الفصـــل الثاني والثلاثون

86.5K 2.8K 589
                                    


الفصل الثاني والثلاثون :

في الجراج الملحق بمشفى الجندي الخــــاص ،،،،

جلس أوس خلف عجلة القيادة ، وعَدَل من وضعية المرآة الأمامية ليرى أثــار تلك الكدمات أسفل عينيه ، وكذلك بقايا خدوش قديمة على عنقه ، فزفر في ضيق ..

لقد استعاد في ذاكرته ما حدث معه بداخل غرفة العناية المركزة ، فصــر على أسنانه بغضب .. ثم إلتفت برأسه ناحية المقعد المجاور له ليرى قطرات الدم الجافة مطبوعة على الجلد .. فمد يده ليتحسسها بحذر .. نعم هي دمــاء تقى التي تركت أثارها لتذكره بجريمته البشعة معها ..

أغمض أوس جفنيه ، وأخــذ نفساً عميقاً حبسه في صدره لعل قلبه الثائر يهدأ قليلاً .. ثم زفره مرة واحدة ، ورفع رأسه للأعلى بعد أن فتح عينيه ، وحدث نفسه قائلاً بإصرار :

-هاوصلك يا تقى ، إنتي مراتي ، ومش هاسيبك للكلاب دول ياخدوكي مني ..!

فهو مـــازال رغم صلابته يعاني من الآلم والإنهـــاك .. فهو أمـــامه معركة حامية .. وعليه أن يستعد لها ..

فلو أراد إستعادة زوجته ، عليه أن يكون قــادراً على فعل هذا وهو بكامل قواه الجسمانية حتى لا يسقط مرة أخــرى ، ويفقدها للأبد ..

وضع أوس المفتاح في مكانه المخصص ، وأدار المحرك ، وبحذر شديد قـــاد السيارة نحو الخــــارج ...

أفســـح له رجـــال الأمن الطريق ليمر ، وتبادلوا نظرات الحيرة والفضول حوله .. ولكن لم يجرؤ أحــد على السؤال علناً ....

............................

في قصر عائلة الجندي ،،،،،

إنتفضت ناريمــــان مذعورة من على مقعدها الوثير بغرفتها على إثر صوت مهاب الصـــارخ وهو يدلف لداخل القصر ..

ثم نهضت عنه ، وســارت بخطوات حذرة خارج الغرفة ، واتجهت نحو الرواق ، ووقفت بجانب الدرج ، وتسائلت بإستغراب وهي تنظر نحوه :

-في ايه يا مهاب بتزعق كده ليه ؟

أجابها بصوت منفعل وهو يصعد عليه :

-يعني مش عارفة بأزعق ليه يا هانم

نظرت له ببرود وهي تجيبه بعدم إكتراث :

-لأ معرفش !

وقف قبالتها ، ورمقها بنظراته الساخطة قبل أن يتابع قائلاً بحدة :

-ماهو إنتي لو بتحسي ولا عندك دم كنتي عرفتي إيه اللي بيجرى من وراكي !

لم تعرف ناريمان ما الذي أصـــاب زوجها لكي تثور ثائرته بتلك الصورة الغير معقولة ، لذا سألته بحيرة بادية على قسمات وجهها :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅Where stories live. Discover now