الفصل الســــابع والعشرون

85.8K 2.7K 1K
                                    

الفصل السابع والعشرون :

◘◘◘ تنفس الصغير أوس الصعداء لرحيلهما ، وإرتخت عضلات جسده الهزيل ، وسأل نفسه بخوف :

-ليه بتعمل معايا كده ؟ ليه أنا ؟

وبدأت العبرات تتسرب من عينيه ، وكور قبضته بغل وضرب بها الأرضية الصلبة باكياً بحنق :

-مش عاوز أعيش معاه ، أنا بأكرهه ، بأكرهه ، ليه بتسبيني لوحدي يا مامي معاه ، ليه ؟! ..... ◘◘◘

......................

في مشفى الجندي الخـــاص ،،،

فتح أوس عينيه المغرورقتين بالعبرات ، ونظر إلى تقى بحسرة كبيرة ..

سكونها المريب يذبحــه بقسوة ، أنفاسها الضعيفة تجلده بلا رحمــة ..

أخذ نفساً عميقاً ، وزفره ببطء ليتابع قائلاً بمرارة أشد :

-كنت بأموت في اليوم ألف مرة بسببه يا تقى ، كان نفسي أكون قــادر عليه وقتها ، بس كنت عاجز قدامه ، مشلول مش قادر أعمل حاجة !

أخــذ نفساً عميقاً وحبسه داخل صدره ، وأردف بصوت متشنج :

-أنا لحد الوقتي بأحس بكل حاجة عملها فيا ، ولما بأشوفه قصــادي بقى نفسي أخنقه بإيدي لحد ما روحه تطلع ، بس بأحس إني عاجز قدامه ، مش قــادر أعمله حاجة !

صمت للحظة ، وأخفض عينيه وهو يكمل قائلاً بخفوت يحمل الإنكســـار :

-ببان قدامه إني قوي ومحدش يقدر عليا ، بس .. بس أنا من جوايا آآ... جــ.. جبان ، بترعش منه ، ماهو اللي حصلي منه مش قليل يا تقى !!

إبتلع ريقه بتوتر شديد ، وتلاحقت أنفاسه وهو يضيف :

-أنا كنت زيك كده .. ضعيف مكسور ، عمر حد ما كان هيصدقني لو قولت حاجة ، هو قدامهم كان ليه جبروت ،و هيبة ، وأنا .. أنا محدش هيدافع عني قصاده !

إختنق صوته أكثر وأردف ببكاء :

-عـــارفة يا تقى أنا شوفت فيكي نفسي ، شوفت ضعفي جواكي ، حسيت بعجزي معاكي !

زاد نحيبه وهو يقول :

-أنا خوفت منك لما لاقيتك قصـــادي ، حسيت إني بقيت مكشوف ، الكل هيعرف اللي حصلي !

مســح أوس بأنامله عبراته المنسابة على وجنتيه ، وأخــذ نفساً عميقاً ، وظل صامتاً لعدة دقائق ..

أغمض عينيه .. وتنهد بصوت مكتوم ..

ثم أطرق رأسه في خزي وهو يتابع قائلاً بصوت مختنق :

-كنت بســأل نفسي مليون مرة ليه بيعمل معايا أنا بالذات كده ؟ ليه بيتبسط لما يلاقيني قصاده عاجز ؟ كنت فاكر إني لو قولت لأمي هتحميني منه ، بس هي وقت ما بتكون في حضنه بتنسى كل حاجة إلا عنفه معاها !

ذئاب لا تغفر ©️ - الجزء الثاني ( ذئاب لا تعرف الحب ) ✅Where stories live. Discover now