الفصل الثامن

88.5K 2.8K 294
                                    


الفصل الثامن :

في منزل أوس بمنطقة المعادي ،،،،

تمطعت تقى في الفراش بذراعيها وهي تحاول النهوض بعد أن فتحت عينيها بتثاقل ..

لم تهتم بالهالات السوداء التي تشكلت أسفلهما ، ولا بالشحوب الدائم للون وجهها .. فما يهمها حقاً هو أن يمر يومها دون أن تضطر فيه للمواجهة الحاسمة مع من تبغضه ..

حركت رأسها للجانب لترتسم علامات الذعر على قسمات وجهها المتعب ..

حاولت أن تنطق بشفتيها ، فخرجت الكلمات مرتعشة :

-مـ... مين .. مين اللي فتح الباب ده ؟

انكمشت على نفسها ، وضمت ساقيها إلى صدرها ، وإلتصقت بالفراش وهي جاحظة العينين ، وأكملت بنبرة مذعورة :

-أنا .. أنا كنت قفلاه قبل ما أنام

إبتلعت لعابها المرير بصعوبة ، ونهضت بحذر من على الفراش لتختبيء خلف باب الغرفة ..

حاولت أن تختلس النظرات من الزاوية المختبئة بها ، ولكنها لم تتمكن من رؤية أي شيء ..

حبست أنفاسها مترقبة ، وأغمضت عينيها وتمتمت بخفوت بـ :

-أستر يا رب ..

كانت تخشى أن يكون أوس بالخـــارج ينتظرها لينفذ حكم إغتيال برائتها ، فحاولت أن تطرد تلك الوســـاوس من عقلها ، وتطمئن نفسها بأنه لا صحة لهذا ، وأنها قد غفلت بسبب الإنهاك دون أن تغلق الباب ..

عضت على شفتيها في حيرة ، وحانت منها إلتفاتة خفيفة من رأسها ناحية الوســـادة ، وإزداد إتساع مقلتيها حينما رأت طرف المفتاح يبرز من أسفلها ..

إنقبض قلبها ، وتسارعت دقاته .. وحدثت نفسها بخوف جلي :

-مش ممكن ، طب .. طب مين فتحه ؟

تنفست بعمق لتضبط نبضات قلبها - ففكرة وجدها بالقرب منه هو الفزع الحقيقي بالنسبة لها – وجاهدت لتستجمع شجاعتها الهاربة حتى تخرج من الغرفة وتتأكد من صحة شكوكها ...

ســـارت تقى على أطراف أصابعها نحو الخـــارج ، ونظرت حولها ببطء وبريبة وهي تتأمل الرواق داعية الله في نفسها أن يخيب ظنونها ..

تنفست الصعداء حينما وجدت المكان هادئاً كما تركته بالأمس .. وإعتدلت في وقفتها ، وســارت بخطوات واثقة نحو الصالة ..

لكن تعالت شهقتها وصرخت مذعورة حينما وجدته جالساً أمامها على الأريكة واضعاً ساقه فوق الأخـــرى :

-لألأ ..!

إعتلى ثغر أوس إبتسامة شيطانية وهو ينظر لها بتفحص مميت ، وتلذذ عجيب ، ثم نطق بمكر :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅Where stories live. Discover now