الفصل السادس عشر

2K 147 2
                                    

- أيه ده هو أيه اللي حصل
قالتها ليلى بدهشة بادية على وجهها نتيجة علو أصوات كلٌ من نور و يمني في المنزل بل و في كل الأرجاء
- و حياة أمك .. مش أنتي السبب .. مش أنتي اللي عملتي كده
- أنا ماعملتش حاجة يا نور .. بس لازم ماما تعرف كل كبيرة و صغيرة عنا مش هي اللي ربتنا
- إلا ف الحب .. إلا ف الحب يا ليلى .. أحنا أتفقنا المواضيع دي بينا و بين بعض ماما ماتعرفش حاجة عنه
قالتها نور بغضب و همس حتى لا تستمع إليها والدتها و تقوم تلك الحرب المعتادة بينهن
- ليه بس
- أنتي عارفة أن ماما مش عيزانا نحب عيزانا نتجوز صالوناتي زي ما هي أتجوزت
- طب ليه أنتي محرمة عليا أحب
- عشان أنتي بتدرسي يا حمارة يا بقرة يا جاموس بشرى .. مش عايزة حاجة تشغلك عن دراستك يا حيوانة
- خلاص خلاص إيه ده كله .. كل دي شتيمة
- ما أنتي مابتفهميش غير بالشتيمة
- أنا أسفة مش هفتن عليكي تاني .. صافي يا لبن
- حليب يا قشطة
و أخذت نور أختها الصغرى في عناق طويل ليتناسي كل منهم ما حدث ففي النهاية هم أخوة
- فاضل نص ساعة ع ميعادك ناوية تنزلي ولا ..
قالتها ليلى بشك لنور التي بدي عليها الحزن بسبب عدم مقابلتها لأحمد
- مش عارفة .. و مش هعرف هنزل أزاي و ماما موجودة
- بسيطة .. أشغل أنا ماما و تتسحبي أنتي و تنزلي
- زي زمان ..
- زي زمان
و علا ضحكهن المكان مما أدى إلى دخول يمني إليهن و علامات العجب تعتلي وجهها
- بتضحكوا .. يا برودكم
- هو الضحك كمان ممنوع
قالتها نور بإستنكار لوالدتها بدون أدنى خجل أو أحترام لكونها والدتها أو أكبر منها سناً
- أنتي ماتتكلميش خالص .. أنتي أصلاً عايزة تتربي من أول وجديد
- أنا أتربيت كويس .. أنا أتربيت على أيد أبويا مش على أيدك و مافيش أحسن من تربية أبويا
- ده لما يكون أبوكي
قالتها يمني بهمس و نظرة إستحقار لنور التي بدي عليها العجب و التوتر
- أنتي بتقولي أيه
قالتها ليلى بصدمة ليمني التي ظلت تلعن ذاتها على البوح بذلك السر الذي طالما أحتفظت به لنفسها
- نور مش أختك يا ليلى .. نور بنتي بس من أب تاني غير أبوكي ..
- أنا مش فاهمة حاجة
قالتها نور بهمس و هي تطلق العنان لدمعها ليسقط و يسقط معه كل همومها و شكواها
- قبل ما أتجوز أبو ليلى كنت متجوزة من راجل كنت بحبه أوي بس بعد سنتين من الجواز مات ف حادثة عربية و كنت ساعتها حامل فيكي يا نور .. بعد 6 شهور كنتي أتولدتي و ماكنتش عارفة هربيكي أزاي ولا فين عشان بعد وفاة أبوكي أخواته خدوا الشقة و خدوا ميراثه و رموني أنا و أنتي في الشارع .. أشتغلت كل الشغلنات اللي ممكن تتوقعيها لحد ما قدرت أدبر شوية فلوس و أجرت شقة و سكنت فيها .. و ف يوم من الأيام كنت شغالة ف مطعم ف صاحبه أعجب بيا و طلب أيدي
- صاحب المطعم ده كام بابا
قالتها ليلى بتساؤل لوالدتها التي ردت عليها بالإيماء الخفيف برأسها و أكملت ..
- ماحبيتش أكذب عليه و حكيتله القصة و مع ذلك كان لسه عايزني أتجوزنا و فضل يربيكي لحد ما بقى عندك 8 سنين و ف الوقت ده ربنا رزقنا بليلي حبيناها و أهتمينا بيها عمر ما بباكي فرق بينك و بين نور و كان بيحبوكوا زي بعض .. كنتوا أعظم حاجة عنده
تنهدت و أكملت
- بعد ما بباكوا مات .. حرصت ع أن السر ده يفضل معايا لحد ما أموت و ماحدش فيكم يعرفه .. عشان نور ماتستعرش أنها مش أختك من نفس الأب و لا أنتي تستعري من أن ليكي أخت من الأم بس يا ليلي
أستقبلت ليلى الكلام بالبكاء الحاد أما نور فأستقبلته بالضحك الخفيف ثم الهيستيري ..
- نووور .. يا نور أستني رايحة فين

شيزوفرينيا SchizophreniaWhere stories live. Discover now