الفصل السادس

3.2K 222 2
                                    

- أنتِ غريبه أوي !
قالها أحمد بعد فترة ليست بطويلة من الصمت و التفكير ليخرج بتلك الجملة التي فتحت عليه أبواب الجحيم الأبدي
- ليه يعني عشان بدلعك و بقولك يا أبوحميد .. ما أنا قولتلك أنا و أنت هنتكلم زي الأصحاب ع القهوة و مانعملش محسوبية بينا !
- مش .. مش قصدي بس أنتِ كنتي بتكلميني بأسلوب غريب أوي أمبارح و كأني جوز أمك !
- هههههههههههههه .. أنا بعمل كده مع كل اللي بيجوا عندي مش أنت بس .. عشان ماحدش يسوق العوق معايا و يعرف أني صعبة مش لقمة سهلة ف الزور ..
- برضو هتفضلي غريبة
قالها أحمد و مازالت دهشته علي وجهه و مازالت أيضاً تلك الأبتسامة مع القهقهه الخفيفة علي وجهها تلك ال''نور'' التي دخلت حياته دون سابق إنذار فقط تمضي قُدماً دون مانع لها لتتجه إلي قلبه لتجلس عليه مُتربعة مُرتدية تاج الأميرات علي رأسها لتقول أنا من ستجلس و لا أحد سيتجرأ علي فعلها بعدي
- أحمد أنت رحت فين يا أبني ؟!
قالتها نور منبهة ل''أحمد'' الذي قد أخذته أفكاره إلي المدي البعيد
- هاا .. أه أه ..
- هو أيه اللي أه ده أنت اللي زي كان مسافر ف حتة و لسه راجع بالسلامة لكوكب الأرض !
- عايز أتعالج بسرعة عشان أرجعلها قبل فوات الأوان ..
- هي مين !
- ياسمين ..
- أنت هتنقطني ما تقول كل حاجة ع طول و لا لازم أقولك سؤال و أنت تجاوب كده مش هينفع ده مش نظامي !
- أنا أسف ..
- أنا اللي أسفة .. أحكي ..
- ياسمين دي بنوتة كانت زميلتي ف الكلية كانت جميلة تمام البدر ف أكتماله الناس كلها كانت بتحبها و بتحب التقرب ليها .. و ف يوم كنت طالع أجري عشان أتأخرت ع محاضرتي و أنا عمال أجري زي الأهبل كده جت واحدة و خبطت فيا و وقعت حاجاتها كلها ماكنش ينفع أسيبها كده روحت شايل الحاجة و أنا برفع رأسي عشان أعتذر لقيتها هي بوشها الملائكي اللي حبيته طول عمري
- أنا أسف و الله أنا أسف جداً ماكنش قصدي أنا بس أتأخرت ع محاضرتي و كنت بجري زي المجنون أنا أسف - و لا يهمك محاصلش حاجة أنا اللي أسفة لأني كنت متأخرة برضو و كنت بجري زي المجنونة زيك
- يعني مش زعلانة ؟!
- لا خالص .. و ع العموم المحاضرة بتاعتي خلصت
و هشوف حد أنقل منه المحاضرة ..
- أنا أسف تاني ..
- يا عم و لا يهمك محاضرة تفوف و لا حد يموت
- هههههههههههههههه .. زي الفل
- قولي أنت ف كلية أيه
- هندسة قسم ميكانيكا
- و أنا كمان !
- أنتِ تبع الدكتور سيد أحمد ؟!
- هو أنت ف نفس المدرج بتاعي ؟!
- غريبة أنا عمري ما شفتك ..
- يمكن عشان أنا قاعده ورا ..
- أوبا المحاضرة التانية بدأت .. ع العموم أتشرفت بمعرفتك يا رب أشوفك تاني بس
- هههههههههههههههه .. أن شاء الله يلا سلام
- سلام
و مشيت و فعلاً أتقابلنا كتير و بقينا أصحاب و أكتر من الأخوات و بقينا نحكي لبعض عن كل حاجه لحد ما جيه يوم و قولت خلاص هعترفلها بمشاعري و يحصل اللي حصل و فعلاً أتقابلنا
- أيه يا عم في أيه .. أيه الموضوع المهم اللي أنت عايزني فيه ؟!
- ياسمين .. أنا بحبك ..
- بتحبني !! .. أمتي و أزاي ؟!
- من يوم ما شوفتك و أنتِ بتضحكي بتبتسمي كنت براقبك و بتمني أكون حد من اللي بيقفوا جنبك و بتضحكيلهم .. أنا بحبك و عايز أتجوزك كمان ..
- طب .. طب أديني فرصة أفكر ف الموضوع و أرد عليك
- تفكري ف الموضوع ؟! هو أنتِ مش بتحبيني !!
- مش عارفة يا أحمد و لو سمحت ماتتعبنيش أكتر من كده
و سابت المكان و سابتني أنا لحيرتي و سؤالي كل يوم نفس السؤال ''موافقة'' و هي ترد ''لسه بفكر'' و اليوم جر شهر و الشهر جر سنة و لسه السؤال بيتقال و لسه الجواب ماتغيرش .. زهقت و فاض بيا طلبت أقابلها مقابلة نحدد بيها هنكمل و لا هنسيب بعض و فعلاً أتقابلنا
- في أيه يا أحمد هيا شغلانة عندك ما تسبني ف حالي قولتلك بفكر بفكر أيه مابتفهمش !!
- ياسمين أنتِ ليه معلقاني لو مش عيزاني قوليلي ..
- مش عيزاك .. أنا مش عيزاك أرتحت عارف ليه عشان أنا مش عايزة أتجوز واحد الناس كلها عارفة أنه مريض نفسي أنت عايز تفضحني حتي لو أتعالجت هتفضل كلمة جوزك مجنون ترن ف دماغي سيبني بقي ..
قومت من ع التربيزه براحة و هي عمالة تنادي و كنت عمال أمشي عشان أخرج و مع كل خطوة بمشيها بنسي ذكري معاها لحد ما وقفت و بدأت ماحسسش بنفسي و بدأت الأصوات اللي حوليا تخف بالتدريج و النظر بيضعف و الخلفية بتسود لحد ما أسودت خالص ماحسيتش بنفسي إلا و أنا ف المستشفي و هي جنبي و الممرضة بتبصلي
- حمدالله ع السلامة يا بطل

شيزوفرينيا SchizophreniaWhere stories live. Discover now