مر يوم .. اثنان و ثلاثة ، و مازلنا في نفس المكان ، لا شئ جديد ، فقط إجبارهم له على إخبارهم بشئ هو لا يعرفه حتى.
لا أحد يصدقه..
أُحاول مساعدته و لكن لا أحد منهم يسمعني ، كلانا يشعر بالعجز لأنه لا يستطيع مساعدة الآخر .
كنت أراقبه واقفا بجانبي بينما أنا جالسة ، يستند على الحائط بعدم راحة ، ذراعيه معقودان أمام صدره أما عينيه العسليتين تجوبان الفراغ بشرود ، عقلي مشتت و لا أستطيع التفكير في خطة تضمن خروجنا سالمَين من هنا ، عقلي ينسج خططاً مليئة بالقتل و أظن أننا إذا أصبنا احدهم بخدش سيقتلوننا .
هم لا يريدون فدية حتى ، هم يريدون ديلان و الأوراق التي لا أعلم محتواها ، لظنهم بأنه زين ،ولكن ماذا فعل زين لهم ؟ و ما تلك الأوراق ؟ لا أذكر أنه حدثني قبلاً عنهم أو عنها ، هو .. هو كان يخبرني بكل شئ.
تنهدت حينما عدت للحيرة و نقطة البداية مجدداً ، أتساءل ما الذي جعل زين يتورط معهم .
للحظة خطرت ببالي فكرة لأنظر لديلان و هناك ابتسامة بلهاء مرتسمة على شفتاي : هاي وجدتها ..
" وجدتي ماذا ؟!" سأل بدهشة لأقلب عيناي على غباءه ، هو لم يكن يفكر في خطة كما يبدو " بالطبع وجدت خطة .."
نظر لي من الأعلى و استقام بوقفته منتظراً أن أخبره ، عقدت حاجباي باستغراب " اجلس " همست مشيرة على الأرض بجانبي ، تحرك هو بارتباك بادِ و جلس بجانبي تاركاً مساحة لا بأس بها ، هو غير معتاد علي ، يضع الحواجز بيننا و أنا ءكره هذا ، علي إصلاح الأمر فيما بعد .
رسمت ابتسامة فخر و أنا أخفض صوتي " سنتظاهر بأنني مصابة بضيق في التنفس ، و أنني أختنق ، و ستصيح أنت لهم بأن يفتحوا الباب لتنقذني ، ثم -.."
لم أكمل سرد خطتي لأنه اوقفني سريعا " لحظة لحظة توقفي ، لا تكملي ، ستحتاجين لأنفاسك التي تستنزفينها في سرد تلك الخطة عندما سنهرب منهم "عقدت حاجباي بعدم فهم لما يريد قوله ، و لكنه يتحدث بحذر و يسخر مني في نفس الوقت ، على ما أظن يسخر مني !.
" هل تسخر من خطتي ؟" تساءلت رافعة حاجبي الأيمن قبل أن أُهمهم ممثلة اليأس " و كأنك باستطاعتك إيجاد خطة أفضل " قلت بينم أسحب خصلات شعري البنية للخلف بعيدا عن كتفاي.
نظر لي بهدوء و بدا أنه سينفجر لذا استعددت لهذا ، و لكن صوته خرج هادئا عكس نظرته الجامدة " أرجوكِ نحن في ورطة حقيقية و لسنا في فيلم سينيمائي ، أنا لن اقوم بهذا " حسم قراره لأقلب عيناي زافرة الهواء بملل و نظرت أمامي دون رد ، من يظن نفسه هذا المتكبر ، أُراهن أنه لن يجد خطة أفضل من خطتي .
أنت تقرأ
ثالِـث خَـطيـئة.
Fanfiction" ليسَ العيبُ في أن تُخطئ ، بَلِ العيبُ كامنٌ في أن تُكَرِّر نفسَ خطأِك ، و اعلم أنه لا يوجَد خطأ لا يُغتفَر " جُملة قالها لي ذاتَ يَوم ، و لَكنني لَم أُدرِك معناها سِوى الآن .. تلك ثالِثُ خَطيئة لي تسبَّبَت في بدايةِ كُلِّ شَئ ، و هَذِهِ فُرصَتي لإ...