الفصل الخامس

3.6K 234 5
                                    

- أحمد نبيل محمد 25 سنة خريج كلية هندسة و حاصل علي الدكتوراة في علم النفس .. طب لما أنت عملت دكتوراة ف علم النفس .. ايه اللي جيابك هنا يا بشمهندس
قالتها الدكتورة نور عندما سمعت طرقات خفيفة من وراء باب غرفتها ليدخل أحمد و معه ملفه الخاص الذي لا يفارق يده إلا وقت نومه و يعطيه إلي تلك الطبيبة جميلة الطلة ذات الثقة التي لا نهاية لها و تكاد تقترب من سن أحمد مع فرق بعض الأشهر ..
- عشان مش لاقي حل يا دكتورة حاسس أن كل اللي درسته راح هدر و أن اللي عندي مالوش علاج ..
- أنا ماعنديش حاجة أسمها مالوش علاج يا أستاذ أحمد .. لو عايزني أعالجك فعلاً عشان ترجع طبيعي ماتقوليش أنا مش لاقي علاج لمرضي .. كل مرض و ليه دواه يا أستاذ أحمد بس لازم الإيمان بالله أولاً و بقدرتي بتحليل مشكلتك و إيجاد حل ليها ثانياً .. تمام !
نظر إليها أحمد مشدوهاً كيف لأمرأه بهذا الجمال الفاحش و هذا الوجه الملائكي أن تكون بتلك القوة و الشراهة عكسه هو فقد كان يتنفس بصعوبة نتيجة شعوره بالإحراج الشديد فهي من كانت قوية و ذات ثقة عالية بنفسها و هو كان كالقطة الصغيرة التي تبحث عن والدتها دون جدوي فما كان عليه غير الموافقة دون الأعتراض لأنه لا يريد غير الرجوع إلي كل من تركوه وحيداً أو لكي يجعلهم يندمون علي ذاك اليوم الذي تركوه فيه يصارع مرضه وحيداً أراد الرجوع أقوي من ذي قبل ليجعل ياسمين تندم علي تركه و كأن حقد الحياة و الموت بأكمله ملأ قلبه الحزين علي فراق أحبابه
- تمام
قالها أحمد بعد فترة ليست بطويلة من التفكير فهذا هو المفتاح الوحيد لفتح أبواب أفكاره و خططه
- تمام .. أولاً عايزة يبقي بنا حالة زمالة مش علاقة مريض و دكتور عيزاك تبقي واخد راحتك خالص و كأنك بتتكلم مع واحد صاحبك ع القهوة مش عايزة أي تكليف أنا هقولك يا أحمد و أنت تقولي يا نور هتحكي كل حاجة بالتفصيل الممل عن نفسك من أول ما أتولدت لحد وقتنا هذا .. لو تحب نبدأ دلوقتي نبدأ بس أنا شايفة أنك تروح و تجيلي بكرة عشان تكون رتبت كلامك ع الأقل ماشي يا أحمد
- ماشي .. و شكرا ع مساعدتك ليا
- أنا مابعملش غير شغلي ..
قالتها ''نور'' و علي وجها أبتسامة رائعة قد جعلت أحمد يذوب فيها آلاف المرات .. لقد جعلته ينسي ياسمين و يفكر بها هي .. هي فقط لا غير
و ذهب إليها مجدداً في اليوم التالي لا يعلم أهو ذاهب لها أم للعلاج أم للأنتقام فقط هو يريد رؤية تلك الأبتسامة الرائعة علي وجها مرة أخري ثم يري ما سيفعل بعد ذلك
- منور يا أبوحميد
قالتها نور و هي مبتسمة أبتسامة عريضة لأحمد و كأنها سعدت لرؤيته و كأنها أيضاً تغيرت تماماً فقد كانت لا تطيق له كلمة .. ما الذي حدث .. ألف سؤال و سؤال يسقط في عقل أحمد ليزيده حمقاً و غباءً أمام تلك الفاتنة
الغامضة التي أوقعته بأبتسامة صغيرة علي وجهها الملائكي لتجعله يدخل إلي باب لعالم آخر ليس كعالمنا ليس له بداية و لا نهاية فقط تمضي قُدماً و أنت لا تدري طريق الرجوع و لا حتي طريق الخروج
- أنتِ غريبه أوي !

شيزوفرينيا SchizophreniaWhere stories live. Discover now