الفصل الثاني.

4K 276 137
                                    

وجهة نظر ديلان

إستقلينا انا و شون و ويليام سيارة شون ليذهب بنا لتلك المدينة التي يتحدث عنها .. هيوستن.

كنت أحدق بالشوارع لاول مرة ، اشعر بانني غريب عن هنا ، و كانني وُلدت لتوي ، شعور اعتدت عليه منذ فقدت ذاكرتي .

وصلنا لمنزل بسيط بمدينة هيوستن على حسب حديث شون ، ترجلت من السيارة و نظرت للمنزل بهدوء ، قلق من اكون عبئا عليهم ، انا لست من تلك العائلة ، و لكنني محتجز بين كوني لا اريد ان اكون عبئا عليهم .. و كوني لا املك احد ليخبرني كيف اتعايش مع حالتي .

فتح شون باب المنزل و دلفنا للداخل لأجد سيدة تبدو كبيرة في السن ، في العقد الرابع من عمرها ، أتت نحونا بابتسامة و نظرت لي بتساؤل ..

" امي هذا ديلان .. صديقي الذي حدثتكِ عنه " قال شون لتبتسم والدته بحنان ناظرة لي وفهمتُ من حديثه انه اخبرها بما حدث لي .

" هل أصبحت أفضل الآن ؟" سألتني والدته باهتمام لأبتسم بهدوء و أُومئ لها .. مازلت متعبا في الحقيقة ، رأسي مازال يؤلمني كلما حاولت تذكر شئ ، فكما قال الطبيب انا لست مستعداً لإحتمال أي ضغط.

" اجل ، اشكركِ " قلت لتقابلني بابتسامة قبل ان تقول هي موجهة حديثها لشون : خُذه لغرفتك ليرتاح .. و ساكون قد حضرت الغداء ..

" حسناً " قال شون لينظر لي بمعني ان اتبعه ، تبعته بالفعل و سرنا متجهين لتلك الغرفة .

دلف شون إليها و فتح النافذة بينما دلفتُ خلفه ، كانت غرفة واسعة و بها سريرين و خزانة ملابس ، و كان هناك مكتب يتوسط احد الجدران الاربعة .

" سأكون معك بنفس الغرفة ، تعلم كانت غرفتي انا و أخي " قال شون لأنظر له سائلا : لديك أخ أكبر منك ؟

و جدته يستند على النافذة بيداه تاركاُ الهواء يعبر منها مصتدماً بوجهه و هو يجيب : كان أصغر مني ، و لكنه مرض مرضا صعبا و ..فقدناه .

صمتت ، لم أعلم ماذا أقول ، حمحمت بإحراج قائلا : أعتذر لتذكيرك بهذا .

" لا بأس ، لدي أخت صغيرة كذالك " قال بينما يلتفت لي بإبتسامة ، ثم أشار على صورة بإطار موضوعة على ذالك المكتب الخشبي ، الذي كان بجانبي حينها .

نظرت للصورة التي كان بها شون بعمر أصغر قليلاً ، و طفلة صغيرة لم تتعدى الأربع أعوام من عمرها ، و كان برفقتهما فتى آخر خمنت أنه ربما يكون شقيقهما المتوفي.
ابتسمت بخفه و خطر بتفكيري سؤال ما .. هل لدي إخوة ؟ تُرى ماذا قد يكون شكلهم ؟ يشبهونني ؟
قهقهت على حماقة أفكاري ، لاحظت منذ فترة انني معجب بشكلي على ما اظن ..معتوه

ثالِـث خَـطيـئة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن