الفصل الخامس عشر

2K 150 0
                                    

- نور .. مالك
قالتها يمني بنظرة شك لنور التي بدي عليها التوتر و القلق
- مافيش يا ماما بس أنا عندي ميعاد و مش عايزة أفوته
- ميعاد مع مين
- آمم ... آه
- مع مريض نفسي يا ماما .. مهو أصل بنتك دي مجنونة
- قالتها ليلى بسرعة خاطفة قبل أن تبرر نور موقفها أمام والدتها مما جعل نور تنفجر غضباً و خجلاً في آن واحد
- ليلى بتتكلم بجد يا نور ولا بتخرف زي ما بتقولي لي كل مرة
- بتتكلم بجد
قالتها نور و هي مخفضة رأسها و حمرة الخجل قد أعتلت وجها الثلجي
- طب و ما قولتليش ليه
- خفت من ردة فعلك .. من يوم ما بابا الله يرحمه مات و أنتِ بالنسبة لنا أم و أب في نفس الوقت فماحبتش أشغل حضرتك و أشغل نفسي بحب زي ما كان كل زمايلي اللي ف سني بيحبوا و ركزت ف دراستي و شغلي بس يا ماما أنا بجد تعبت
- يا حبيبتي لو كنتي قولتي لي أنك بتحبي و الله ما كنت هعملك حاجة الحب عمره ما كان حرام بس مريض نفسي .. مريض نفسي يا نور
- مش أنتِ اللي كنتي بتقولي لنا مافيش ف الحب مستويات
- بس ماينفعش تحبي مريض نفسي و كمان أنتِ الدكتورة بتاعته أنتِ أتجنينتي .. و لعلمك مافيش نزول و المستشفى اللي أنتِ فيها دي تغيرها و تنقلي لمستشفى تانيه إن شالله تكون ف أخر الدنيا
قالتها يمني بغضب شديد لم تراه أي من فتياتها منذ نعومة أظافرهن
- حلو كده .. أستريحتي
قالتها نور بغضب و الدموع تتساقط من عينها السماوية كأمطار الشتاء
- أيه يا أختي القرف ده
قالتها ليلى و هي تلوح بيدها بعدم مبالة بما فعلته في والدتها و أختها و قامت متجهة إلى غرفة نومها كالملاك البرئ
أما نور فبقت وحيدة في غرفتها حبيسة دموعها التي تأبى التوقف كانت تود لو كانت والدتها تفهمها مثل أبيها أو لو كان أبيها موجود على ظهر الحياة مرة أخرى .. كانت تتمنى ألا يذهبا إلى تلك الرحلة السخيفة .. كانت تتمنى لو والدها أهتم بقيادته و تركها .. كانت تتمنى لو لم تأتي تلك العربة السخيفة لتصتدم بهما .. كانت تتمنى لو كانت هي المفقودة ..
و في أثناء أسترجاع نور شريط حياتها مع والدها سمعت طرقات خفيفة مع ذلك الصوت الذي طالما أحبته و خافته أيضاً
- نور .. أفتحي
قالتها يمني من خلف الباب مُنادية أبنتها التي زاد صوت نحيبها و وصل إلى غرفتها
بعدما سمعت نور ذلك النداء كفكفت دموعها بسرعة و قامت لتفتح الباب لوالدتها
- في حاجة يا ماما
قالتها نور بنظرة حزينة إلى والدتها التي قد رجعت إلى حالها الطبيعي الذي طالما أحبه الجميع
- ممكن أدخل
- أتفضلي
قالتها نور مفسحة المجال لوالدتها بالدخول .. أما عن يمني فقد شقت طريقها إلى أحد المقاعد الموجودة في غرفة نور
- بقالي كتير مادخلتش أوضتك
قالتها يمني و هي تنظر نظرة خاطفة على غرفة نور التي تغيرت كثيراً عن ما كانت به في السابق
- من أيام بابا و أنتِ مش بتدخلي
قالتها نور بتنهيدة حزن و هي تجلس على سريرها
- الله يرحمه .. نور .. أنا أسفة
- أنا اللي أسفة .. ماكنش مفروض أني أحب أصلاً .. كان مفروض أني أقفل ع قلبي طول العمر .. كان مفروض أني أعرف أن ماحدش هيحبني زي ما بابا كان بيحبني
- أنا كمان بحبك يا نور بس خايفة عليكي .. خايفة عليكي من الناس
- ناس .. حلوة أوي الناس دي .. أهم الناس دول جمهور محايد .. معاهم معاهم .. عليهم عليهم
- يا حبيبتي أنا خايفة عليكي هيقولوا أيه لو عرفوا أنك بتحبي مريض نفسي
- ماله المريض النفسي .. مهو بشر زيي و زيك .. بالعكس ده أقوى مننا .. المريض النفسي اللي مش عاجبك ده كان عنده القوة الكافية أنه يجيي و يقول أنا مريض نفسي .. مش زي بقيت الناس اللي بيبقوا عارفين أنهم مرضى بس خوفهم من الناس مخليهم ساكتين .. المريض النفسي ده قدوة ليا و ليكي و للبشر أجمعين
- كبرتي و بقيتي تعلى صوتك عليا يا نور
- بالحق مش بالباطل
- بس أنا أمك يبقى في شوية أحترام
- لما تكوني على حق يبقى أحترمك
أستقبلت نور بعد هذا الكلام الصريح صفعة قوية أدت إلى سقوط قرطها على الأرض و سقوط دمائها على وجهها
- أبوكي لما مات ماسبليش غير اللبس اللي عليا .. أشتغلت كل شغلانه في البلد دي لدرجة أنها وصلت بيا مربية عند ناس أكابر و كل ده عشان أكبركوا و أعمل منكم بني آدمين و ف الأخر تقوليلي لما تبقى على حق أبقى أحترمك .. يا خسارة تعبي فيكي يا نور .. يا خسارة
قالتها يمني و الدموع تتساقط منها كالسيل و يكاد وجهها ينفجر من كثرة الغضب .. حتى أنها لم تترك لنور وجه الأختيار أو حتى الإجابة عليها بما يليق و لكنها تركتها و الغضب يتطاير من عينها و أغلقت الباب بقوة مما أدى إلى كسر زجاجه
- أيه ده .. هو أيه اللي حصل


شيزوفرينيا SchizophreniaWhere stories live. Discover now