12

945 114 18
                                    


مازالت رينا كانت غاضبة بشأن هذا الإتصال المفاجئ، وقد حكت هذا لروزيتا وهي في كامل الصدمة، ورغم هذا في اليوم التالي بعدما قررت بأنها لن تذهب للعمل ثانيةً، روزيتا اخبرتها بأنها يجب ان تعلم سبب هذا الإتصال، ربما كان لديه مشكلة
وافقت رينا بأن تذهب الى سوبلايم وتسأله.

ظلت رينا تتفحص اخبار إس إتش او شاروخ، ولم تجد منه تغريدة للأن، ففكرت رينا مجدداً في كلام روزيتا، ربما كان في مشكلة!

"الحساب سيدتي"افاق تفكيرها صوت السائق، لتخرج هي المال من حقيبتها واعطته له، قائلة:
"شكراً لكَ"
ترجلت من السيارة ناظرة الى الإستوديو بتمعن وكأنها لأول مرة تراه، ثم دخلت اليه

ظلت تسير بالرواق وهي تلقي التحية على الجميع وبعضهم كانوا ينظرون اليها بغرابة ويتمتمون بكلام غير مسموع
وهي مستمرة بالمشي وتحاول استجماع قوتها والسيطرة على غضبها حين تقابل شارو، اوقفها احدهم فجأة قائل:
"رينا، صحيح؟"

"ن-نعم انا رينا" ردت بتوتر وشدت على مسك حقيبتها بعدما اكتشفت انه منظم الاغاني الذي جعلها تنهض من على الكرسي.
"اوه، هل إس إتش عاد اذاً"سألها مبتهج قليلاً، لتعقد حاجبيها هي بعدم فهم
"لم افهم، كيف عاد، ألم يأتي للآن؟" اجابته ثم سألت في المقابل بعدم فهم اي شيء

"ألم يعد من دلهي؟ اذاً لماذا اتيتِ اذا كنتِ لا تعلمين"سأل بغرابة وهو يحدق بوجهها
"دلهي؟"قالت بصدمة ثم اكملت غير مصدقة واعصابها مشدودة:
"شاروخ كان في دلهي؟ منذ متى؟"

"والدته كانت مريضة وسافر لها الى دلهي ليلة الأمس."اجابها بشيء من الحزن، ثم اضاف ساخراً قليلاً وهو ينصرف:
"كيف لم تعلمين وانتِ المساعدة الخاصة به؟"

بينما هي كانت في حالة صدمة وصمت فجأة، أهذا يعني بأن كلام روزيتا صحيح؟ الآن فقط، الآن فقط ندمت على كل كلمة جارحة قالتها عليه ليلة الأمس، لكن ايضًا كان يتوجب عليه التبرير ولا ليغلق الخط فجأة هكذا، لكن من سيكون لديه القدرة على التبرير وامه مريضه؟ هي تعلم كيف يكون شعور هكذا!

عادت الى تركيزها ثم خرجت من الإستوديو بسرعة وظلت واقفة امام المبنى، فسحبت هاتفها واتصلت به لكنه مغلق! حاولت عشر مرات ولكنه مغلق ايضاً
"يا الهي"قالت بقلق عليه والقليل من الدموع تحت عينيها، ثم سحبت شعرها الى الوراء بسبب ارتطام الهواء به
استقلت سيارة اجرة وعادت الى المنزل ومازال تفكيرها به يقتلها كالسكين بقوة

"اعتقد بأن كلامك كان صحيحاً"قال رينا بحزن شديد وهي ترمي مفتاح المنزل جانباً
"ماذا؟"قالت رينا غير مصدقة بإندهاش، ونهضت من فوق الأريكة مقتربة منها
"والدته مريضة.."بدأت تقول وارتمت على الأريكة براحة وجلست روزيتا بجانبها، ثم اكملت هي:
"فسافر لها الى دلهي ليلة الأمس"

"هذا حزين"تمتمت روزيتا بإستياء، ثم صمتوا لمدة وقطعته روزيتا مجدداً
"رينا اذهبي له"
اعتدلت رينا فجأة من فوق الأريكة قائلة بسخرية:
"ماذا؟ ماذا قلتِ؟"
"اعني..يجب ان تكوني معه في ذلك الوقت، أليس كذلك؟"وضّحت روزيتا بفهم، لكنها اوقفتها رينا قائلة بحدة:
"روزيتا، روزيتا، روزيتا، عن ماذا تتحدثين، اتحسبين بأنني هكذا، وحتى ان ذهبت.. عندما ادخل لهما ماذا سأقول؟ من انا اصلاً."

صمتت روزيتا فجأة، ثم اضافت رينا بغضب وهي تنهض من فوق الأريكة:
"هاتفه مغلق، وحتى لم يوضح لي شيئاً وجعلني مصدومة به، ولم اعلم حتى ان كان لديه ام او اب، وبعد كل هذا تقولين لي بأن اذهب له ياللـعجب"

مرّت لحظة واحدة من الصمت
واذ قطعتها روزيتا بضرب الطاولة امامها
لتنتفض رينا والتفتت تنظر لروزيتا التي اصبحت غاضبة بقوة

"هذه مشكلتك لأنك لم تسأليه، لكن حبك له جعلك تنسين كل هذه، والآن فقط تتحدثين عنه بالسوء"قالت روزيتا بحنق وقد شددت على كلامها بجدية.

لم تعطي رينا فرصة للتحدث التي اصبحت منصدمة لأنها لم ترى روزيتا بهذا الغضب ابدًا، ثم اردفت قائلة بنفس الغضب:
"انتِ فقط تفكرين في ذاتك وفي مزاجك، لا تشعرين به، لا تريدين ان تكوني بجانبه وقت الشدة، وتلومينه!!ُ"
كان كلام روزيتا كالصفعة على وجه رينا التي لم تعد قادرة على التحدث وانهمرت دموعها بقوة، كان فعلاً كصفعة قوية لها.

كادت ان تذهب روزيتا لكنها توقفت مكانها ، لان رينا اردفت بين دموعها:
"لستُ مجبرة، اذا فعلت ذلك من سيفعل لي اذاً، ام انا فقط الوحيدة التي يجب عليها الشعور بالأخرين؟"

"توقفي عن كلمه أخرين، وكفى كذب على قلبك، انه يفعل لكِ الكثير واختارك انتِ من بين جميع الفتيات، اختارك انتِ لتكوني معه في عمله، اختارك انتِ وسحب رقم هاتفك ليراسلك، ألم تشعري بهذا ايضاً؟ اكل هذا تغير لأن والدته مرضت وذهب هو لها، هل هذا بالنسبة لكِ جريمة؟"جادلت روزيتا بغضب وقد بدت دموعها تنزرف على وجنتيها، ثم تركت المنزل ورحلت

من بعد رحيلها وغطت هي في بكاء قوي جعل عينيها تتورمان، الآن فقط علمت بأنها انانية وانهزامية كثيراً من بعد كلام روزيتا الذي كأنه خرج من قلبها بقوة

لتلك العينين اغني  Where stories live. Discover now