غني ومرتبه كويس وانو هيوفرلي كل اللي انا عايزاه
طالعها والدها بأستغراب ليردف قائلا بانفعال :
يابنتي ودي حاجة وحشة دي اي بنت بتحلم بالشب اللي يقعدها ملكة وكل طلباتها تجيلها
ابتسمت وعد لتردف قائلة بهدوء شديد :
انا مقولتش انو دة مش حاجة حلوة يا بابا بالعكس دي حاجة حلوة اوي بس حضرتك مصرفتش عليا كل دة علي تعليمي علشان في الاخر اقعد في البيت ومشتغلش وغير كدة انا مش حابة اتجوز واخلف واربيل ولادي واكرس حياتي ليهم اما مش جاهزة اكل دة حاليا ولا حتي كمان سنتين ولا حاجة
قاطعها صوت والدها الحاد علي عكس حديثه منذ قليل :
وعد انا مليش دعوة بكل الكلام دة الشاب جاي بكرة هتقعدي معاه وتكلميه شأتي ام ابيتي وكلامي هيتنفذ يا وعد وانتي حرة هتشوفي مني وش تاني لو عملتي اي حاجة تحرجيني بيها قدامه أو قدام أهله
_______________________
جاء اليوم التالي ظلت منة علي وضعها ذلك تقبع داخل هذه الغرفة التي تخنقها كلما نظرت إلي الأربع جدران أسئلة أهلها التي لا تنتهي واخيرا وبعد انتظار أخبرهم الطبيب أن بإمكانهم اصطحابها الي المنزل فهي أصبحت إلي حدا ما بخير حملها يونس بين أحضانه ثم وضعها علي فراشها انكمشت علي نفسها مثل الاطفال وهو يغطأها ثم مرر يديه علي شعرها بحنان شديد قائلا بحب وهو يجلس أمامها :
منة مش هتحكيلي ايه اللي حصل فاكرة لما كنتي صغيرة كنتي اول ما بيحصل معاكي مشكلة تجري عليا وتقوليلي ولما حد من الشباب كان بيدايقك كنت مبسبش فيه حتة سليمة انا اخوكي الكبير يا منة انا ظهرك وسندك وانا اللي هحميكي وهفضل جمبك انا ومراد احكيلي يا حبيبتي ايه اللي حصل واوعدك اني هساعدك
انتفضت منة من مكانها بفزع وهي تضم يونس بقوة كانت تدفن وجهها في صدره وكأنها تختبئ من أفكارها وحزنها بكت بعنف شديد بصوت عالي للغاية كاد الجميع يسمعه ولاول مرة اطمئنت قلوب الجميع عندما استمعوا الي صوت بكائها الحاد فهي كانت تكتم تعبها وحزنها كل تلك الفترة والان حان وقت الإفراغ عن غضبها كانت الفتيات تتقدم للغرفة برفقة مراد ليوقفهم صوت كامل :
سيبوها مع يونس هو هيعرف يتصرف وهيعرف يحل مشكلتها وهيبقي يقولنا
طالعته بأعين متورمة حمراء وبشدة :
يونس انا إنسانة وحشة اوي انا وقعت نفسي في مصيبة مش عارفة هتصرف ازاي مش عارفة هو اصلا عمل ايه وهل نشر الصور ولا لسة .
اتسعت حدقتاه بصدمة عقب قوله بتلعثم :
صو.ر صور ايه اللي هينشرها ؟؟
بدأت تبكي بشدة وهي تنظر لملامح شقيقها التي باتت عليها الصدمة أمسكت بهاتفها ثم فتحت التطبيق الذي ارسل إليه صورها  طالعه يونس بصدمة واعين محتدة ليصرخ قائلا بحدة :
ايه اللي انا شايفه دة انتي عملتي كدة يا منة
انتفضت منة من مكانها وهي تبكي بشدة عقب قولها :
اقسم بالله يا يونس ما عملت كدة والله العظيم ما عملت حاجة من اللي انت شايفه دة انا كنت بكلم واحد اتعرفت عليه من النت بقالي شهر وهو كان عايز صور وانا بعتله كام صورة بس علشان قالي انو مامته عايزة تشوفني بس اقسم بالله الصور الباقية دي متفبركة يونس انا مستحيل اعمل كدة انت مصدقني صح انا اسفة اوي يا يونس انا والله العظيم واحدة ساذجة ومتخلفة انا كنت هروحله البيت امبارح بغبائي لما قالي انو مامته عايزة تقابلني بس لولا الحادثة الي حصلت مع ياسمين كنت زماني دلوقتي ..
قاطعها صوت يونس الغاضب  :
انت ازاي تبعتيله صورك يا منة انت اتجننتي انتي بتوثقي بواحد اتعرفتي عليه من النت انتي كنت بتفكري في ايه لما عملتي كدة انا هقول ايه لبابا دلوقتي ولا اخواتك وامك ومراد اللي هيموتوا من القلق عليكي برة لا وكمان كنتي هتروحيله البيت انا مصدوم بجد بابا ربانا علي كدة يا منة بابا لو عرف ممكن يحصله حاجة .
سقطت علي الارض تبكي بحزن شديد هو معه حق بكل كلمة قالها هي حقا كانت مغفلة غير دارية بما تفعله جعلها تفعل اشياء دينها حرمه وتربيتها أيضا تقدم يونس إليها وجلس بجوارها ثم ضمها إلي صدره وعيناه تحتدت بقسوة :
انا هجبلك حقك يا حبيبتي متقلقيش انا ومراد جنبك وكمان ساهر وإسلام ابعتيلي اللوكيشن اللي بعتهولك وسيبي الباقي علينا
طالعته منة بفزع :
انا مش عايزة حد يعرف يا يونس انا شكلي هيبقي وحش اوي قدامهم وكلهم هيلوموني وممكن محدش يبص في وشي تاني
ربت يونس علي ظهرها :
متقلقيش يا منة محدش هيلومك علي حاجة انا وماما وبابا وذكري وملك ومراد كلنا معاكي وجنبك اوعي في يوم تفكري انك وحيدة
انهي حديثه ثم اتجه الي خارج الغرفة بأعين حادة وغضب شديد يظهر علي وجهه لتهرول إليه كنزي بفزع :
يونس منة حكتلك ايه اللي حصل انت كويس
اومأ لها يونس دون أن يتحدث بكلمة واحدة نظر إلي مراد بحدة :
مراد اتصل بساهر وإسلام خليهم ييجوا
طالعه مراد بأستغراب ثم أخرج هاتفه وطلب رقم ساهر وبعد ثواني أتاه الرد وافق ساهر علي طلبه ثم أخذ شقيقه وياسين الذي كان برفقتهم ليذهبوا الي بيت عمه .
_____________________
في منزل كريمة وسامح كانت فرح تجلس تشاهد التلفاز لتأتي كريمة بأبتسامة وهي تقدم بها بعض الحلويات التي تحبها فرح وبشدة ابتسم فرح ثم تناولت من الحلوي بشهية ولكنها توقفت فجأة وهي تنظر الي كريمة بملامح حزينة :
منة اكيد زعلانة دلوقتي ومش عايزة تاكل حاجة
طالعتها كريمة بحزن عقب قولها :
ايوة معاكي حق يا فروحة بس انتي متقلقيش منة بنت قوية وشاطرة وهتبقي كويسة قريب
ابتسمت فرح عقب قولها بحماس شديد :
ايه رأيك نروح لمنة وانا اخليها تاكل معايا من الحلويات دي اكيد هترضي تاكل صح
طالعتنا كريمة بأبتسامة عقب قولها :
ازاي مفكرتش في كدة معاكي حق يا فروحة يلا خودي معاكي كل الحلويات دي وهنروح نأكل منها منة وذكري وملك كمان
اتسعت ابتسامت الصغيرة وهي تصفق بحماس شديد اتي في هذه اللحظة سامح الذي طالعها بحب :
بتعملوا ايه يا حلوين
اردفت فرح علي الفور والحماس يملؤها :
هنروح عند ذكري علشان نأكل منة من الحلويات دي علشان هي اكيد مأكلتش حاجة
ابتسم سامح بحنان علي هذه الصغيرة التي تهتم بالجميع وتفكر بهم :
فكرة حلوة اوي انا كمان كنت جاي اقولكوا نروح نطمن علي منة يلا تعالوا .
اتجهوا الي منزل شقيقه بسعادة كبيرة لرؤيتهم لحماس فرح .
____________________
كان كرم يجلس علي الارض ويحيطه الأولاد علي شكل دائرة يستمعون إليه بإنصات شديد تحدث هو بنبرة هادئة :
ها يا ولاد حابين تسألوني عن ايه
أردف في هذه اللحظة طفل صغير بحماس :
يا شيخ ممكن اسألك سؤال هو ليه لازم نحفظ القران الكريم
ابتسم كرم ابتسامة هادئة:
حفظ القرآن سنة متبعة, فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم، بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة، كما في مسلم عن فاطمة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة، وإنه عارضه به في العام مرتين.

احفاد العائلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن