الموده 🤍

40 0 0
                                    

-أنا تُهت ممكن تيجي تروحني؟!
قفلت الموبايل قبل ما يرد عليا وقعدت في ركن جنب العربيات، داريت وشي بكفوف إيدي وهي بترتعش وبدأت أعيط، سمعت رنة الموبايل واسمه ظهرلي على الشاشة، أخدت نفس أكتر من مرة ورديت:
-أيوه.
-إنتِ فين؟
-ف..
مسحت دموعي وحاولت أرد بثبات وكملت:
-في المكان اللي بنركب منه، أنا مش عارفة ازاي نسيت الطريق بس مش عارفة أروح.
سمعت رزعة الباب فعرفت إنه خرج وجايلي، كمل كلام بصوت يبان عليه الخضة:
-بصي خليكي معايا على الخط، ماتخافيش كلنا بنتوه أوقات.
-ماكانش المفروض أتوه واحنا متخانقين.
ضحك ضحكة متقطعة بيحاول يداريها لكن معرفش، رد عليا بعد كام ثانية وصوته متأثر بضحكته:
-عمري ما هلاقي شخص زيك يا رنا، أنا آسف.
-لا أنا هروح عند بابا، أكيد مش هنتصالح عشان تهت يعني.
-في حد بيتخانق الساعة 8 الصبح؟ حرام عليكي والله، الناس عايزه تنام.
قفلت في وشه ومشيت كام خطوة وأنا بحاول أعرف المفروض أركب إيه عشان أروح عند بابا! رجعت لورا تاني بسرعة وأنا مخضوضة..
-إنت جايب عصير قصب واحنا متخانقين!
مدلي إيده بالعصير، رفع الشنطة من على الأرض وحط إيدي في دراعه ومشي، كملت كلام باستغراب:
-رايحين فين؟
شرب شوية من العصير اللي في إيده ورد:
-هنروح.
-ده..
قرب مني وهمس:
-لما نروح البيت هصالحك، دلوقتي اعملي نفسك متصالحة.
-متصالحة؟
-مش زعلانة يعني..
بص للعصير اللي في إيدي وكمل:
-لو مش هتشربيه هاتيه أشربه أنا.
بعدت إيدي عنه وأنا بشربه:
-بعينك، أي حاجة تيجي منك مستحيل أرجعها، عشان تبقى تزعلني حلو.
غمز وهو بيرفع الشنطة على كتفه:
-زي ما خدتي قلبي كده!
-وجع في قلبك.
بدلت العلبة لإيدي الشمال، رفعت السبابة وقلت:
-اسمع، دي آخر مرة تزعلني، والله يا خالد لو حصلت تاني هـ.. هـ..
-هـ إيه؟
-هتشوف.
حاوطني بدراعه بعد ما دخلنا من بوابة البيت، طلعنا درجات السلم سوى وقال:
-أخدت أجازة النهارده من الشغل، وجهزت وصفات كام أكلة كده نبقى نعملهم سوى، ولو على التسلية هبقى أنزل أشتري شوية حاجات تسلينا واحنا بنتفرج على الفيلم.
-حضرت الفيلم؟
-معنى كده إنك مش زعلانة؟
-لو خدت أجازة بجد يبقى أكيد مش زعلانة..
كملت وأنا بقرب منه:
-هنعمل الأكل سوى ها!
-ماتخافيش اليوم كله ليكي.
دخلنا البيت، رمى الشنطة على السرير وفتح موبايله على الوصفات اللي قال عليها:
-عارف إن الشغل هو أساس كل مشاكلنا، وعارف إن احنا مابنلحقش نقعد مع بعض حتى ربع ساعة من غير مكالمة للشغل، بس أنا مايرضينيش زعلك أكيد وعشان كده شلت الخط من الموبايل خالص عشان محدش يضايقنا.
مشيت قدامه بابتسامة ورديت:
-كده اتصالحت، نشتغل بقى.
"كما يقول عني دائمًا؛ أنا فتاةٌ تُرضيني أقل الأشياء وأبسطها."

#ســلــوى_إبــراهــيــم_زرد

اسكريبتات٢🩷Where stories live. Discover now