الاربعيني😊

70 1 0
                                    

يعني عنده أربعين سنة وكمان قعيد .!!

قولتها بصريخ وعياط لمَ بابا قالي أنه وافق علي زواجي من واحد علشان يوقفوا طار قديم بين العائلات.
• ممكن تبطل زعيق وتفهمي.!
= أتكلمت بانهيار وخُذلان، أفهم إيه يا بابا .؟ أفهم إن حضرتك رمتني بطول دراعك لراجل كبير زي ده .!
• أنجي افهمي، كان لازم كده، المشكلة كانت هتكبر لو متحلتش كده.
= طب و اشمعنا أنا.؟
• لأنك الكبيرة، أتكلم بهدوء أكتر وحكمة ، أنجي أحمد راجل محترم أينعم سنه كبير بس ميبانش علي شكله، راجل شرطة ومحترم.
= بس يا بابا.!
• هترتاحي معاه صدقيني ، أنا لو مش واثق فيه وفي أخلاقه كُنت اتصرفت ، وكمان يابنتي أنتِ كمان مبقتيش صغيرة وده راجل مناسب وكويس ليكِ..
= أتكلمت بقوة وأنا جوايا برجف زي طير مبلول، و أنا موافقة..

- اتفضلي أدخلي..
= دخلت بخوف وأنا عيوني في الأرض ، بيت جديد وراجل غريب عني أينعم زوجي بس مازال غريب، معرفش عنه حاجة غير أنه اسمه أحمد وكان ضابط بس تقاعد بسبب شلله وأكبر مني.
- شبك أيديه في بعضهم و أتكلم بقوة، أنا عارف الوضع غريب وجديد عليكِ بس خدي كُل الوقت اللِ تحبيه براحتك مع نفسك، أنتِ مش مجبورة أبدًا إنك تساعديني في حاجة المهم تكوني بس مرتاحة.
= رفعت رأسي ليه بعد كلامه المُريح وصوته اللِ دخل قلبي، كان راجل ليه هيبة، طويل رغم أنه قاعد علي كرسي مُتحرك، فيه كام شعراية بيضة في دقنه علي شوية في شعره مخالطهم لون رمادي لذيذ، ده عنده أربعين .! ده انا اللِ عندي خمسين والله، كانت عيونه جميلة فيها حدة ومع ذلك فيها حنية لطيفة بلونها العسلي ، كان مُجملًا شكله جميل.
- سرحان في إيه يا دكتورة .؟
= مين قالك أني دكتورة .!
- ضحك فَ بانت غمازة في خده الشمال ، وحد ميعرفش زوجته شغالة إيه .!
= إحم طيب.
- طبتِ وطاب بكِ كل شئ، دلوقتي تعالي معايا أوريكِ بيتك.
= بيتي .! الكلمة كانت غريبة علي ودني بس حسيت بدفيء أنه و أخيرًا أنا في بيتي .! طول عمري اسمع كلمة إن الست ملهاش غير بيتها و دلوقت أنا في بيتي .! ضحكت علي عقلي الطفولي رغم عمري الاتنين وتلاتين إلا إني كُنت زي الأطفال يمكن لأني دكتورة أطفال ف الموضوع طبع عليّ و علي تفكيري.

= قومت مخضوضة ، مين ؟
- أنا أحمد قومي يا دكتورة الفجر بيأذن.
= حاضر جاية.
كانت دي حياتنا أول شهر زواج، كان بيصحيني للفجر أقوم نصلي سوا، صوته كان حلو في القرآن كان إمامي في صلاتي ودي كانت أول أمنية ليّ تتحقق أني أصلي ورا زوجي ويكون صوته حلو ويصلي بخشوع كده، كُنت بجهزله الفطار ولبسه لو يوم خارج، هو قال إني مش مُلزمة أعمله إيه حاجة بس أمي كانت ديمًا تقولي أن مسؤلية الست أنها تكون رفيقة لزوجها في كُل حاجة بيعملها مادام مش بتخالف الدين ولا الشرع، كُنت بشوف سعادته في عيونه وأنا بجهزله الفطار وبحضرله اللبس واعمله قهوته ونقعد سوا، كانت حياة لذيذة و مُريحة وهادية ولطيفة ، لطيفة قوي..

= الفطار يا حضرة الظابط.
- ضحك وهو بيحرك الكرسي بتاعه، برضو حضرة الظابط.! ده كان زمان يا دكتورة.
= حطيت طبق الزيتون قدامه ، طب ما حضرتك بتقولي يا دكتورة.
- شرب شوية شاي ورد، بس أنتِ لسه دكتورة إنما أنا خلاص بح.
= حطيت أيدي علي خدي وبصتله بتركيز ، هو أنت إزاي بقيت كده .!
- حسيت جسمه أتشنج للحظة و وشه اتضايق، مش حابب أتكلم عن الموضوع ده.
= طب إنت ليه رافض تتعالج ، علي فكرة الطب أتقدم جدًا وفيه عمليات كتير لحالتك دي...
- قاطعني وهو بيخبط علي الترابيزة قدامه لدرجة أن الأطباق اتحركت ، قولت مش عايز أتكلم في الموضوع ده، وبعدين حالتي دي أنا راضي بيها الهانم لو مش عاجبها حالتي تقدر تطلق عادي ، و أتحرك بالكرسي بتاعه بعصبية ومشي.
= للحظة خوفت منه ومن شكله ومن عيونه ومن عصبيته ، أنا بخاف من العصبية والصوت العالي، بتوتر من المشاكل ومبعرفش أتعامل، خوفت أنه بسبب عصبيته دي يعمل حاجز بيني وبينه ، أنا اتعودت عليه و علي صوته، اتعودت أني أصحي الفجر علي خبطته علي باب أوضتي وصوته وهو بيصحيني رغم أني أغلب الوقت بكون صاحية أصلًا بس مُجرد صوته وخبطته بينبهوا قلبي وينعشوا روحي أني في حد أنا ملزومة منه، حد خايف عليّ وعلي صلاتي، حد أنا قريبة منه وخايفة يفقدني وميلاقنيش معاه في الجنة

اسكريبتات٢🩷Where stories live. Discover now