الفصل السابع عشر ( يصوب السلاح نحوها )

251 10 0
                                    

( الفصل السابع عشر )
( احفاد العائلة )
( يصوب السلاح نحوها )

البيت الذي فيه غناء وتأخير الصلاة ولا يقرأ فيه قرآن..

يلزم أهله توبة وليس رقية !

استمعت إلي صوت طلقات النار أحست بأنقباض في قلبها كانت تظن أنها ألعاب نارية يقوم الشباب بتشعيلها بالخارج ولكنها قررت الذهاب لمعرفة ما يجري بنفسها لكي يطمئن قلبها وعند خروجها رأته متسطح علي الارض غارقاً في دمائه رمشت بأهدابها عدة مرات تحاول إستوعاب ما تراه أمامها تحركت بالكرسي المتحرك بسرعة كبيرة تجاهه كانت تنظر إليه بصدمة وضعت يديها علي فمها تبكي بصمت لتتحدث بصراخ هذه المرة :
ساهر ساهر علشان خاطري قوم ساهر انت سامعني يا ساهر انت كويس
كانت تحاول أن تقوم من هذا الكرسي الملعون التي تلتصق به كيف لها أن تساعد حبيبها في تلك الحالة المذرية كانت تحاول جاهدة أن تقوم وتساعده كانت تبكي بحسرة علي حالها ظلت تحاول وتحاول لم تستلم لثانية حتي استطاعت واخيرا أن تقف من ثم سقطت علي الارض بجانبه وضعت رأسه علي قديمها وهي تضرب علي وجهه بخفة صارخة ببكاء شديد :
يا ساهر علشان خاطري انت سامعني قوم ونبي
كان ساهر مغشياً عليه تماما بعدما خسر كمية كبيرة من دمائه كانت تنظر الي الدم بفزع شديد تتذكر ما حدث معها من قبل تتذكر ذلك اليوم التي كانت به برفقة مروة وكيف عاملتها بقسوة مرعبة لم تتخيلها من قبل لم تنتظر لو لثانية ركضت الي الداخل وتوجهت ليونس وكنزي هب يونس وكنزي من جلستهم بصدمة نظر يونس الي شقيقته وعيناه تدمع بشدة من الفرحة كذلك أتت بقية العائلة بالإضافة إلي ياسين وعد الذين كانوا يجلسوا بأنتظار حل هذا العطل المفاجئ ضم يونس شقيقته بفرحة شديد عقب قوله :
ذكري ذكري انتي كويسة صح انتي مشيتي علي رجلك ازاي .
كادت كنزي تتحدث لولا رؤيتها لتلك الدماء الغزيرة علي فستان ذكري وايضا علي يديها التي لم يلاحظها أحد بسبب سعادتهم الشديدة بشفائها كانت ذكري تبكي بعنف شديد لتتحدث كنزي قائلة بخوف :
ايه الدم اللي علي ايدك وفستانك دة يا ذكري .
تحدث ذكري من بين شقهاتها العنيفة :
ساهر
تحدثت فاطمة بخوف شديد :
ماله ساهر يا ذكري انطقي
تحدثت ذكري قائلة بأنهيار وهي تشير الي الخارج :
ساهر حد ضربه بالرصاص هو .. هو مرمي برة علي الارض وانا مش عارفة اعمل ايه يا يونس
هرول الشباب وجميع العائلة الي الخارج بفزع ليروا ذلك الذي متسطحا علي الارض ويحيطه بقعة كبيرة من الدماء انتفض جسد فاطمة بفزع وهي تري منظر نجلها ركضت إليه وهي تصرخ :
ساهر ساهر يا حبيبي فتح عينك انت سامعني .
تحدث إسلام بفزع وهو يصرخ بياسين الذي تصنم مكانه وهو يري هذه الحالة التي بها رفيقه لا يشعر بأي شئ حوله فقط يستمع الي صوت الصرخات والبكاء الذي يصدر من الفتيات :
ياسين اتصل بالاسعاف بسرعة .
أخرج شادي الهاتف علي الفور وهو ينظر إلي ياسين الذي لم يتحرك كان فقط يقف في صدمه يطالع ما يحدث حوله وبعد أن وصف شادي الطريق للمسعفين وصلوا في اقل من 15 دقيقة حملوه برفق شديد واضعين إياه في السيارة وتحركوا ليلحق بهم الجميع بسيارتهم وبعد حوالي 20 دقيقة وصلوا أمام المستشفي ليهرول الجميع الي الداخل بخوف وبعد أن أطلع الطبيب علي حالتهم أمر الممرضين بنقله الي غرفة العمليات علي الفور ليخرج تلك الرصاصة التي اخترقته سقطت ذكري علي الارض وهي تبكي بعنف شديد جلست ملك ومنة بجانبها يحاولون تهدئتها لتردف هي قائلة من بين شهقاتها :
انا تعبت اوي احنا ليه بيحصل معانا كدة مرة انا والمرة دي ساهر انا مش عارفة بجد امتي حياتنا هتتعدل انا زهقت اوي ومبقتش قادرة استحمل .
جلس كامل أمامها وهو يمسح دموع صغيرته بحنان ثم ضمها بحب شديد يتلوا عليها آيات الله لعلها تهدئ قليلا هو كان يشعر بحزنها وألمها بل الجميع كان يشعر بها الحياة لم تكن سهلة معها ابدا لا هي ولا ساهر كلما يخرجون من مشكلة تأتي مشكلة اخري لتخرب عليهم فرحتهم كان أن الأمر مؤلم للغاية وحتي وإن حاولوا أن يضعوا أنفسهم مكانها لن يشعروا بنفس ذات الالم بعدما انتهي من تلاوة القرآن الذي صب علي قلبها الراحة والطمأنينة وجعلها تهدأ من بكائها تحدث وهي مازالت بين أحضانه :
وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون .
رفعت انظارها له بضعف شديد وبأعين متورمة :
انا خايفة اوي يا بابا انا مبقتش عارفة اطمن كل ما احس انو كل حاجة بقت كويسة بترجع الدنيا تبوظ من اول وجديد انا نفسي ابقي فرحانة من قلبي من غير ما اخاف نفسي ارجع زي الاول .
كانت دموعه تنزل لا إراديا منه فهذه الفتاة ابنته الجميلة اول ما رأت عيناه تعذبت كثيرا وإلي الان تتعذب لا يعرف ماذا يفعل لها يشعر بالضعف الشديد تجاهها قبل جبينها بحب وهو يسمح دموعه التي أخذت مسارها علي وجنته :
صدقيني يا حبيبة بابا كل حاجة هتتحل سيدنا يونس لما كان في بطن الحوت كان لسة عنده أمل انو ربنا هينقذه وفضل يدعي ويقول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" لحد ما ربنا أنقذه خلي ايمانك بالله كبير وخليكي واثقة انو ربنا هيعوضك ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً .
كانت تبكي بحرقة هي الاخري علي ابنها لا تعرف لما يحدث معه ذلك كانت كريمة تجلس بجانبها تحاول تهدئة روعها قليلا تحدثت بندب :
يا حبيبي يا ابني يارب احميه يارب وقومه بالسلامة يارب انا معنديش اغلي منه هو وأخوه يارب .
كان إسلام يجلس علي الارض متكوما علي نفسه يضع رأسه بين يداه لا يصدق أن هذا حدث بشقيقه الوحيد جلس مراد بجانبه واضعا يديه علي كتفه قائلا بحنان :
متقلقش يا إسلام انا متأكد أنو ساهر هيبقي كويس وهيقوم لينا بالسلامة يا حبيبي .
رفع إسلام أنظاره لمراد كانت عيناه حمراء وبشدة متورمة من كثرة البكاء تحدث بخفوت :
انا مش هقدر اكمل من غير ساهر يا مراد انا اخويا لو حصلها حاجة ممكن اروح فيها هو اللي كان جنبي في كل حاجة في حياتي وعمري ما سابني دقيقة انا من غيره كنت هموت حتي لما كنت في المصحة مكنش سايبني وبيسأل الدكتور عليا كل ساعة انا لو حصلها حاجة مش هقدر استحمل .
سحبه مراد الي أحضانه ليبكي هو كالاطفال بين احضانه لا يهتم بأي شي حوله فقط يريد تخريج تلك الطاقة السلبية التي احتلته لثواني كان مراد يبكي بخفوت علي حال أبناء عمه واصدقائه في ذات الوقت وشقيقته تلك التي مازالت تبكي بشدة في حضن والدها لا تزال الصدمة تحتلها الي الان كانت كنزي تنظر الي ملامح يونس التي تحتلها الصدمة هو الآخر كان ينظر أمامه بشرود لا يستوعب ما يحدث اقتربت منه بهدوء وهي تضم رأسه الي صدرها وربتت علي ظهره بحنان سمح هو لذاته بالبكاء فهو كان في حالة صدمة منذ رؤيته لساهر بتلك الحالة تحدث من بين شهقاته :
مرة اختي والمرة دي ابن عمي اللي زي اخويا انا تعبت اوي يا كنزي انا نقطة ضعفي اخواتي وعيلتي انا مبقتش قادر اشوف حد فيهم تعبان أو مدايق .
كانت كنزي تبكي بخفوت ولكنها مسحت دموعها علي الفور وهي تقول بقوة وثبات تحسد عليه :
اهدي بس يا حبيبي ربنا بإذن الله هيشفيه ويقومه بالسلامة إن شاء الله .
تحدث فاطمة في تلك اللحظة وهي تنظر الي ذكري بغل كبير :
انا قلبي حاسس انو انتي السبب في كل اللي بيحصل دة انتي وشك فقر علي ابني يا ذكري من ساعت ما اتقدملك والمشاكل مش بتخلص من حياته ابني هيموت بسببك .
تحدث فوزي بغضب شديد :
ايه الكلام اللي انتي بتقوليه دة يا فاطمة
وفجأة توقفت ذكري عن البكاء وهي تنظر الي زوجة عمها بصدمة كبيرة لم تتخيل في يوم من الايام أن تلك الكلمات ستخرج منها هي بالذات تحدثت وفاء بعصبية شديدة وهي تصرخ بفاطمة :
ايه الكلام اللي انتي بتقوليه دة يا فاطمة انتي مش شايفة حالة ذكري عاملة ازاي اشمعني يعني لما اتشلت محدش جاب سيرة ابنك وقال انو هو السبب في اللي حصلها ليه لما مروة خطفتها وعذبتها وسيحت دمها محدش فينا انا ولا ابوها ولا اخواتها حتي اتهمنا ابنك إسلام أو ساهر بأنهم السبب اللي دخلوا العقربة دي بيتنا وحياتنا .
تحدثت فاطمة بأهتياج وهي تهب من جلستها :
وفاء انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي انتي اتجننتي بعدين مالهم ولادي ما انا واحد فيهم بقي مدمن مخدرات بسبب الزفتة مروة يعني حصل فيه زي اللي حصل في ذكري واتأذي زيه زيها وادي ابني التاني مرمي جوة بين الحياة والموت .
تحدثت وفاء بسخرية :
وبعدين خدي هنا انا بنتي وشها فقر علي ابنك مش ابنك هو اللي كان هيموت عليها وهيموت علشان يتزوجها وهو اللي جه اتقدملها .
تحدث كامل بصراخ تلك المرة :
بس .. بس انتوا الاتنين انتوا بتتكلموا في ايه والواد جوة محدش عارف حالته عاملة ازاي .
