الفصل الســـابع والثلاثون

86.1K 2.8K 1.4K
                                    

الفصل السابع والثلاثون :

وقعت عيني ناريمان على من لم تتوقع أن تراها يوماً في حياتها ..

تلعثم وهي تتحدث أمـــام الحضور ، وبدت كمـــا لو رأت شبحاً أمامها وتلاشت إبتسامتها تماماً .. ولم تحيد بنظراتها عنها ..

في حين إكتفت تهاني بالنظر بسخط إليها لتستوعب هي الأخــرى تلك المفاجأة الصادمة ..

كذلك مـــر ببالها شريط ذكريات عمرها بأكمله ..

فتلك التي تسمي نفسها بسيدة المجتمع الراقي ما هي إلا أفعى خبيثة سعت لتدميرها هي وطليقها السابق ..

حاولت ناريمان أن تسيطر على زمـــام الأمــور ، وتبدو هادئة وهي تتحدث ، ولكن الإضطراب الذي اعتراها فجـــأة لفت إنتباه الحاضرين ..

ابتلعت ريقها بتوتر وهي تتابع قائلة :

-و..آآ.. وكل حاجة آآ.. هتلاقوها مـ.. موجودة في الـ ... في الفيديو قدامكم

أفاقت تهاني من حالة الذهـــول المسيطرة عليها ، وعادت إلى رشدها ..

لقد آن الآوان لتعيد لم شمل أسرتها ، وتأخذ بقوة ما أغتصب منها عنوة ..

تجهم وجهها ، وتبدلت تعابيره للإصرار والقوة ، وبدأت تتحرك للأمـــام نحو عدوتها ..

تجمدت الدمــــاء في عروق ناريمان ، وهربت الكلمات من على طرف لسانها وهي ترى شبح الماضي المتمثل في تهاني مقبل عليها ..

لذا دون تردد تركت المنصة ، وهرعت مبتعدة عن الجميع مما أحدث حالة من الهرج بين الجالسين والمتابعين لها ..

وتسائلوا عن سبب ذهابها .. فإعتلت هياتم المنصة بدلاً منها ، وبدأت في التحدث محاولة جذب إنتباه الجميع مرة أخرى بعد حالة الفوضى المؤقتة التي حدثت ...

كانت ناريمان تبدو كالمذعـــورة وهي تسير بخطوات أقرب للركض ،وتعثرت لأكثر من مرة وهي تحـــاول الفرار ، وإصطدمت بعدة أشخاص في طريقها ، ولم تعتذر لهم .. فقد كان هدفها الأساسي هو الإختفاء عن أنظـــار تهاني التي تابعتها بأعين كالصقر وحاولت اللحاق بها وإمساكها ..

وبالفعل نجحت في هذا ..

وقبضت على ذراع ناريمان ، وتشبثت بها قائلة بصوت مرتفع يحمل المرارة والآسى:

-بتهربي مني ليه يا ناريمان ؟

حاولت ناريمان أن تنفض ذراعها بقوة لتتخلص من قبضتها وهي تصرخ بخوف :

-ابعدي عني ، سبيني !

غرزت تهاني أظافرها في ذراعها محدثة خدوشاً به وهي تقول بإصرار :

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅Where stories live. Discover now