الفصل الأول ( الخديعة )

499 38 83
                                    

يقبّل شفتيها الحمراوتين  ذاك الرجل الذي يرتدي زياً رسمياً وقبعةً سوداء مدورة وهي ضائعة بما حصل تلك اللحظة،لتمسكه من معطفه الأسود ذو القماش الخشن.
تلجُ سكّين حادة ظهرها نحو القلب مباشرةً.
جريمة قتل بسيطة...وخديعة.

يقف الرجل وهو مبتعداً عن شفتيها ويمسك بحقيبتها مخرجاً كل ما هو ثمين.
ليرى مفتاحاً ذهبياً صغيراً،فيقول بابتسامة: ثروة.

كان رجلاً يملكن من العمر تقريباً خسمة وثلاثين عاماً.
يبدأ بالنظر يمنة ويسرى حتى ابتسم لإحدى لوحات الجدار.
الأمر بديهي،خلفها يوجد خزنةً لنقودٍ أو مجوهرات.
تمر عدة دقائق حتى بدأ يسمع صوت سيارات الشرطة.

كان قد جمع كل ما يريده بزاوية بشرفة الشقّة التي تطل على الشارع.

الشقة بالطابق السادس،يسارع أحد رجال الشرطة أولاً.
يركض خلفه شرطي آخر ،لكن أحدهما استقلّ المصعد والآخر استخدم السلالم.
يصل الشرطي الذي استقلّ المصعد،وما إن فتح الباب،كان له ذاك الرجل ذو الزي الرسمي بالمرصاد، فقد رمى قبعته المدوّرة على وجه الشرطي ومن ثم يركله مباشرةً على منطقته الحسّاسة جاعلاً إياه يجثو على ركبتيه من الألم، ليزيل القبّعة ويُدْخِل مسدساً أسود بفمه،ويطلق قاتلاً إيّاه.
كان مسدساً عليه جمجمة سوداء على جانبه الأيمن.
وكأنّه صُنِعَ خصّيصاً له ولا يوجَدُ غيره.
فيمسك به من قميصه ويسحبه للداخل.
أما بالأسفل كان رجلاً يخرج من سيارة شرطة ثانية ويركض مسرعاً لأعلى ويصيح لشرطي كان خلفه: ابقى هنا.
كان رجلاً يملك شعراً أبيض وله عينان زرقاء ويرتدي زياً رسمياً أبيض وربطة عنق سماوية.
وبذاك الوقت،كان الشرطي الذي استقل السلالم قد وصل للشقّة، فيرى الإمرأة التي قتلها صاحب الزي الرسمي،وفوقها مستلقي رجل الشرطة الآخر،والإثنان مقتولان طبعاً.

فينظر الشرطي للفراش ليرى الرجل صاحب الزي الرسمي مستلقيٍ وتبدي ملامحه الخوف والفزع وهو يقول: زوجتي،زوجتي.

ليقول الشرطي: لا تخف لا تخف سيصل المفتش بيتر قريباً،ابقى مكانك.

فيومي صاحب الزي الرسمي بالموافقة وهو بفزعه ذاك
يخرج الشرطي وهو ينظر بالممرات،فيفكر بعقله ويقول: يرتدي مثل ذاك الزي الرسمي للنوم!
ياحسرتاه على روحِكَ أيها الشرطي الغبي.
يفتح الشرطي عيناه من الصدمة ويقول : إنّه الخدي، لكن كان ذاك الرجل قد صار خلفه وإذ يطلق بمسدسه ذاك عند قلبه مباشرةً
ويقول: إلى اللقاء يابيتر.
فيذهب صاحب الزي الرسمي نحو الشرفة ويمسك بكيس المسروقات،ليمسك بحبل مربوط عند درباز الشرفة، ثم يرميه ،و ينزل عبره بسرعة فوق الشرطي الذي كان ينتظر أمر بيتر له.
لم يقتله لكن أعاق حركته لمدة.

وبتلك اللحظة كان بيتر صاحب الشعر الأبيض قد وصل للطابق السادس فيرى صاحبه ميت بالأرض،لكنه يتركه ويقفز من فوقه موقفاً مشاعره لأن الوقت ليس مناسباً بتاتاً ليدخل للمنزل وإذ به يرى الإمرأة ورجل الشرطة الذي فوقها.
فنظر يميناً ويساراً ليلحظ الحبل المربوط بالدرباز ثم يركض للخارج وينظر لأسفل،فيرى الرجل صاحب الزي الرسمي يركب بسيارة الشرطة ويرفع يده موجهاً المسدس نحو بيتر،ويطلق،فتخرج الرصاصة بقوة وتخدش وجنته أسفل عينه اليمنى وتستمر الرصاصة نحو السماء.

الخديعة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن