الفصل الرابع عشر ( صدمة قاتلة )

311 11 0
                                    

( الفصل الرابع عشر )
( احفاد العائلة  )
( صدمة قاتلة )

يا من لا تُصلي !

كيف تضع رأسك علىٰ وسادتك ليلاً وأنت لا تأمن هل سترفعه صباحًا؟
أم سيأتي من يحملك إلىٰ قبرك؟
وتجد نفسك تقول :{ يا ليتَني قَدمتُ لحيَاتي }

أفيقوا أفيقوا قبل أن يأتي عليكم هذا اليوم !

أصلحنا اللَّه وإياكم.

هرولت إلي شادي ووقفت ورائه بفزع وهي تقول بخوف :
شادي علشان خاطري انا مش عايزة مش عايزة ادخل السجن انا مستعدة ابوس رجليها بس بالله عليك انا مش هستحمل علشان خاطري
اغمض شادي عيناه بألم عقب نزول تلك الدمعة من عيناه يستمع الي حديث صغيرته بقلب مكسور لا يتسطيع حمايتها بعد كل ما فعلته كان يريد فعل ذلك ولكن كيف ..كيف وهي فعلت ما لم تفعله فتاة مثلها من قبل عنفت ذكري بشكل قاسي للغاية وكأنها قتلت لها عزيز كان هذا السؤال يدور في عقله منذ اليوم الأول كيف استطاعت فعل ذلك دون تأنيب ضمير كيف استطاعت صغيرته البريئة علي فعل كل هذا بدون أن تشعر بالندم لو للحظة أو تشعر بالذنب أخرجه من شروده صوت ساهر :
شادي انت مش هتقدر تحميها هي ذات نفسها اعترفت انها خطفت ذكري وأنها عايزة تطلب منها السماح بس احب اقولك يا مروة انو ذكري مش هتسامحك وانتي هتتحاسبي علي اللي عملتيه
تحدث في تلك اللحظة " صابر " بغضب شديد وهو ينظر إلي ابنه الذي يقف متصنما مكانه لا يبدي اي ردة فعل علي كل ما يحدث :
انت واقف كدة ليه ما تتكلم وتقول حاجة انت هتسيبهم ياخدوا اختك بالبساطة دي يا شادي
كانت تنتظر مروة رد شقيقها الذي كان لا يتفوه بأي حرف وكأنه ابتلع لسانه من الصدمة ولم يطيل صمته تحدث بلهجة جادة :
مش هقدر اعمل حاجة يا بابا مروة اعترفت وكل الأدلة موجهة ضدها اتفضلوا خدوها
كان يقول كل كلمة وقلبه يؤلمه علي شقيقته الوحيدة التي اعتني بها منذ صغرها حين توفت والدتهم كان هو واشقائه مصدر الامان لها ولكن وللمرة الاولي في حياتها أحست أنها يلا سند أحست وكأنها متروكة في صحراء واسعة بمفردها وحيدة لا تمتلك أحد يدلها علي طريق العودة وكم هذا الشعور كان مؤلم بالنسبة لها ولكنها الآن تدفع ثمن أعمالها وجنونها الذي خرج علي هذه الفتاة المسكينة التي لا ذنب لها بشئ لم تشعر سوي بيد تسحبها الي الخارج ويد موضوع عليها القيود " الكلبشات "  كانت تطالع شقيقها بصدمة وفاهها يكاد يصل إلى الأرض لا تعرف كيف فرط بها بهذه السهولة هل هذا هو شقيقها الذي كانت تعتبره أباها الثاني هل هذا هو الذي كان يحميها منذ سنوات جلس هو علي المقعد الذي يوضع بالغرفة بإنهاك يطالع اثر شقيقته بحزن شديد لم يمنع ذاته من البكاء كان صوته يصل للجميع يشهق بعنف وكأنهم أخذوا منه روحه التي لا يمتلك غيرها جلس بجواره وليد الذي أخذ رأسه يضعها في صدره بحنان وعلي الجهة الأخري ظافر الذي ربت علي فخذه قائلا بهدوء وحسرة :
احنا لازم نقوي يا شادي اختنا غلطت وكان لازم تتعاقب حتي لو اللي حصل دة كان صعب علينا بس المفروض نتحمله ونحاول نتأقلم عليه
خرج من احضان وليد وهو يمسح دموعه بسرعة :
احنا لازم نروح نشوف هيحصل ايه معاها مش هينفع نسيبها يا ظافر ومن هي صغيرة كانت بتجري عليا لما حد بيدايقها وتقولي يا شادي انا زعلانة علشان دة دايقني تخيل انو هي كانت شيفاني أمنها وسندها وانا خذلتها بس أننا كان بإيدي ايه اعمله
تحدث " ناصر " في هذه اللحظة وهو يبصق عليه بقرف :
اتفوو عليك انت عارف لو أمك كانت عايشة كانت عملت فيك ايه ولو شافت بنتها بتروح قدام عينها كانت ممكن تموت فيها
لم يتحمل وليد اي كلمة أخري لذلك انتفض من مكانه وهو يقف أمام والده مباشرا أمام أنظار الجميع :
انت عارف لو ماما كانت موجودة كانت هتبقي فخورة بشادي وباللي عمله ماما طول عمرها كانت بتقف مع الحق وعمرها ما وقفت مع الظالم عكس ما حضرتك بتعمل دلوقتي
تحدث " ناصر " بهياج :
هو انت وأخواتك اتجننتوا في عقلكوا ولا ايه انتوا مش حاسين انكوا سلمتوا اختكوا ببساطة وكل دة علشان مين علشان تثبت يا استاذ شادي انك ظابط شريف وملكش في اللوعان
انتفض شادي من جلسته وهو يبتسم ابتسامة مستفزة :
للاسف يا ناصر بيه بس احنا فعلا ظابط شريف وعمري ما كنت هسمح انو حق ذكري أو حق اي بنت غيرها يروح اللي غلط لازم يتعاقب ويتحمل نتيجة اغلاطه ولو حتي حضرتك اللي كنت غلطت كنت هعمل نفس اللي عملته القانون هينطبق علي الكل .
خرج برفقة اشقائه ليبتسم سامح قائلا بسخرية :
سبحان الله يا اخي ولادك طالعين رجالة بس مش ليك .
_______________
كانت تقف في المحكمة تنظر إليه بحقد شديد وهو ينظر إليها بغضب كانت الأجواء مشتعلة بينما تجلس وعد بجانب ياسين الذي كعادته امسك يديها بلطف يحاول أن يطمئنها بقدر الإمكان وبعد حوالي 30 دقيقة انتهت الجلسة واستطاعت رانيا واخيرا التخلص من هذا الرجل الذي دمر حياتها وكاد أن يدمر حيات ابنتها لولا ياسين الذي جاء وكأنه طوق النجاة احتضنت رانيا ياسين بحب شديد ثم قبلت رأسه بحنان :
انا بجد مش عارفة اقولك ايه يا ياسين يا ابني ربنا يكرمك يارب ويسعدك انا كنت حاسة اني مش هقدر اتخلص من الراجل دة طول حياتي بس انت جيت وانقذتني انا وبنتي بجد شكرا
ابتسم ياسين بحنان عقب قوله وهو يقبل يديها :
متشكرنيش يا امي دة واجبي بعدين انا خلاص بقيت جوز بنتك ومن حقي اني ادافع عنكوا
جاء في تلك اللحظة كارم ممسكا بياقة قميص ياسين قائلا بأهتياج :
انت السبب مش كدة انت اللي مليت راس ماما بأفكار علشان تطلق هي وابويا هو اصلا غلطان انو جوزك اختي من الاول
أبعده ياسين برفق عقب قوله :
كارم انا عارف انك مدايق بس المفروض تفكر في مامتك ومتبقاش اناني هي كانت تعبانة في حياتها معاه وكان بيعذبها ومش بس كدة وكان هيجوز اختك بالغصب من واحد هي متعرفهوش ولا حتي أداها وقت تتعرف عليه
صمت كارم قليلا وهو ينظر إلي والدته التي بدي عليها الخزن وبشدة اقتربت هي منه وهي تضمه الي صدرها بحنان :
انا عارفة يا حبيبي انك مدايق مني بس صدقني انا كنت محتاجة اتطلق من ابوك لمصلحتنا كلنا يا كارم ابوك مكنش هيسيبك انت كمان برغم انك من دمه ولحمه يا ابني انا عمري ما هعمل حاجة تضرك انت واختك وانت عارف كدة .
مسح كارم دموعه التي تشكلت داخل ملقتاه :
انا اسف يا ماما انا اسف يا ياسين بس دة ابويا في الاول وفي الاخر واكيد هبقي مدايق من اللي حصل بس هو مش هيسكت اكيد وهيحاول يعمل اي حاجة علشان ينتقم من حضرتك
تحدث ياسين علي الفور قائلا :
متقلقش من الناحية دي يا كارم انا هخلي معاكم حراس طول الوقت وعلي البناية وقدام بابا الشقة تحسبا لأي حاجة متقلقوش خالص انا معاكوا ومش هخليه يأذيكوا
كانت تطالعه وعد بأعجاب شديد وتسأل نفسها هل هو حقا كامل هكذا كيف لا يصدر منه الا كل خير لها ولعائلتها تحدث علي الفور وهي تطالعه بتعجب :
هو انت ازاي كدة
ابتسم وهو يستدير لها عقب قولها بأستغراب :
مش فاهم انا ازاي يعني
ابتسمت عقب قولها :
ازاي كل حاجة فيك حلوة انا من ساعت ما عرفتك وانت بس بتساعدني وبتحللي مشاكلي وبتطمني هو انت هتفضل عالطول كدة ولا هي حلاوة البدايات
قهقه هو علي حديثها بشدة ثم تحدث وهو يغمز لها بحب :
لا متقلقيش انا مبتغيرش بس انتي اللي لازم تتغير وتفكري فيا شوية اه صحيح يا ماما انا هاجي لحضرتك انهاردة بعد ما نتطمن علي ذكري علشان نحدد معاد الفرح وانا اصلا مستعد اخليه بكرة
اتسعت حدقتاها بصدمة فهي لم تصدق أن كل هذا سيحدث بتلك السرعة بعد سرعة عقد قرآنها
_____________
حملها يونس بلطف شديد واضعا إياها علي ذلك الكرسي المتحرك امسكه مراد من الخلف وهو يسير بشقيقته وجميع العائلة في الخلف وعند وصولهم الي السيارة حمل يونس شقيقته مجددا واضعا إياها في السيارة ثم قادها كامل متجهاً للمنزل وبعد مرور حوالي ساعة وصلت ذكري الي منزلها وبعد أن حملها يونس ووضعها علي فراشها طالعته ذكري بأعين دامعة :
معلش يا يونس انا تعبتك اوي معايا
ابتسم يونس وهو يجلس أمام يقبل جبينها بحب شديد :
تعبك راحة يا حبيبة قلبي ذكري انا مش عايزك تحسي انك تقيلة علينا انتي اختنا يا عبيطة لو متحملناش ذكري هنتحمل مين يعني .
قهقهت هي بتعب عقب قولها :
ربنا يخليك ليا يا يونس
ويخليكي ليا يا حبيبتي
دلفت كنزي وهي تشهق بفزع عقب قولها :
جوزي واخته مع بعض في اوضة واحدة اخص طالعها يونس بحنق :
خير ياختي عايزة ايه
ابتسمت هي بحرج عقب قولها :
في ايه يا يونس يا حبيبي مش طايقني ليه
ابتسم يونس وهو يغمز لها بحب :
انا قدر بردوا عالعموم انا ماشي علشان عندي شغل خلي بالك من ذكري ها
اومأت له كنزي بحب وهي تطالع أثره بهيام عقب قولها :
هو انا هتجوز اخوكي دة امتي بقي انا زهقت
قهقهت ذكري وهي تري ملامح كنزي المستائة .
_______________
كان يقع في المطبخ يتحدث مع ذاته :
اهلا بيكم اعزائي المشاهدين اتمني تكونوا بألف خير انهاردة إن شاء الله هنتعلم ازاي نعمل عصير الليمون بطريقة سهلة وبسيطة ومش هتاخد منكوا وقت خالص معانا مكالمة طب ناخد المكالمة قبل ما نبدأ الو ام حنان معايا ازيك يا حاجة ها اؤمريني ام حنان قفلت السكة في داهية يختي المهم عايزين كوباية مية مليانة ولمونة وسكر علي حسب الرغبة شفتوا سهلة وبسيطة ازاي مين ام احمد اتفضلي ياأم احمد اه ام احمد عايزة طريقة عمل الكوارع حاضر يا ام احمد من عنيا نعملها الاسبوع الجاي إن شاء الله
دلفت وفاء الي المطبخ وهي تضرب علي صدرها بخفة قائلة بسخرية :
انت بتكلم نفسك يا واد
فزع هو من صوتها ليستدير لها مطالعها بحنق :
في ايه ياما في حد يخض حد كدة انتي مصممة تقطعيلي الخلف طبعا ما انا مش فارق معاكي عندك أربعة غيري
طالعته هي بحنق عقب قولها :
اخلص يا واد انت بتعمل ايه اطلع عايزة اعمل اي حاجة لأختك ترم عضمتها
طالعها مراد بضيق عقب قوله :
استني ياما اعمل الخاتمة وبكدة يا جماعة نكون عملنا عصير الليمون اتمني كلكوا تجربوه لانو بجد تحفة واستنوني بكرة إن شاء الله في ميعادنا في برنامج طبختك في امان مع مراد
خرج من المطبخ لتطالع وفاء أثره بحسرة وهي تضرب كف بكف :
الواد اتجنن يارب يشفيك يابني
________________
دلفت الي غرفته رأته متكوما علي ذاته وصوت نحيبه تستطيع سماعه وبشدة كان فؤادها يؤلمها علي نجلها الحبيب لا تعرف لماذا يحدث هذا مع اولادها الاثنين اقتربت منه ثم جلست بجواره احس هو بأحد يضع يديه علي كتفه رفع رأسه ليري والدته التي تبكي بحسرة وحزن عليه كانت عيناه أشبه بكرة حمراء داكنة من كثرة بكائه حين طالعها لم يستطيع التحمل أكثر من ذلك ارتمي في أحضانها بألم وهو يبكي كالطفل الصغير التي تركته أمه وحيدا كان يتذكر كل تلك اللحظات اللعينة التي جمعته مع حبيبته التي دمرت حياته التي تركت فؤاده معلقا بها ولا يستطيع الافلات احيانا تصبح الذكريات الجميلة مؤلمة حتي وإن اسعدتك في لحظة رفع مستوي رأسه وهو ينظر لوالدته بألم عقب قوله :
هو انا ليه بيحصل معايا كدة يا ماما انا حبيتها اوي والله وكنت مستعد اعمل اي حاجة علشان تبقي مبسوطة بس هي دمرتني ودمرت حياة اخويا انا مش قادر اتحمل يا ماما انا حاسس انو قلبي بيوجعني اوي وجع مش قادر استحمله كل ما اغمض عيني علشان اهرب الاقيها في مخيلتي حاولت كتير مفكرش فيها بس مش قادر عارفة لما شوفتها في الحالة دي في المستشفي وبرغم اني كنت متعصب ومدايق اوي منها بس كان هاين عليا أحضنها واطمن عليها .
انهي حديثه وهو يشهق بعنف وألم ربتت فاطمة علي ظهره بحنان وهي تقبل جبينه بحب :
اهدي يا حبيبي صدقني هي متستاهلش كل اللي انت بتعمله في نفسك دة علشانها هي عقربة وعمرها ما حبتك انت متعرفش ربنا مخبيلك ايه مش يمكن تقابل واحدة تحبها اكتر من حبك لمروة وهي تعوضك عن كل اللي مريت بيه .
هز إسلام رأسه بالرفض عقب قوله :
انا متأكد اني مش هعرف احب تاني هي سابت علامة جوا قلبي محدش هيقدر يمحيها كسرته خلاص مبقاش هيقدر يحب تاني
طالعته فاطمة بحزن عقب قولها بهدوء :
صدقني يا إسلام هتلاقي اللي تحبك وتقدرك واللي هتبقي مستعدة تضحي بكل حاجة علشانك هتعوضك عن مروة وهتحبها اكتر منها ربنا يا حبيبي مبينساش حد انت بس اتوضي وصلي وادعي ربنا انو يخرجها من قلبك وعقلك وانو يهديك الي الصراط المستقيم وصدقني لما تظعي بقلب سليم صادق ربنا هيحققلك كل اللي نفسك فيه.
كان يستمع الي حديثها وقلبه ينبض بشدة حقا لا يوجد للإنسان مئوي سوي ربه هو الرحيم القريب المجيب ويبقي الله حين يرحل الجميع .
_______________
جلس هو أمامها وفي يديه طبق ملئ بالشوربة كان يطالعها بأبتسامة بلهاء عقب قوله :
يلا الشوربة رايحة لبوق مين
طالعته ذكري بشمئزاز عقب قولها :
مراد هو انت بتأكل ابن اختك يا حبيبي
طالعه بشمئزاز عقب قوله :
ان الحق عليا اني بدلعك انتوا كدة اصلا مبيطمرش فيكوا حاطة اسفوخس
" قوم ياض وهات الطبق دة انا هأكل اختي "
قالتها منة تحت أنظار وفاء وكنزي الذين يطالعوهم بنفاذ صبر طالعها مراد بحنق عقب قوله بردح :
لا يا حبيبتي انا جاي قبلك وانا اللي هأكلها
رفعت ذكري شفتها بشمئزاز عقب قولها بسخرية :
هما عملوا مسابقة اللي هيأكلني هياخد 100 جنيه ولا ايه ما هو مش طبيعي اللي بيحصل دة
تحدث مراد علي الفور وهو يطعمها :
كلي ياختي وانتي ساكتة كلي
دبت منة برجلها علي الارض مثل الاطفال وهي تنظر الي والدتها قائلة بحنق :
شايفة يا ماما تصرفات ابنك
ضربت وفاء كف بكف :
يا شيخة انا مش عارفة انا عملت ايه في حياتي علشان ربنا يبتليني بأخوكي دة والله انا حاسة أنو امتحان من ربنا
خرجت من الغرفة ليطالع مراد أثرها ثم يعاود نظره لذكري التي كانت تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة :
شوفتي امك يا ذكري انا محدش في البيت دة عارف قيمتي انا بفكر اهاجر
وضعت يديها علي فمها لكي تكتم ضحكاتها ثم تحدثت بجدية علي عكس الابتسامة التي ترتسم علي ثغرها اللطيف :
معلش يا مراد بكرة يعرفوا قيمتك يا ضنايا .
خرجت كنزي هي أيضا تضرب كف بكف لا تعرف ما الذي رمي بها الي ذلك المنزل الملئ بالمعاتيه تحدثت منة وهي تحاول كتم ضحكاتها هي الاخري :
اقطع ايدي لو كنزي مكنتش بتسأل نفسها ايه اللي جابني البيت دة مع الناس دي البت اتجننت مننا
في هذه اللحظة انطلقت ضحكات الثلاثة بشدة كانت ذكري تحمد الله علي وجود هذه العائلة الجميلة في حياتها فني اولا وجودهم كانت ستنتهي بكل تأكيد .. صدح رنين هاتف منة لذلك خرجت من الغرفة لتستطيع التحدث :
الو يا ياسمين
ابتسمت ياسمين عقب قولها :
ازيك يا منة ذكري عاملة ايه دلوقتي
ابتسمت منة برقة عقب قولها بهدوء :
الحمد لله بقت احسن كتير انهاردة هنتقابل الساعة كام علشان الندوة اللي هنروحها
تحدثت ياسمين علي الفور :
يعني بعد ساعة تقريباً هستناكي عند المكان اللي قابلتك في أول مرة هنركب من هناك ونروح
ابتسمت منة عقب قولها :
خلاص ماشي اتفقنا .
_____________
كان يذهب معها نحو سيارته بعد إنتهاء الجلسة التي كانت مصدر رعب لها طول تلك الفترة ولكن تفاجئ انها توقفت خلفه وكأنها تذكرت شيئا اتجه إليها ياسين عقد حاجبيه بأستغراب :
في ايه يا وعد انتي كويسة
طالعته وعد بتوتر وكأنها تخشي مما ستقوله :
ياسين انت مش شايف انو لسة بدري علي موضوع الجواز دة
تنفس ياسين بضيق عقب قوله بهدوء يحسد عليه وخاصا في تلك اللحظة  :
انتي شايفة كدة يا وعد
تحدثت وعد علي الفور قائلة بخوف :
ياسين انا مش عيزاك تفهمني غلط بس انا مش مستعدة دلوقتي لموضوع الجواز دة يعني انا عايزة احس تجاهك بمشاعر الاول علشان صدقني مش هبقي مبسوطة
ابتسامة صغيرة ارتسمت علي ثغره كانت تخفي مر كلماتها التي اصيبت قلبه وجعلته يتحطم :
اللي انتي عايزاه يا وعد انا هعمله انا مش هجبرك علي الجواز دلوقتي
ثم صمت قليلا يحاول الهدوء وعدم إظهار حزنه لها عقب قوله بألم :
وعد انا هسيبك فترة تفكري انتي عايزة ايه من العلاقة دي علشان انا وعدتك قبل كدة بوعد اكيد انتي فكراه كويس ومش هخلف بيه بس لو انتي مش مستعدة تحبيني زي ما انا بحبك أو حاسة أنك مش متقبلاني احنا ممكن نتطلق .
كانت كلماته كالصاعقة عليها لم تتخيل ولو للحظة أن يقول مثل هذه الكلمة هي كانت تظن أنه سيتمسك بها أكثر من ذلك وسيتفهم هي بماذا تشعر لتردف هي قائلة بتلعثم :
هو انت ازاي قولت كدة بالبساطة دي
جز ياسين علي أسنانه بغضب يحاول التحكم به :
يعني المطلوب مني ايه مراتي اللي انا كاتب كتابي عليها بتقولي انها مش حاسة بحاجة تجاهي علشان كدة مش عيزانا نتجوز دلوقتي .
ابتلعت وعد الغصة في حلقها عقب قولها ببكاء :
يا ياسين انت ليه مش فاهم انو جوازنا دة جه بسرعة اوي وانا مكنتش متخيلة انو كل دة يحصل انا كنت رافضة فكرة الجواز دلوقتي خالص وفجأة لقيت نفسي متجوزاك .
اغمض عيناه بألم من نبرتها الحزينة التي ذبحته من الداخل هو لا يتحمل أن يراها في تلك الحالة ولكن ما ذنبه في النهاية انتشلها لاحضانه بقوة وهو يربت علي ظهرها بحنان عقب قوله :
خلاص يا وعد انا اسف
مسحت وعد دموعها بسرعة وهي تخرج من أحضانه قائلة بحزن شديد احتل ملامحها :
انا اللي اسفة يا ياسين انا عارفة انك عايز تتجوزني من دلوقتي وانك مستعد تعمل كل حاجة علشان بس انا مش عارفة ليه مش قادرة اعمل دة زيك مش عارفة افهم انا حاسة بإيه
ابتسم ياسين وهو يقبل جبينها بحب :
خلاص انا عندي حل انا وانت هنبعد عن بعض فترة مش كبيرة بس في الفترة دي حاولي تفهمي انتي عايزة ايه من العلاقة دي وصدقيني انا عمري ما هجبرك علي الجواز طول ما انتي مش مستعدة ليه .
اومأت له وعد بالرغم انها أحست بشئ غريب بداخلها عندما استمعت الي جملته الأخيرة هل هي حقا ستحزن إن ابتعد عنها ام لأنها تعودت علي رؤيته كل يوم في الآونة الأخيرة فالأمر أصبح صعب عليها لا تدري ما حدث بداخلها ولكن مشاعرها اختلطت ما بين الحزن والسعادة بأنه تفهم وجهة نظرها .
______________
كان يجلس أمامها علي الفراش يطالع وجهها الملاكي الذي لا يشبع من النظر إليه كان مراد يجلس علي الأريكة الموضوعة في الغرفة يطالعهم بحقد تحدثت ذكري التي ارتسمت ابتسامة صغيرة علي ثغرها استطاعت بها جعل قلبه ينتفض وكأنه ماس كهربائي أصاب به حين تحدثت برقة :
في ايه يا ساهر انت بتبصلي كدة ليه
ابتسم وهو يضع كفه علي ذقنه يسند به رأسه ثم طالعها بهيام وهو يقول بحب شديد :
بفكر ازاي في واحدة كل يوم بتحلو عن اليوم اللي قبله وكل يوم بتخلي قلبي بيتنطط من الفرحة لما بشوفها هو انتي يبنتي عملالي سحر
حمحم مراد وهو يطالعهم بحقد :
اتلم يا منحنح انا قاعد بفكرك بس
طالعه ساهر بشمئزاز عقب قوله :
في ايه يا وش البومة قطعتي علينا اللحظة الرومانسية مالك غيران ومولع ليه
شهق مراد وهو يقول بردح :
غيراان واغير ليه يا حبيبي اكمنك يعني لقيت واحدة بنت حلال وقمر زي اختي وانا قاعد معنس علشان امي بتنقيلي بنات سوابق وشمامين فشر .
قهقه ساهر بشدة عقب قوله :
معلش انا هوصي ماما وفاء تدورلك علي واحدة حلوة وانا عارف هجبها منين
اعتدل مراد بحماس عقب قوله :
منين !!!؟
ابتسم ساهر بسماجة عقب قوله :
من قسم تاني وايه البنات حلوين يا واد يا مراد وقواضيهم مش كبيرة اوي يعني واحدة بتتاجر في الحشيش وواحدة بتتاجر في الشابو والثالثة قتلت اربع مرات بس يعني مش حاجة
اغمض عيناه بغضب يحاول التحكم في غضبه قدر الإمكان لكي لا ينقد عليه الآن ويبرحه ضربا دلفت في تلك اللحظة منة قائلا وهي تصفق بيديها لينتبه لها الجميع :
يلا يا حلو منك ليه علشان هلبس اختي عندنا مشوار انا وهي وملك
عقدت ذكري حاجبيها عقب قولها بأستغراب :
مشوار ايه دة يا منة
ابتسمت منة بحنان عقب قولها :
هقولك بس لما الجحشين دول يطلعوا برة
طالعها ساهر بشمئزاز وهو يضرب كف بكف :
ربنا عالظالم والمفتري مش عارف اقعد مع البت دقيقتين مع بعض منكوا .
خرج وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة وورائه مراد الذي انكمشت ملامحه بعد آخر حديث دار بينه وبين ساهر طالعته منة أثرهم بأستغراب :
مالهم دول
تحدثت ذكري علي الفور متجاهلة ما حدث :
سيبك منهم وقوليلي مشوار ايه دة
كادت أن تتحدث لولا دلوف وعد الي الغرفة أقفلت الباب بعنف شديد وهي تبكي فزعت كلا من ذكري ومنة وملك التي دلفت خلفها بخوف لتردف ذكري قائلا بصدمة :
في ايه يا وعد  بتعيطي ليه
جلست وعد أمامها علي الفراش وهي تقول :
ياسين عايزنا نتطلق
اتسعت حدقتا الجميع بصدمة لتردف منة قائلة بحنق :
مين يختي ليه إن شاء الله مش كان طاير من الفرحة اول لما اتجوزتوا وقلتي انو بيحبك
تحدث ملك بهدوء كعادتها :
استني بس يا منة قولي يا وعد ايه اللي حصل
تحدثت وعد من بين شقهاتها :
بعد ما خلصنا الجلسة انهاردة هو قال لماما انو هييجي انهاردة علشان يحدد معاد الفرح بس انا قولتله اني مش حاسة بحاجة تجاهه علشان كدة عايزة وقت واني مش مستعدة اتجوزه دلوقتي وهو قالي انو هيديني فرصة وانو هيبعد عني فترة علشان اعرف مشاعري ايه تجاهه ولو عايزة اكمل في العلاقة دي ولا لا ولو مش مرتاحة معاه هيطلقني
تشنج وجه منة ساخطا أثناء تمتمتها الحانقة :
طب والراجل غلط في ايه ما هو معاه حق وانتي قولتي قبل كدة انو مش عايز يجبرك علي حاجة واكيد هيدوس علي قلبه علشانك وعلشان تبقي مرتاحة ولو راحتك في الطلاق هيطلقك .
مسحت وعد دموعها بسرعة وهي تقول بحزن :
انا هبقي مطلقة يا منة انتي مش واخدة بالك من الموضوع دة بعدين انا مش عارفة ليه حسيت بحاجة غريبة لما ياسين طلب مني أننا نبعد عن بعض فترة حسيت اني عايزة اقوله لا بس سكتت مش عارفة ليه بس حاسة أنو علشان اتعودت اشوفه كل يوم فالموضوع هيبقي صعب
دلفت كنزي وهي تردف قائلة بغضب :
يا ولاد ال كلكوا قاعدين مجتمعين هنا وسايبيني اخدم في سي ساهر والعائلة الكريمة برة يوه مالك يا وعد انتي كمان ما انا مش هخلص من الحزن دة في ليلتي السودة
تحدثت ذكري قائلة بحنان وهي تضع يديها علي يد وعد التي بدأت في البكاء مرة أخري :
يا بنتي اهدي بس انا عايزة اعرف ياسين غلط في ايه ما هو عمل اللي المفروض يتعمل عالفكرة انا احترمته اوي يا وعد وبالذات لو افتكرتي وعده ليكي هتعرفي انك مش هتلاقي واحد زي دة تاني وانو بيحبك وبيحترمك وانا شايفة انو اللي قاله دة هو الصح علشان لما تبعدي عنه فترة هتعرفي مشاعرك الحقيقية تجاهه .
اومأت لها بهدوء لتردف منة قائلة بحماس :
طيب مادام كلنا متجمعين انت وملك وذكري هروح حاجة شبه ندوة دينية ايه رأيك تيجي معانا انتي وكنزي
طالعتها وعد بحماس عقب قولها :
انا موافقة دي فكرة حلوة اوي
كذلك وافقت كنزي بحماس شديد .
__________________
في الصالون كان ساهر يجلس برفقة ياسين ومعه كلا من يونس ومراد تحدث ساهر وهو يضع يديه علي كتف صديقه مواسيا إياه :
معلش يا صحبي ما انت عارف انو الموضوع مش سهل عليها وبالذات انك طلبت ايديها واتجوزتها في نفس اليوم البت دماغها عملت ايرور ودة طبيعي بصراحة ما انت مجنون .
ابتسم له ياسين بحسرة :
وانا ايه عرفني أنها هتاخد وقت كتير كدة علشان تحبني وتتقبلني دة انا البنات كانت بتجري ورايا جري علشان ابصلها بس .
طالعه مراد بشمئزاز عقب قوله الحانق :
بيجروا وراك ليه هو انت اوتوبيس
تشنج وجه ياسين عقب قوله بحنق :
ممكن تخسر يا مراد هي مش طلباك بصراحة
تحدث في تلك اللحظة يونس قائلا بهدوء :
انا برأيي يا ياسين انو اللي انت عملته صح جدا هي محتاجة تاخد وقت علشان تفكر وطول ما انت قدامها مش هتعرف هي حاسة بإيه تجاهك بس يمكن لما تبعد عنها توحشها .
طالعه ياسين بحزن :
طب افرض حصل العكس .
تحدث في تلك اللحظة ساهر :
وقتها القرار هيبقي قراركوا انتوا الاتنين بس نفذ وعدك ليها الاول وشوف ايه اللي هيحصل .
في تلك اللحظة استمعوا الي صوت شجار يأتي من الاسفل لذلك تحركوا بسرعة هائلة إلي الأسفل كما فعل فوزي وكامل وسامح والبنات الذين قد استعدوا للخروج وعند نزول ساهر وجد أن شقيقه يضرب من قبل شباب وهو مستسلم لهم للغاية ممددا علي الارض بجسد هزيل لا يدافع  عن نفسه بأي حركة اتجهه إليه ساهر بسرعة هائلة وقام بضرب وإبعاد الشباب عن إسلام دار بينهم شجار حاد للغاية كانت الفتيات تقف تنظر لهم في صدمة وذكري التي تجلس علي الكرسي المتحرك تضع يديها علي فمها بصدمة امسك ساهر هاتفه لكي يتصل بفرقته ولكن تفاجئ بصوت إسلام قائلا:
لا يا ساهر متتصلش بحد خلاص سيبهم يمشوا
طالعه ساهر بصدمة :
انت بتقول ايه ازاي هسيبهم يمشوا بعد اللي عملوه فيك دة انا مش هرحمهم
استند إسلام علي ويونس وقف أمام ساهر قائلا بتعب وإرهاق غريب :
خلاص يا ساهر علشان خاطري انا مسامحهم
تحدث أحد الشباب قائلا بحدة وبتحذير :
لو دة حصل تاني يا إسلام حسابك هيكون عسير
ذهب الشباب من أمامهم ليردف مراد قائلا  :
انت اتجننت يا إسلام المفروض كنت تحبسهم
كان إسلام يستند علي يونس تحدث بتعب :
يونس ممكن تطلعني البيت علشان مش قادر اقف علي رجلي
طالعه ساهر بتعجب ذهب من أمامه مع يونس كانت ملك تنظر له بحزن شديد تحاول كتم دموعها التي كانت تسقط دون دراية منها تحدث فوزي قائلا :
هو ايه اللي بيحصل المشاكل مش راضية تسيبنا ليه ومين الشباب دي
هز ساهر كتفيه بجهل  :
انا مش عارف إسلام سكتلهم ليه بس انا متأكد أنو مخبي حاجة علينا .
___________________
دلف الي الغرفة التي سيلتقي بها فيها جلس يفرك بأصابعه بتوتر شديد لا يعرف كيف سينظر الي وجهها هو خذلها للغاية وحطمها ولكن ماذا يفعل هو في النهاية ظابط ورجل مسوؤل ولا يستطيع رؤية أحدهم يخطأ ويتركه دلفت هي الي الغرفة كان عابسة الوجه تلم شعرها الي الخلف بربطة شعر ناهيك عن الخصلة التي تنزل على وجهها كانت مرهقة للغاية وحزينة وهذا ما وضح علي وجهها وبشدة امسك شادي بيداهة عقب قوله :
انتي كويسة يا حبيبتي
سحبت يديها من يد شادي وهي تقول بسخرية :
غريبة يعني بتسألني انا كويسة ولا لا هو مش باين عليا ولا ايه بص علي وشي يا شادي وانت هتعرف بص علي شكلي وانت هتعرف كويس انا كويسة ولا لا انا بتعذب كل يوم انا بموت ما بين الحيطان الأربعة دول بحس اني مش قادرة اتنفس واني بتخنق .
أدمعت عيناه وهو يبعد نظره عنها لتكمل هي حديثها قائلا بحزن ودموعها تهبط بعنف :
انا مكنتش اتخيل انك تتخلي عني يا شادي كنت مفكرة انك هتدافع عني وهتقول حتي لو اختي غلطت انا هفضل واقف في ظهرها بس انت معملتش كدة انت بعتني بسهولة .
طالعها بألم وهو يمسح دموعه :
كنتي عيزاني اعمل ايه يا مروة انتي اعترفتي وكل حاجة موجهة ضدك لو انا مكنتش اخدتك وقتها كان ساهر مش هيسكت وهو اللي هياخدك
ابتسمت هي بألم وهي تنظر حولها :
هو انا للدرجة دي مش مهمة عندكوا حتي وليد وظافر مجوش علشان يشُفوني
تحدث علي الفور قائلا :
هما قاعدين برة مكنوش مستعدين يدخلوا ويقابلوكي خايفين يشوفوكي في الحالة دي يا مروة انتي اختنا الوحيدة اوعي تفكري أننا بنكرهك بس احنا كام لازم نعمل كدة صدقيني لو كنتي هربتي كانت عقوبتك هتبقي اكبر بكتير
نظرت هي للاسفل وهي تمسح دموعها بحزن :
إسلام عامل ايه
تحدث شادي بحزن شديد :
للاسف مدايق اوي وحالته مش كويسة
تحدثت مروة علي الفور :
انا عيزاك تديله الرسالة دي يا شادي
امسك شادي الرسالة يطالعها بأستغراب :
مروة اوعي تكوني كاتبة فيها حاجة تجرحه
ابتسمت برقة عقب قولها بألم :
انا جرحته بما فيه الكفاية مش هقدر اوجعه اكتر من كدة انا كتباله فيها حاجات كان نفسي اقولهاله الفترة دي وبعتذر منه عن كل حاجة عملتها في حقه وفي حق ساهر وذكري
أخرجت رسالة أخري عقب قولها :
الرسالة دي بقي لساهر وذكري يا شادي لو سمحت وصلهم لصحابهم علشان ابقي مرتاحة
نهض شادي من مكانه ثم ضم مروة في حضنه بحزن شديد وهو يقبل رأسها بحنان :
متخافيش يا حبيبتي انا هفضل جنبك ومعاكي لحد ما تطلعي اوعي تفكري اني هسيبك لحظة انا وأخواتك .
ابتسمت له مروة أثناء رحيلها هي تعرف مدي حبه شقيقها لها لا تريد أن يثبت لها ذلك فقط تريد أن تمضي تلك الفترة بسرعة وتخرج من هذا الكابوس التي وقعت بداخله .
___________________
دلفت الفتيات الي المكان التي سيحضرون به المحاضرة تلك جلسوا الستة بجانب بعضهم البعض مالت منة علي إذن ياسمين قائلة :
هو احنا جايين بدري ولا ايه
ابتسمت ياسمين كعادتها عقب قولها :
لا هي عائشة أوقات بتتأخر علشان بيتها بعيد
عقدت كنزي حاجبيها قائلا بأستغراب :
عائشة مين ومادام بيتها بعيد بتدي محاضرات هنا ليه ما تدي في مكان قريب من بيتها
طالعتها ياسمين بحذر أن تصمت لكي لا يستمع إليهم أحد ثم اردفت قائلة بهدوء :
بصي هو بصراحة عائشة دي بنت خالتي وفي نفس الوقت هي البنت اللي بتدي محاضرات هنا بس انا نسيت اقولك وثانيا هي عائشة في منطقة ارياف شوية فمفيش مكان تعرف تدي فيه محاضرات زي دي علشان كدة انا وهي دورنا لحد ما لقينا المكان دة واجرناه .
اومأت لها منة بتفهم في تلك اللحظة دلفت فتاة ترتدي عباءة سوداء واسعة مع نقاب أيضا بالون الاسود وكفوف سوداء كانت مظهرها رائع للبعض والبعض الاخر غريب بعض الشئ لكنها لم تهتم لنظرات البقية فقط جلست أمامهم عقب قولها بهدوء :
معلش يا جماعة اتأخرت عليكم عاملين اي جميعا اتمني تكونوا بخير احب ارحب بالبنات الجديدة اللي شرفتنا واتمني انكوا تستفادوا
ابتسمت لها الفتيات وبالأخص ذكري التي شعرت وكأن هذه الفتاة تغلغلت في قلبها منذ أن رأتها صمتت قليلا تستجمع قواها ثم تحدثت قائلة :
انهاردة بصراحة مش حابة اتكلم عن موضوع معين انا عايزة اسمع اسألتكوا جميعا واجاوب عليها يلا مين عندها سؤال .
أنهت حديثها تزامناً مع رفع فتاة يديها لتبتسم لها عائشة من وراء نقابها قائلة بهدوء :
اتفضلي يا حبيبتي
تحدثت الفتاة بتوتر قليلا قائلة :
عائشة انا عايزة اعرف ايه حكم الحب هل الحب حرام ولو مش حرام امتي يبقي حرام
ابتسمت عائشة برقة من وراء نقابها قائلة :
بصي خلينا متفقين علي قاعدة انو الحب مش حرام وعمره ما هيبقي حرام مادام وخلي بالك من الكلمة دي مادام انتي وهو حاطين حدود بينكم الحب حاجة جميلة اوي وكلنا نفسنا أننا نحب ونتحب علشان كدة الحب مش حرام لانو غريزة في الإنسان بس امتي يبقي حرام دة في حالات كتيرة أولها لما تكلمي شاب انتي وهو مش علي علاقة رسمية .
اعتدلت منة في جلستها بتوتر وانتباه في ذات الوقت كانت متحمسة لسماع بقية حديث عائشة وكأنها كانت تقصدها في حديثها .
يعني مثلا انو انتي وواحد تتكلموا علي الواتس اب مثلا او فيس بوك او اي برنامج تواصل اجتماعي وانتي مفيش بينك وبينه حاجة رسمية أو انك تقابليه برة بدون محرم وتمسكي أيده وتفضلوا تحبوا في بعض وتقولوا كلام رومانسي والجو دة كله حرام قبل كتب الكتاب حتي لو خطوبة انا عارفة انو الموضوع صعب وخاصا انو بقي عادي في مجتمعنا وانو البنت اللي بتمشي علي شرع ربنا وبتنفذه بتبقي معجزة في الزمن دة بس علشان خاطري يا بنات حاولوا دكتور ياسر الحزيمي قال ايه قال العلاقة التي بدايتها لا ترضي الله نهايتها لن ترضيك .
رفعت فتاة أخري يديها عقب قولها بحرج :
هو ايه حكم اللي مش بيصلي
تحدثت عائشة علي الفور قائلة :
فلا شك أن الصـلاة عماد الدين، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بين الرجل وبين الكفر ـ أو الشرك ـ ترك الصلاة.  وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها، فقد كفر. رواه أحمد، وأبو داود
وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون من الأعمال شيئًا تركه كفر، إلا الصلاة. وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: من ترك الصلاة، فقد كفر. رواه المروزي في تعظيم قدر الصلاة، والمنذري في الترغيب والترهيب. وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: من لم يصلِّ، فهو كافر. رواه ابن عبد البر في التمهيد، والمنذري في الترغيب والترهيب. ولا يخفى أن هذه العقوبة لمن ترك الصلاة بالكلية.
أما من يصليها، لكنه يتكاسل في أدائها، ويؤخرها عن وقتها، فقد توعده الله بالويل فقال: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}، والويل هو: واد في جهنم ـ نسأل الله العافية ـ.
وكيف لا يحافظ المسلم على أداء الصلاة، وقد أمرنا الله بذلك، فقال: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ {البقرة:238}؟! فأي مصيبة أعظم من عدم المحافظة على الصلاة!!.
في النهاية انو تارك الصلاه يعتبر كافر يا بنات الصلاة هو اول ما يحاسب عليه العبد علشان كدة حاولوا تنتظموا بقدر الإمكان ولا تجعلوا الشيطان يسيطر عليكم والدكتور حازم شومان قال حاجة جميلة جدا قال :
إفتكر ساعة كل أذان إنك هتموت بعد ما تصلي وأنت مش هتسيب فرض صدقني
ودكتور محمد الغليظ قال :
عايز تِنتظِم في الصلاة !
قُمّ صلّي أول ما يُؤذّن للصلاة.
وبعد حوالي ساعة انتهت أسئلة الفتيات وغادر الجميع بسعادة لا توصف كم كانت هذه المحاضرة جميلة للغاية وتطمئن القلوب ذهبت ياسمين تجاه عائشة وهي تحضنها بحب شديد وورائها البنات :
وحشتيني اوي يا عائشة عاملة ايه
ابتسمت عائشة بحنان عقب قولها :
الحمد لله يا حبيبتي في نعمة
استدارت ياسمين وهي تنظر الي الفتيات لتردف قائلة :
احب اعرفكم دي منة صحبتي اللي حكتلك عليها ودي اختها الكبيرة ذكري ودي اختها الأكبر شوية منها ملك ودي كنزي مرات اخوك ودي وعد صاحبت ذكري
ابتسمت عائشة لهم وهي تقول بود :
اتشرفت بمعرفتك يا بنات واتمني تكونوا استفادوا انهاردة .
ابتسمت لها ذكري قائلا بهدوء :
بجد مش هتتخيلي انا كنت مبسوطة قد ايه واستفدت كتير اوي بجد شكرا يا عائشة.
اردفت عائشة علي الفور بأبتسامة رقيقة كم كانت سعيدة بأنها استفادت منها  فهذا هو الذي تسعي إليه هو جعل الجميع يعرف دينه ويفهمه بطريقة صحيحة :
الشكر لله وحده يا قلبي فرحتيني بجد
اردفت كنزي في تلك اللحظة بحماس شديد :
بقولك ايه يا عائشة معلش يعني لو مش هتدايقي انا من ساعت ما دخلتي وهمووت وأشوف شكلك .
قهقهت الفتيات بشدة من حديثها خلعت عائشة النقاب كانت فتاة جميلة للغاية وجهها صغير بعض الشئ ليس بممتلئ لديها غمازات ساحرة بالإضافة إلي عيناها البنية الجذابة وبشرتها البيضاء الساطعة التي تزيدها جمالا وفمها الصغير المرسوم وانفها الدقيق بعض الشئ طالعتها كنزي بأنبهار عقب قولها :
ما شاء الله ايه القمر دة انتي بصراحة فعلا كان لازم تلبسي النقاب تبارك الله عليكي .
قهقهت عائشة بشدة عقب قولها :
تسلميلي يا كنزي انتي اللي عنيكي حلوة .
تحدثت ياسمين علي الفور قائلة :
طب ايه رأيكوا يا بنات كلنا نروح نتعشي برة
تحدثت منة بحماس قائلة :
الله انا موافقة
حمحت ملك بحرج وهي تميل علي أذن ذكري قائلة :
ذكري انا عايزة اروح علشان اطمن علي إسلام
ابتسمت لها ذكري عقب قولها :
خلاص يا جماعة كلنا هنروح بس معلش ملك تعبانة شوية ومحتاجة تروح
طالعتها كنزي باستغراب :
تعبانة ايه ما انتي زي القردة اهو
صمتت قليلا ثم ارتسمت علي ثغرها ابتسامة خبيثة وهي تغمز لها بوقاحة عقب قولها :
اه يا اروبة فهمتك عايزة تروحي علشان تطمني علي إسلام صح
طالعتها ملك بشمئزاز :
كنزي اخرسي خالص
تحدثت كنزي قائلة بتسائل :
انا عندي فضول اعرف الواد إسلام ايه اللي حصله الواد جسمه اتشفط وبقي خلة من ساعت ما مروة دخلت السجن للدرجادي الحب بيوجع
كانت كلا من عائشة وياسمين يطالعوهم بأستغراب بالطبع لا يفهموا ما يتحدثون عنه هؤلاء تحدثت ملك علي الفور قائلة بحدة :
كنزي ممكن تسكتي بقي
خرجت ملك من المكان وهي تبكي بحزن طالعت ذكري كنزي بنظرات حارقة عقب قولها :
انتي ايه يا كنزي مفيش إحساس خالص انتي عارفة ملك حساسة تجاهه الموضوع دة ازاي انا مش هينفع اسيبها يا بنات انا كمان هروح .
خرجت ذكري وراء ملك ولكن بالطبع كانت ملك قد عبرت الطريق الذي ينطلق به السيارات بسرعة هائلة في تلك اللحظة خرج ساهر برفقة كرممن المسجد الذي كان يبعد حوالي 10 سم عن المكان الذي يوجد به المحاضرة نظر إلي ذكري التي كانت تحاول أن تعبر الطريق بكرسيها المتحرك بمفردها دون وجود أحد معها هرول إليها تزامناً مع خروج الفتيات ليروا ساهر وهو يبعدها عن الطريق بسرعة هرول إليه كرم ظنا منه أنه في مشكلة رأي تلك القعيدة لذلك عرف ما سبب خوفه عليها هذه هي خطيبته جلس علي الارض أمامها وهو يردف قائلا بخوف شديد :
ذكري انتي كويسة
اومأت له ذكري بهدوء وهي تحاول الحفاظ على تنفسها طالع ساهر منة وكنزي بغضب عقب قوله بصراخ :
انتي كنتي فين يا منة انتي وكنزي وسايبينها لوحدها افرض كان حصلها حاجة دلوقتي
تحدثت ذكري علي الفور قائلة :
خلاص يا ساهر انا اللي طلعت لوحدي علشان ملك كانت مدايقة وقولت الحقها علشان متبقاش لوحدها بس عقبال ما طلعت كانت هي عدت العربيات وملحقتهاش .
تحدث ساهر بهياج هذه المرة :
وانتي ليه تلحقيها لوحدك يا ذكري ما انتي لما تروحي هتشوفيها هي ملك يعني هتموت نفسها
تحدثت ذكري ببكاء هذه المرة :
ساهر كفاية بقي علشان خاطري انا تعبت .. تعبت من نظراتكوا ليا تعبت من نظرات الشفقة اللي في عنيكوا انا لو نسيت اني مشلولة بفتكر من كلامكوا وخوفكوا المبالغ فيه عليا .
مسح علي وجهه بحزن ثم جلس أمامها مرة أخري وهو يقول بحنان :
خلاص انا اسف علشان خاطري متعيطيش .
مسحت ذكري دموعها علي الفور ليردف ساهر قائلا :
تعالي اوصلك
اومأت ذكري له بالرفض قائلة :
لا مش هينفع وقفلي تاكسي وخلاص .
اومأ لها بقلة حيلة وهو ينظر إلي ملامحها التي تصبح اجمل حين تبكي يسأل نفسه هل هي حقا جميلة هكذا في كل حالاتها .
_____________________
كانت ملك تطلع علي سلالم البناية ولكنها اصتدمت بإسلام بدون قصد سقط هو بكل سهولة كان وجهه شاحب للغاية بالإضافة إلي جسده الهزيل كانت تطالعه بصدمة لا تصدق ما وصل إليه إسلام بسبب تلك المدعوة مروة هل حقا كان يحبها لهذه الدرجة التي تجعله بهذه الحالة وفجأة اغمض عيناه لتصرخ ملك ناطقة بأسمه ضربت علي وجهه بخفة :
إسلام إسلام انت سامعني إسلام
هرولت تجاه بيت عمها فوزي تضرب علي الباب بعنف شديد فتحت فاطمة الباب وهي تنظر الي ملامح ملك المفزعة قائلة بخوف :
في ايه يا ملك
تحدثت ملك بفزع من بين شقهاتها :
طنط فاطمة الحقيني إسلام أغمي عليه
هرول فوزي وفاطمة الي الخارج ليروا ابنهما الذي كان ملقيا علي الارض مغشياً عليه خرجت وفاء مع كامل ينظرون إلي إسلام بصدمة شهقت فاطمة بفزع وهي تضرب علي وجهه بخفة :
إسلام إسلام يا حبيبي انت سامعني
تحدث كامل علي الفور :
فوزي احنا لازم ننقله علي المستشفي الواد جسمه ضعف اوي ووشه بقي باهت ممكن يكون عنده حاجة لا قدر الله ملك يا حبيبتي انزلي كنزي العربية وافتحيها عقبال ما ننزل إسلام
اومأت له ملك هرولت الي الأسفل وهي تفتح ابواب السيارة ثم اتي كامل وفوزي يحملون إسلام بين أيديهم وضعوه في السيارة برفق جلست فاطمة بجانب ابنها وفي الامام كامل بجانب شقيقه فوزي وتحرك الي المستشفي بينما أوقفت ملك تاكسي وركبت بداخله مع والدتها يلحقون بسيارة عمها .
كانت ذكري تنتظر سيارة الأجرة مع كلا من الفتيات وساهر ويونس صدح رنين هاتف ذكري والتي لم يكن سواها ملك فتحت المكالمة :
ايه يا ملك انا جبتلك دلوقتي
صمتت تسمتع الي الطرف الآخر بأعين متسعة شهقت بفزع لينتبه لها الجميع :
ايه دة حصل ازاي مستشفي ايه طيب طيب احنا جايين دلوقتي ماشي اقفلي
نظرت ذكري اشتهر بخوف قائلة بتلعثم :
ساهر ملك بتقولي انو إسلام أغمي عليه وبابا وعمو فوزي رايحين بيه علي المستشفي .
___________________
بعد حوالي 30 ساعة وصلت السيارة الي المستشفي دلف كامل وفوزي وهم يحملون إسلام وضعوه علي النقالة وبعد دقائق أتت وفاء برفقة ملك هرولوا الي أمام الغرفة التي يقبع بها إسلام جلست وفاء بجانب فاطمة تناول التخفيف عنها قليلا وتهدئتها وفي اقل من 10 دقائق جاء ساهر برفقة كرم والفتيات دون ياسمين وعائشة التي أصرت عليهم منة ألا يأتوا ويزعجوا أنفسهم تحدث ساهر بفزع وهو ينظر إلي ملك قائلا :
ايه اللي حصل لاسلام يا ملك
تحدثت ملك ببكاء :
انا مش عارفة يا ساهر انا كنت طالعة علي السلم فخبطت فيه من غير قصد لقيته وقع فجأة قدامي كان جسمه سايب لانو خبطتي مكنتش جامدة وفجأة لقيته غمض عينه واغمي عليه .
خرج في تلك اللحظة الطبيب لتهرول إليه فاطمة :
طمني يا دكتور ابني كويس صح
تحدث الطبيب بجدية قائلا بحزن :
للاسف يا مدام ابن حضرتك بيتعاطي المخدرات.

عايزة اعرف رأيكو في الصدمات دي 🤗😂

احفاد العائلة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن