الفصل الحادي عشر

2.2K 169 2
                                    

- جبت لك معيَّ .. ياسمين
صمت .. صمت لوهلة يفكر في رد مناسب علي ذكر أسمها .. ذلك الأسم الذي طالما عشقه و داب فيه ..
- هي لسه فكراني ..
لفظها من فمه و أطلقها كما يُطلق الرصاص .. لفظها ليعرف هل تحبه حقاً .. أم جائت لمجرد شفقة .
- أحمد أنا جبتها عشان .. فاكر لما قولت لك أنها أرتبطت بواحد غيرك و نسيتك
- فاكر ..
- أنا .. أنا اللي أرتبطت بها بعدك
- ماجوبتش ع سؤالي .. جبتها معك ليه .. عشان تقولي أنها بتحبك و بتكرهني .. عشان تقولي انها حبتك عشان انت سليم .. و انا مجنون ..
قالها بأندفاع و صراخ جعل عمرو يبتعد بعض السنتيمترات عن أحمد خوفاً منه و من إندفاعه .. لتسمعه ياسمين هي الأخري و تدخل الغرفة محاولة تهدأته و إفلات زوجها من قبضته
- و حامل كمان ..
قالها أحمد بسخرية بعدما ألتقطت عينه جسد ياسمين المنتفخ قليلاً و أنحناء ظهرها
- أحمد .. أنا قولت لك سبب رفضي بك .. ماكنتش هأعرف .. حتي لو كنت بحبك .. أهلي عمرهم ما كانوا
هيوافقوا عليك أفهمني بقي و كفاية
- أفهمك .. و أنتِ ليه مافهمتنيش .. ليه ماقدرتيش العذاب اللي كنت بعيشه كل يوم بسببك .. بس عارفة أنا مش زعلان عليكِ .. أنا زعلان ع قلبي اللي سلمته لكِ ع طبق من فضة و سبتيه .. سبتيه عشان طبق نحاس .. - طبق النحاس السليم أحسن عندي من 100 طبق فضة .. معيوب
- عندك حق ..
قالها أحمد بضحكة سخرية و ألم واضح في عينه التي بدأت بذرف الدموع دون مراعاة لموقفه أمام "الضيوف"
- أحمد أنا كنت بحب ياسمين بس كنت خايف أقولها عشان المستوي اللي أحنا فيه و هي غنية و أستحالة تقبل بواحد زيِ أبوه .. مكوجي
قالها عمرو بإنكسار موجهاً أنظاره لأحمد الذي ظهرت عليه علامات الإشمئزاز من موقف عمرو و كرهه لعمل والده الذي بدونه لما كان بتلك المرتبة
- بتستعر من أبوك .. بتستعر من شغلته .. يا أخي ده أشتغل مليون شغلانة عشان تدخل الكلية دي .. كتك القرف
قالها أحمد بإشمئزاز لعمرو الذي أستقبل الكلام كالصاعقة
- مستنين أيه ..
قالها أحمد بعد فترة من الصمت أخذ فيها الزوجان ينظران لبعضهما بتعجب من ردة فعل أحمد القوية و عدم شعوره

بالضعف أو الحزن بينما أحمد كان يجلس علي أريكته البيضاء الناصعة واضعاً رأسه بين أحد كفيه مُنتظر الجواب
- شكراً علي حسن الإستضافة
قالتها ياسمين بقرف موجهة نظرها لأحمد الذي فورما رأي عيناها تخترق عيناه أبعد وجهه عنها مشمئز و متمتم ببعض الألفاظ السيئة التي عجز عن سماعها كٌل من ياسمين و عمرو
- العفو يا بيضة .. العفو يا .. صديق العمر
قالها أحمد ناظراً لكل منهما بقرف و إشمئزاز واضح
تركوه وحيداً مثلما كان .. لكنه الأن أكثر وحدة و كرهاً لذاته ..
- السلام عليكم
قالها أحمد بعدما رفع هاتفه ليتصل بمن يؤنسه بوحدته و يحبه .. أو يوهمه بالحب لفترة تمام العلاج
- و عليكم السلام أزيك يا أحمد
- الحمد لله أزيك أنتِ يا نور
- مالك ؟!
- مافيش أنا تمام ..
- متأكد
- أيوة
- أول مرة تكذب عليَّ
- عمري ما كذبت عليكِ
- لا كذبت .. دلوقتي
- عشان مهما قلت ماحدش هيفهمني

شيزوفرينيا SchizophreniaDonde viven las historias. Descúbrelo ahora