هبت ذكري من علي الارض مهرولة للخارج وهي تبكي بشدة تبعها كلا من يونس ومراد ومنة وملك يهرولون ورائها بفزع كانت ذكري تركض بسرعة هائلة لا تعرف الي اين ستذهب ومن شدة شرودها كانت ستصتدم بسيارة لولا يونس الذي امسك بذراعها علي الفور مبعدا إياها عن الطريق ليسقطوا علي الارض هما الإثنين ضمها يونس بحنان الي صدره وهو يربت علي ظهرها لكي تهدأ :
بس بس يا حبيبتي اهدي
تحدثت ذكري من بين شهقاتها ناظرة الي اشقائها الثلاثة الذين يجلسون أمامها يطالعوها بحزن شديد :
هي ليه طنط فاطمة قالت كدة انا وشي فقر علي ساهر انا والله مكنتش عايزة كل دة يحصل بس هي معاها حق من ساعت ما قررنا نتجوز والمشاكل بتيجي روا بعض مرة انا ومرة إسلام والمرة دي ساهر انا فعلا جبتله الفقر .
تحدث مراد بأنفعال وهو يكور وجه شقيقته بين يداه :
متقوليش كدة تاني يا ذكري انتي مفيش منك في الدنيا دي كلها يا حبيبتي وساهر عمره ما هيلاقي بنت بتحبه قدك دة كله قدر ومكتوب ولو مرات عمي مش مصدقة دة وشايفة انك السبب في كل اللي بيحصل فدي حاجة ترجعلها .
تحدثت منة علي الفور قائلة بحنان :
بعدين يا ذكري ربنا كاتبلكوا كل دة يا حبيبتي وكل دة بتأجروا عليه صبروكوا وتحملكوا علي المصاعب والابتلائات دة كل ربنا هيجازيكم عليه .
تحدثت ذكري من بين شقهاتها :
طب افرض بعدتني عن ساهر واقنعته يسيبني وميتجوزنيش .
تحدث إسلام في تلك اللحظة الذي اتي لتوه :
ماما مش هتقدر تعمل كدة يا ذكري
اقترب إسلام منهم ثم جلس أمام ذكري وبجانب مراد وملك ومنة علي الطرف الآخر تحدث بألم :
انا اسف يا ذكري اسف علي كل حاجة حصلتلك بسبب غبائي وحبي المتخلف لمروة لو انا سمعت كلامكوا من الاول وبعدتها عني مكنش حصل كل دة طنط وفاء معاها حق انا السبب في كل دة وعايز بردوا اعتذر منك عن طريقة ماما بس هي كانت خايفة علي ساهر اوي ودة اللي صدر منها بسبب خوفها .
تحدثت ذكري بخفوت تقوم من علي الارض :
متعتذرش يا إسلام اللي حصل حصل والحمد لله اني رجعت امشي علي رجلي تاني .
تحدث يونس علي الفور قائلا وهو يضم إسلام بحب يربت علي ظهره بحنان :
انت اخونا يا إسلام ومهما حصل عمرنا ما هنزعل منك وانت عارف انو ماما مكنش قصدها بس هي كانت متعصبة بسبب اللي طنط فاطمة قالته وبصراحة ماما معاها حق .
ابتسم إسلام وهو يخرج من احضان ابن عمه :
انا عارف يا يونس ماما غلطت اوي لما قالت علي ذكري كدة ساهر لو عرف باللي حصل هيزعل اوي واحتمال يتخانق مع ماما .
تحدثت ذكري علي الفور :
لا يا إسلام احنا مش هنقول لساهر حاجة انا بس عيزاه يقوم بالسلامة ومش عايزة اي حاجة تاني .
هرول إليهم ظافر بفزع عقب قوله :
تعالوا بسرعة الدكتور طلع
دلف الجميع مرة اخري بفزع الي المستشفي تحدث الطبيب بعد مجيئهم قائلا بأسف :
الحمد لله احنا قدرنا نطلع الرصاصة من جسمه والحقيقة أنها كانت قريبة اوي من قلبه يعني قدر ولطف وإلا كان دلوقتي لا قدر الله مات بس الخبر اللي مش حلو انو للاسف ساهر دخل في غيبوبة.
استعت احدقت الجميع بصدمة لتتحدث ذكري قائلة بتلعثم :
هو ه.و حضرتك بتقول ايه غيبوبة !!؟
تحدث الطبيب بحزن :
حالته مش مستقرة ابدا يا جماعة واحتمال يحصل أي حاجة في اي لحظة كل اللي عليا اني اقوله ليكم ادعوله كتير علشان يقوم منها علي خير .
ذهب الطبيب من أمامهم لتسقط ذكري علي الارض مغشياً عليها صرخت وفاء بفزع ليحملها يونس علي الفور ذاهبا الي الغرفة التي دلته عليها الممرضة التي رأت ما حدث من البداية وبعد أن فحصها الطبيب طمئن الجميع بأنها بخير ولكن هذا حدث اثر الصدمة لذلك أعطاها مهدئات لكي ترتاح قليلا .
علي الناحية الأخري كانت تقف فاطمة أمام تلك الغرفة التي يقبع بها ساهر تطالعه ببكاء لا تصدق أن صغيرها هناك لا يتحرك ولا يتكلم كانت كلمات الطبيب تتدور في عقلها جاء فوزي الذي وضع يديه علي كتفها قائلا بحنان :
ساهر هيبقي كويس يا فاطمة استعيني بالله .
ازدادت هي أكثر في بكائها بحسرة :
انا ابني بيروح مني يا فوزي ابننا مش كويس انا بس نفسي اعرف مين اللي عمل في ابني كدة .
مسح فوزي تلك الدموع التي نزلت لتوها علي وجنته قائلا بحزن :
هنعرف يا فاطمة هنعرف يا حبيبتي إسلام راح دلوقتي علي القاعة اللي كان فيها الفرح وبإذن الله هيلاقي اللي عمل كدة في ابننا وهيعاقبه .
______________
في مركز الشرطة ضرب إسلام بعنف علي مكتبه ينظر إلي مصطفي بأعين حادة :
يعني ايه يا مصطفي مش عارفين توصلوا لحاجة للكاميرات يعني اللي عمل كدة في اخويا هرب خلاص من العقاب دة علي جثتي .
تحدث مصطفي بعملية :
إسلام باشا صدقني احنا روحنا القاعة بس قالوا لنا انو الكاميرات بتاعت الجونينة كانت متعطلة امبارح علشان كدة مصورتش اي حاجة .
هب ياسين من مكانه بغضب شديد :
مصطفي اقلب الدنيا علي اللي عمل كدة بص في الكاميرات بتاعت أي محل او اي مكان قريب من القاعة اكيد هيهرب سواءا بعربية أو علي رجليه بعد ما عمل عملته احنا عايزينه بأي طريقة .
اومأ له مصطفي بأحترام وخرج من الغرفة ليترك إسلام وياسين في حالة لا يرثي لها
________________
ركض الطبيب برفقة اثنين من الممرضات الي غرفة ساهر صرخ الطبيب بالممرضة :
بسرعة هاتي جهاز الانعاش .
جلبت الممرضة الجهاز ووضعته علي الدرجة المطلوبة وبعد أن وضعه الطبيب علي صدر ساهر عديدة مرات ولم يستجب طلب من الممرضة وضعه علي اعلي درجة وايضا لم يستجب جسد ساهر وفجأة اعطتهم الأجهزة إشارات بأن نبضه ينخفض أكثر واكثر كان الطبيب يقف بعجز فهو حاول بكل الطرق الممكنة أن يجعله يعيش ولكن جسده لا يستجيب لاي شي اقتحمت ذكري الغرفة برفقة العائلة تحدث بهلع وهي تنظر الي ملامح الطبيب المرتبكة :
ايه اللي حصل يا دكتور ساهر كويس
في تلك اللحظة صرخت بالطبيب الممرضة قائلة بفزع :
يا دكتور نبض المريض وقف
استعت احدقت الجميع بصدمة لتصرخ فاطمة بهلع وهي تسقط علي الارض :
لا لا ابني مستحيل يموت لا
كانت ذكري تقف بصدمة لا تتحرك تري ما يفعله الطبيب الذي مازال يحاول للمرة الألف لإنقاذ حياة ساهر ولكن وبعد محاولات عديدة تحدث الطبيب بحزن شديد :
البقية في حياتكم .
في تلك اللحظة صرخت ذكري بهلع وهي تركض علي ظاهر جلست علي الفراش بجانبه وهي تمسك يديه بقوة :
ساهر ساهر علشان خاطري اصحي يا ساهر .. ساهر انا وانت متفقناش علي كدة ساهر احنا لسة متجوزناش لسة معملناش اي حاجة في الدنيا مع بعض علشان خاطري متعملش فيا كدة انا مش هقدر اعيش من غيرك يا ساهر علشان خاطري قوم انت سامعني صح يلا قوم ونبي ونبي قوم .
اقترب منها كامل وهو يبكي بعنف ضمها الي صدره وهو يحاول تهدئة روعها :
اهدي يا حبيبتي خلاص ساهر مات المفروض نتقبل الوضع وندعيله بالرحمة .
صرخت ذكري بفزع وهي تبكي بشدة :
لا لا لا ساهر مستحيل يموت ويسيبني هو وعدني انو مش هيسيبني لا يا بابا ساهر عايش ساهر ونبي قوم يا ساهر ونبي .
كان الجميع يبكي في الغرفة بشدة كان هذا الخبر كالصاعقة عليهم جميعا هرولت فاطمة الي صغيرها الذي يرقد بسلام علي ذلك الفراش الابيض :
قوم يا قلب امك قوم يا حبيبي انت مموتش انا متأكدة انت سامعني صح قوم علشان خاطر امك يا حبيبي امك هيحصلها حاجة والله .
دلف في تلك اللحظة إسلام وياسين الذين أتوا لتوهم من مركز الشرطة تحدث إسلام بفزع :
في ايه ايه اللي حصل
تحدث سامح وهو يربت علي كتفه ببكاء :
ساهر تعيش انت يا إسلام
صعق إسلام من حديث عمه رمش بأهدابه عدة مرات يحاول إستوعاب ما يحدث حوله من صوت صرخات وبكاء هز رأسه بأستنكار :
لا لا اخويا مستحيل يموت لا ساهر لا لا
سقط ياسين علي الارض بفزع لتهرول إليه وعد بخوف وهي تضمه الي صدرها قائلة بحنان :
ياسين .. ياسين اهدي علشان خاطري دة قدر ربنا واحنا المفروض نرضي بيه يا حبيبي .
طالعها ياسين عقب قوله بأستنكار :
لا يا وعد لا انا صحبي مستحيل يموت ويسيبني انا مش هقدر اعيش من غير ساهر هو اللي وقف جنبي لما اهلي ماتوا هو اهلي كلهم يا وعد انا مستحيل اصدق لا .
كانت وعد تبكي بشدة من جهة صديقتها التي خسرت اعز ما تملك في الحياة ومن جهة زوجها الذي فقط اعز اصدقائه الذي كان يعتبره أخاه .
استيقظت من هذا الكابوس اللعين تصرخ بفزع شديد ناطقة بأسمه لينظر لها الجميع بفزع اقتربت منها وفاء وهي تمرر يديها علي وجهها بحنان قائلة بهدوء :
اهدي يا حبيبتي اهدي انتي كويسة ؟
رمشت بأهدابها عدة ثواني هل هذا حقا كان حلم هل يعني هذا أن ساهر بخير تحدثت بخوف :
ماما هو ساهر كويس صح يعني ساهر مماتش
استعت حدقتا وفاء بصدمة عقب قولها :
موت ايه بس يا حبيبتي بعد الشر عليه هو في غيبوبة بس إن شاء الله هيقوملنا بالسلامة
اقتربت منها كريمة وجلست امامها قائلة:
انتي شوفتي كابوس ولا ايه يا ذكري
بدأت هي في بكائها المرير نهضت بسرعة من فراشها وهي تتجه نحو الخارج وقفت بجانب فاطمة تنظر الي حبيبها ذلك الذي ينام علي ذلك الفراش موصلا يديه بالكالونة وعلي أنفه قناع التنفس وجهه الشاحب تحدثت فاطمة وهي تنظر الي ذكري بحزن شديد :
سامحيني يا ذكري انا اسفة اوي علي الكلام اللي قولته يا حبيبتي انا كنت خايفة اوي علي ساهر ومش عارفة انا بقول ايه متزعليش مني .
طالعتها ذكري بحزن شديد تحدثت بألم :
انا مش زعلانة منك يا ماما حضرتك معاكي حق المشاكل بدأت في حياة ساهر من ساعت ما قررنا انا وهو نتجوز بس والله انا بحبه اوي ومليش ذنب في كل اللي بيحصل .
ضمتها فاطمة الي صدرها بحنان وهي تربت علي ظهرها بحب :
انتي مفيش زيك في الدنيا دي يا ذكري انتي عارفة انو طول عمري نفسي انتي اللي تتجوزي ابني ساهر من وانتوا عيال وانتوا لايقين علي بعض اوي وربنا عالم انا بحبك قد ايه انا عيزاكي تنسي كل الكلام اللي انا قولته دة يا قلبي ونفتح صفحة جديدة .
خرجت ذكري من أحضانها وهي تمسح دموعها وتنظر الي ساهر عقب قولها :
انا نفسي ساهر يقوم يا ماما وحشني اوي اسمع صوته واتكلم معاه انا حاسة أنو روحي هتطلع طول ما انا شيفاه في الحالة دي .
طالعت فاطمة ابنها بحب شديد :
متقلقيش يا حبيبتي إن شاء الله ساهر هيقوم لينا بالسلامة ربنا مش هيوجع قلوبنا عليه .
نظرت ذكري حولها لتري وعد التي مازالت ترتدي فستان زفافها تستند برأسها علي الحائط غارقة في النوم طالعتها بحزن شديد فبسبب الذي حدث مع ساهر لم تذهب مع ياسين الي بيتهم وهذا اليوم الذي من المفترض أن يكون مميز بالنسبة لهم انتهي بحادث مأساوي في تلك اللحظة اتي ياسين الذي جلس بجانبها يطالعها بحنان وهو يقوظها بحب :
وعد وعد اصحي يا حبيبتي
استيقظت وعد بفزع وهي تنظر حولها بخوف :
في ايه ذكري كويسة
وقفت ذكري أمامها وهي تطالعها بحب :
انا كويسة يا حبيبتي ياسين ممكن تاخد وعد وتروحوا علشان انتوا تعبتوا اوي انهاردة ومحتاجين ترتاحوا .
تحدث ياسين علي الفور :
ازاي بس هنمشي ونسيبكوا في الوضع دة انا لسة مطمنتش علي ساهر وهفضل قلقان عليه لو روحت .
تحدث وعد مؤيدة حديث ياسين :
ايوة يا ذكري ياسين معاه حق وانا مش هينفع اسيبك وامشي .
تحدثت ذكري بأنفعال :
يابنتي انتوا عرسان والمفروض تروحوا اكيد مش هتفضلي قاعدة بفستان فرحك ولا انت ببدلة فرحك كفاية انو يومكوا خرب بسبب اللي حصل وانت يا ياسين اطمن انا هخلي إسلام أو يونس يرنوا عليك كل شوية يطمنوك علي ساهر .
تحدث ياسين علي الفور :
لا احنا هنروح نغير هدومنا ونرجعلكوا تاني يلا يا وعد .
ذهبوا من أمامها لتطالع هي أثرهم بحزن شديد هي كانت تظن أنها فقط تعيسة الحظ ولكن من الواضح أن صديقتها تشاركها حظها هي الاخري .
_______________
خرج كرم من غرفته عابس الوجه علي غير عادته تفاجئ بشقيقته التي أحضرت له الفطور بشكل جميل ومنظم تجاهلها تماما ثم جلس علي طاولة الطعام يعبس في هاتفه قليلا يحاول الاتصال برقم ساهر طالعته ياسمين بحزن عقب قولها :
انت هتفضل زعلان مني كدة يا كرم
لم يجيبها كرم بل ظل ممسكاً هاتفه لا يعيرها أي اهتمام جلست ياسمين بجانبه وهو تكفف دموعها بكف يديها فكم هي حزينة هي لا تحب التشاجر مع شقيقها الوحيد والان هو لا يتحدث معها :
انا عارفة يا كرم انك قولتلي مدخلهمش بيت ابونا وأنهم ميستحقوش بس انت شيخ وعارف انو في حاجة اسمها صلة الرحم يا كرم وهما جم لحد عندنا اكيد مش هنطردهم من بيتنا
تحدث كرم بأهتياج :
وهما لما رمونا في الشارع يا ياسمين كان عادي هما محافظوش علي صلة الرحم احنا بقي اللي مطلوب مننا نحافظ عليها انا كنت خايف عليكي طول الفترة دي انك تتخدعي في كلامهم ويحننوا قلبك عليهم علشان كدة كنت ببعدهم عنك علشان دول ناس مؤذية .
تحدثت ياسمين علي الفور قائلة :
خلاص يا كرم انا اسفة والله صدقني مش هعمل كدة تاني بس علشان خاطري متزعلش مني انت عارف اني مش بستحمل افضل قاعدة من غير ما اكلمك انت الوحيد اللي باقيلي في الدنيا دي .
ضمها كرم بحنان الي صدره :
خلاص يا حبيبتي انا مش زعلان منك انا بس خايف عليكي مش اكتر .
تحدثت هي علي الفور وهي تري ملامح التوتر التي احتلت وجه أخيها :
مالك يا كرم قلقان كدة ليه .
تحدث كرم قائلا بحيرة :
مش عارف عمال اتصل بساهر من امبارح ومش بيرد هو كان واعدني ييجي يصلي الفجر بس مجاش ف انا قولت اتصل اطمن عليه .
أمسكت ياسمين بهاتفها عقب قولها :
استني هتصل بمنة اعرف لو هو كويس ولا لا .
اومأ لها بأهتمام وهو يطالعها ينتظر الرد من منة ولكن مرت أكثر من 10 ثواني دون إجابة من ثم اغلقت المكالمة تحدث ياسمين بأستغراب :
غريبة منة هي كمان مش بترد
تحدث كرم علي الفور قائلا بخوف :
انا قلبي مش مطمن بقولك ايه يا ياسمين مش معاكي رقم خطيبته ذكري اكيد هي عارفة هو فين .
هبت ياسمين من مكانها عقب قولها :
اه تقريبا هي كتبتهولي في ورقة وانا نسيت خالص اسجله ثواني الورقة في الشنطة في الاوضة .
هرولت منة الي غرفتها علي الفور تزامناً مع صدح رنين هاتفها كان اسم منة ينير شاشة هاتفها امسك كرم بالهاتف بإرتباك لا يعرف هل يجيب ام ينتظر شقيقته ولكنه قرر الإجابة افضل لانه قلق للغاية علي صديقه ولن يطمئن قلبه حتي يطمئن علي صديقه :
السلام عليكم
توترت معالمها حين استمعت الي صوت كرم الرجولي الحاد تحدث هي بأرتباك :
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته هو مش دة رقم منة .
حمحم كرم بحرج عقب قوله :
انا اسف اني رديت عليكي بس انا قولت لمنة تكلمك علشان انا بحاول اتصل بساهر من امبارح بس للاسف مش بيرد عليا وكنت عايز اطمن عليه
تحدث منة بحزن شديد :
ساهر للاسف اتعرض لإطلاق ناري امبارح ونقلناه علي المستشفي وهو للاسف دخل في غيبوبة .
كانت كلماتها كالصاعقة علي كرم تحدث بتلعثم :
م.س.ت.ش.ف.ي ممكن اعرف مستشفي ايه
وفي تلك اللحظة وبعد أن أخبرته منة بإسم المستشفي واغلق أتت ياسمين راكضة عقب قولها بحماس :
لقيت رقم ذكري هات اسجله واكلمها .
تحدث كرم ومازالت الصدمة تحتل ملامحه :
انا كلمت منة ساهر دخل في غيبوبة يا ياسمين .
استعت حدقتاها بصدمة عقب قولها بحزن :
ايه غيبوبة دة حصل ازاي .
تحدث كرم وهو يهب من جلسته بخوف :
اتعرض لإطلاق ناري امبارح ونقلوه علي المستشفي علشان كدة دخل في غيبوبة انا لازم اروحله يا ياسمين .
تحدث ياسمين بخوف هي الاخري :
وانا كمان خدني معاك اكيد ذكري هتكون منهارة ولازم نبقي جنبهم في وقت زي دة .
_______________
كانت ذكري تجلس علي الكرسي أمام الغرفة التي يقبع بها ساهر تستند برأسها علي الحائط اتي في تلك اللحظة يونس ومعه طعام من أجلها جلس بجوارها وهو يربت علي ظهرها بحنان :
يلا يا حبيبتي انا جبتلك اكل علشان انتي مأكلتيش حاجة من امبارح .
تحدث ذكري بتعب :
لا يا يونس صدقني مليش نفس .
تحدثت ملك التي جلست بجوارها من الناحية الأخري قائلة بحب :
مش هينفع يا ذكري انتي لازم تاكلي انتي محتطيش لقمة في بقك من امبارح يا حبيبتي .
امسك يونس بقطعة من الدجاج واضعاً إياها في فمها بالاجبار عقب قوله :
هتاكلي بالزوق ولا هتاكلي بالعافية
ابتسمت ذكري عقب قولها بإرهاق :
خلاص خلاص هاكل بالذوق .
في تلك اللحظة اتي ياسين برفقة وعد ليطالعه يونس بيأس عقب قوله :
يا ابني انت ايه اللي جابك انت عريس روح ريح
تحدث ياسين بشمئزاز :
ونبي طب ما انت كمان عريس وقاعد
تحدث مراد قائلا بسخرية :
جماعة بعيدا عن الموقف اللي احنا محطوطين فيه دة وانو ابن عمي المفروض في غيبوبة بس انا لو مكانكوا بصراحة واتجوزت مش هسيب مراتي واجي انا ممكن اقعد في البيت 6 سنين من غير ما ازهق .
طالعه كلا من يونس وياسين بشمئزاز ليردف ياسين قائلا بقرف :
انت طول عمرك ندل يلا
تحدث يونس قائلا بقرف هو الآخر :
اتفوه عليك عيل نتن .
تحدث مراد يأهتياج هذه المرة :
لا بقولك ايه نتن دي تقولهالي لما تلاقيني لابس الكالسون لكن انا الله اكبر عليا في قمة شياكتي دلوقتي البدلة دي ب 600 جنيه مش واخد بالك كمان من الاستشوار بتاعي .
تحدث غزل التي كانت تقف صامتة من اول الحديث بعد أن تعهدت لوالدتها بأنها لن تحتك بمراد نهائيا :
مسمي دة استشوار دة انت شعرك شايط
طالعه مراد بشمئزاز عقب قوله بردح :
حوش حوش انتي يبت مبصتيش علي وشك في المراية دة انتي وشك شقق من الدقيق اللي حطاه.
شهقت غزل بفزع عقب قولها بغضب :
دقيق يا جاهل يا متخلف دة فاندشن وبودر وبعدين انا بشرح لمين انت مش هتفهم اصلا .
تحدث بقرف وهو يقلب عيناه بملل :
اسم الله عليكي سبنا لك انتي الفهم يختي .
تقدم كرم منهم برفقة ياسمين تحدث كرم بخوف وهو ينظر إلي منة وللمرة الأولي يري ملامحها بكل وضوح بعدما كان يغض بصره ولكنه اخطأ تلك المرة من شدة خوفها علي صديقه العزيز :
ساهر كويس صح
اومأت له منة بحزن عقب قولها :
الدكتور مقالش حاجة لحد دلوقتي هو كويس حطينه في العناية المركزة.
تحدث ياسمين بحزن وهو تنظر الي ذكري التي أصبح وجهها شاحب للغاية وملامحها يغطيها التعب والارهاق :
متقلقيش يا ذكري إن شاء الله هيبقي كويس ربنا يقومك بالسلامة يارب .
تحدث يونس وهو يطالع كرم بأستغراب :
ممكن اعرف حضرتك مين وتعرف ساهر منين
تحدث ياسين علي الفور قائلا :
دة كرم يا يونس صاحب ساهر من الجامع اتعرف عليه لما كان بيروح يدعي لذكري ايام ما كانت مخطوفة .
ابتسم له يونس بود عقب قوله :
انا يونس اخو ذكري وابن عم ساهر
بالله كرم الابتسامة عقب قوله :
اتشرفت بمعرفتك يا يونس .
أتي سامح برفقة فوزي هبت ذكري من مكانها بفزع وهي تهرول ناحية أعمامها لتردف قائلة بخوف :
الدكتور قال ايه يا عمي ساهر هيبقي كويس صح
تحدث سامح بحزن :
الدكتور مش عارف اي حاجة عن وضعه لسة مفيش اي مؤشر يقول انو ساهر هيصحي من الغيبوبة قريب هو بيقول انو حالته مش خطر بس في نفس الوقت مش مستقرة .
نزلت دمعة شاردة من أعين ذكري :
يعني هو هيفضل نايم كدة لفترة طويلة
تحدث فوزي وهو يضع يديه علي كتفها :
مش في أيدينا حاجة نعملها غير الدعاء .
_______________
بعد مرور 3 أيام كانت من أصعب الايام التي عدت بها العائلة جميعاً كانوا بجانب ساهر كل يوم في المستشفي لا يتركوه للحظة وإن ذهب منهم أحدا يبقي الأمر بجانبه كانوا يقيمون اليوم بجانبه عدا فوزي وفاطمة وإسلام الذين لم يتحركوا من المستشفي إلا للضرورة وعلي الناحية الأخري اقترب الشباب من كرم كثيرا في هذه الآونة الأخيرة واصبحوا يذهبون معه الي الصلاة كل يوم للدعاء الي ساهر لم يتركوا فرض او سجود لم يدعوا فيه لشقيقهم بالشفاء العاجل كان الجميع في حالة حزن شديدة عليه يتشوقون لرؤيته ومحادثته مثل العادة وخاصا ذكري التي أصبحت تالفة لا تشعر بلذة الحياة أصبحت تتنفس دون امل فلقد فقدته منذ أن دخل في الغيبوبة دلفت ذكري برفقة كلا من وعد ومنة وملك وكنزي وغزل وياسمين التي أيضا اقتربت منهم كثيرا في الآونة الأخيرة هرولت الي إسلام قائلة بخوف :
ها يا إسلام مفيش اي اخبار عن حالة ساهر
هز رأسه بيأس عقب قوله بحزن :
للاسف لا الدكتور مقالش اي حاجة لسة
خرجت فاطمة من غرفة ساهر وهي تبكي بحزن عقب قولها بغضب :
انا مش هينفع افضل ساكتة كدة انا هنقل ابني من المستشفي دي انا عندي استعداد اوديه احسن المستشفيات بس يرجعلي بالسلامة انا قلبي واجعني عليه بقاله اربع ايام علي الحالة دي .
تحدث فوزي علي الفور :
مش هينفع يا فاطمة افرض حصلها حاجة واحنا بننقله خليه هنا وانا هكلم اشطر دكتور يجيله أما كمان مش هقعد واشوف ابني وهو في الحالة دي
جلست ذكري وبجانبها منة وملك تحدثت منة :
انهاردة الجمعة يا ذكري هنروح الندوي ؟؟
اومأت لها ذكري وهي تمسح دموعها :
اه كويس انك فكرتيني هي دي الحاجة الوحيدة اللي ممكن تصبرني يا منة انا عايزة اشغل وقتي بأي حاجة علشان مفكرش في ساهر .
تحدثت ياسمين بأبتسامة رقيقة :
اه يا بنات كنت عايزة اقولكوا انو عائشة خلت المحاضرة بعد صلاة الظهر علشان مش هتعرف تيجي الساعة 6 انهاردة والطريق هيبقي صعب عليها علشان كدة ايه رأيكوا نصلي ونمشي .
اومأ لها الفتيات بالايجاب لتكمل هي قائلة :
منة انا عارفة انو دة مش وقته بس انا انهاردة هتكلم مع كرم اخويا في الموضوع اللي كلمته فيه ولو اقنعته هتيجي انهاردة معايا بعد الندوة ولا حاسة أنك مش مستعدة تسبب الحوار دلوقتي .
تحدثت ذكري علي الفور وهي تمسك يد منة بحنان :
منة علشان خاطري متأجليش اي حاجة علشاني أو علشان ساهر انا مش هبقي حابة دة احنا بشر وطبيعي اننا عندنا أوليات ومسؤوليات ولازم ننفذها حتي لو الدنيا بايظة حوالينا وانا بحاول اعمل كدة الفترة دي وخاصا انو امتحانات الفاينل قربت اوي وهحاول إن شاء الله استجمع قوايا علشان انجح لانو لو ساهر كان موجود كان هيزعل اوي اني مركزتش في دراستي وجامعتي علشانه وهيبقي فخور بيا وانا بتخرج .
ابتسمت ملك وهي تضم شقيقتها بحنان :
ربنا يسعدك يارب يا حبيبتي ويقدملك اللي فيه الخير انا هروح اشتري حاجة نشربها ماشي ؟!
اومأت لها ذكري بحب .
كان إسلام يقف برفقة ياسين في الخارج وفور رأيته لملك هرول إليها قائلا :
ملك انتي راحة فين
طالعته ملك بأستغراب :
في ايه يا إسلام رايحة اجيب حاجة نشربها انا والبنات في حاجة ولا ايه .
تحدث إسلام وهو ينظر حوله بفزع :
طيب ادخلي دلوقتي مش هينفع علشان احنا قدرنا نوصل للي عمل كدة في ساهر وعرفنا انو هيجي هنا كمان عشر دقائق وانا مش عايز حد من عيلتي يبقي برة علشان ميتأذيش .
ابتسمت ملك ببلاهة عقب قولها :
معلش وهو يعرف اني من عيلتك ازاي يا إسلام هو انا مكتوب علي اورتي بنت كامل القاضي بنت عم ساهر وإسلام اكيد لا يعني .
مسح إسلام علي وجهه بنفاذ صبر عقب قوله :
يابنتي الله يهديكي اسمعي الكلام الراجل دة اكيد بقي دارسنا واحد واحد علشان يعرف يهرب مننا أو يأذي اي حد فينا في الوقت اللي هو عايزه علشان حضرته بقي هربان ومطلوب القبض عليه وبالذات يا استاذة أنو عرف أننا بقينا نعرفه وعارفين شكله .
اشاحت ملك بيديها أمامه وكأنها تقول له " ياعم بقي " ذهبت من أمامه بعدم اهتمام ليطالع هو أثرها بصدمة عقب قوله :
بقي دي الهادية الملاك اللي في العيلة .
افاق من صوت أفكاره علي صوت ياسين الذي صرخ به قائلا :
إسلام
نظر له إسلام ليري ياسين يشير له بأن يأتي إليه في تلك اللحظة فهم أن ذلك المدعو هاني قد وصل إلي الوجهة المحددة دلف هاني الي المقهي الذي كان سيقابل به ضياء ليأخذ منه بقية حسابه.
تحدث إسلام وهو ينظر إلي ياسين بفزع :
هاني دخل الكافيه اللي ملك فيه يا ياسين
طالعه ياسين بدهشة عقب قوله :
طب حلو اوي اتصل بيها بقي خليها تنقلنا هو بيعمل ايه جوة قبل ما نقبض عليه اكيد هيقابل حد بيشتغل معاه وبالمرة نقبض عليهم هما الاتنين ونكون ضربنا عصفورين بحجر واحد .
طالعه إسلام بغضب عقب قوله :
انت بتهزر يا ياسين انا كدة هضحي ببنت عمي افرض عرفها أو عرف انها بتكلمنا وبتنقل اخباره انت عارف هيعمل ايه فيها ساعتها ممكن يقتلها .
تحدث ياسين بعملية :
إسلام اسمع اللي بقولك عليه احتمال يكون بيقابل اللي طلب منه يعمل كدة في ساهر
تحدث إسلام بملل :
وانت ايش عرفك بقي مش يمكن بيقابل حد تاني
تحدث ياسين بنفاذ صبر :
يا عم اسمع مني انا ظابط قديم وعارف الحركات دي اتصل بملك يلا قبل ما تطلع
أخرج إسلام هاتفه علي الفور وطلب رقم ملك أتاه الرد بعد ثواني :
نعم يا إسلام
تحدثت إسلام علي الفور قائلا :
ملك ركزي معايا انتي قدامك دلوقتي راجل طويل وعريض وشعره طويل صح وعيونه مايلة علي عسلي صح .
نظرت ملك حولها وفور رؤيتها لذلك الشاب نظرت إلي جهة أخري لكي لا يشعر بتجسسها عليه :
اه ماله المز دة
اغمض عيناه بنفاذ صبر وغصب لا يعرف سببه :
ممكن تركزي معايا وتسيبك من العبط دة .
تحدثت ملك بغضب طفولي :
انا عبيطة يا إسلام
ارتسمت ابتسامة غريبة علي ثغره لم يعرف أن يخفيها ليتحدث بحنان :
لا مش عبيطة بقولك ايه يا ملك خليكي معاه كدة وانتي معايا علي الخط ولو لقيتي حد جه وقعد معاه قوليلي وياريت لو تعرفي تقولينها بيقولوا ايه .
تحدثت هي بسذاجة كعادتها :
طب انت معاك باقة علشان الرصيد مبيخلصش .
تحدث بسخرية :
لا شاحن كرت فكة انجزي يا ملك ربنا يهديكي
في تلك اللحظة دلف ضياء وجلس أمام هاني مباشرا تحدث معه قليلا ثم أخرج ظهر ابيض كبير من جيبه ووضعه أمامها علي الطاولة :
بص يا إسلام هو في راجل مش كبير اوي في السن يعني 30 سنة كدة قعد اتكلم شوية معاه بس مسمعتش قاله ايه علشان انا بعيدة عنهم شوية ودلوقتي طلع ظرف ابيض كبير تقريبا فيه فلوس وحطته قدامه علي الطرابيزة .
غي تلك اللحظة صمتت ملك برعب وهي تري أنظار الرجلين تصوب نحوها بشر كبير تحدثت بتلعثم وهي مازالت تنظر إليهم برعب لاحظوه تحدث إسلام بخوف :
ملك .. ملك انتي كويسة انتي معايا ولا قفلتي .
تحدثت ملك بتلعثم :
إسلام الحقني الاتنين بيبصولي نظرات غريبة انا مش عارفة اعمل ايه .
في هذه الثانية وبدون اي تفكير أشار إسلام لقواته بالتدخل علي الفور هرول الي ذلك المقهي المقصود وفور دخوله رأي ملك تحت يدي هاني يلف يديه حول رقبتها وفي اليد الأخري سلاح مصور تجاه رأسها ولا يوجد اثر لضياء فقد اختفي .

انتظروا البارت الجاي 🤗♥️

احفاد العائلة Where stories live. Discover now