الفصل الثاني عشر ( إنقاذ أخير أو موت أخير)

44 9 2
                                    

يقف جورا ماسحًا على شعر روزا ليقول: شكرًا لكِ ياوردتي.
روزا بارتباك وهي تمسك يديها: أرجوك لا تذهب لمكان، اجلس وارتاح.
جورا بانزعاج: هناك مَن أنقذني محبوسًا بين أيديهم.
هل تقبلين بوضع خطّةٍ أخيرة لي؟
يخرج هاتفه النقال ليفتح برنامجًا ما وكان عبارة عن خريطة حيّة، وتؤشّر على مكان ما.
جورا مغلقًا هاتفه: إنّه بالسجن الأكثر رهبةً له.
ثم يقول بنفسه: السجن الذي كان فيه وهو صغير.

أمّا في مشفى ما، وداخل غرفة تملك الرقم 77 كان بيتر مستلقٍ على سرير ويده حتّى كتفه ملفوفة بضمادات بيضاء.
وساقه المصابة أيضًا.
يفتح عيناه ليرى امرأةً شقراء تبكي أمامه وممسكةً بيده.
الجميع يمتلك الحب، الجميع يمتلك الصداقة، والجميع يمتلك عائلة.
-مالذي تفعلينه هنا ياكارلا.
قالها بصوتٍ ثقيل غير قادر على التنفس بالشكل الصحيح.
كارلا وبكاؤها لا يكاد يتوقف: ألم يكن هذا كافيًا.
ثم تكمل بين شهقاتها: انظر لحالك يا بيتي، انظر.
يرفع بيتر آنذاك ذراعه لتنساب كارلا لصدره ثم يحضنها.
من المعيب أن أجعل جمالًا كهذا يبكي، لكنّي، بعدما وصلت لهذه النقطة.
وإذ بهاتف بيتر يرن لتقف كارلا كردة فعل.
بيتر: أحضريه.
تذهب كارلا وتعطه إيّاه ثمّ يفتحه ليسمع.
كان بيتر آنذاك يبتسم بطريقة غريبة ثم يقول: وأخيرًا هناك ما سيجذبه كالأحمق.
كان الصباح على وشك البدء.
والمدينة بأكملها صاخبة، أصوات سياراتِ الشرطة بكل مكان.
يبدو أنّ جورا لن يستطيع العمل هنا مرةً أخرى.
كان بيتر في المشفى وجورا قد استقل المجارير مرةً أخرى لتفادي الشرطة، إللا أنّ الشرطة كانوا بالمجارير أيضًا.
لكن جورا لم يعطي لهم بالًا وصار يهرب من الدوريات فقط.
أمّا الملاك الخضراء وروزا فكانتا ماتزالان في المنزل.
وعلى سطحٍ ما كانت شادو تحاول الإتصال بجورا يائسة ومنزعجة لتقول: أرجوك، ردّ علي.
إننا سنقع بفخّهم، أرجوكَ أيّها القائد.
ترتدي روزا معطفها وبجانبها الملاك الخضراء ومعهم ابنة روزا وجورا لتقول الملاك: إلى أين نحن ذاهبون؟
روزا وهي تخفي داخل معطفها مسدسًا صغيرًا: نحن ذاهبين ليفي جورا بوعده لكِ.
تفتح الملاك الخضراء عيناها بصدمة.
أمّا في سجنٍ ما كان جورا قد رمى رجل شرطة بركلةٍ ويقول بابتسامة: وها أنا هنا أنقذك كرةً أخرى.
ثم ينظر للسجن الفارغ.
يُصدم جورا ويلاحظ بتلك اللحظة معطف جوزي الملقى على الأرض.
وإذ برجال الشرطة ويتقدّمهم رئيس بيتر قد سدّوا له طريق الهروب، أما الجهة الأخرى فكانت مسدودة بجدار، نهاية الحِيَل.
الرئيس: وأخيرًا استطعنا إمساكك.
يلحظ جورا مفتاح الزنزانة، التي ملقى بها معطف جوزي معلقًا بمكانه ليفتح الزنزانة ويغلقها عليه ثم يقفل الباب ويضعه بجيبه ثم يتراجع للخلف قائلًا: أعلم أنّكم تحتاجونني حيًّا.
أيًا منكم، حاولوا فتح الزنزانة أو الإقتراب منها وسأطلق عليه مباشرةً.
الرئيس بانزعاج مخرجًا "تشيه" من فمه ليقول: لقد حبس نفسه كي لا نمسك به.

أمّا جوزي فكان يتعرّض للتعذيب بالكامل بأحد السجون الأخرى.
لكن الكثير من الرجال يحاوطون ذاك السجن.
كانوا يرتدون أزياء رسمية أغلبهم، ثم تبدأ المداهمة.
لم تمض دقائق وكان جوزي بينهم يتم علاجه ليقول: لقد تأخرتم يارفاق.
فيقول أحدهم: إنّ الخديعة مسجون.
جوزي بصدمة: ماذا!
كيف؟
فتظهر شادو من بينهم قائلةً: لقد أخذو معطفك الذي به جهاز التعقب كطعم له.
الجيد بالأمر أننا جميعًا قد اجتمعنا.
أمّا السيئ، فهو أنّ قوات الدفاع المدني مع المدرعات تقطع أغلب طرق المدينة.
وأولها الطرق التي تؤدّي لذاك السجن.
جوزي: سنتسلل.
فيقول أحدهم: عددنا كبير وسيلحظون.
جوزي بغضبٍ عارم: مالذي سنفعله إذًا؟
شادو: خمسة منّا يكفي لندخل السجن.
أمّا الباقين منّا سيجعلم يخدعون باتّخاذ طريق آخر.
جوزي: كونوا حذرين.
إن خسرنا هذه المعركة سنخسر الشيئ الذي حيينا من أجله طيلة هذه السنوات.

بالفعل.
جميعهم قد تمّ إنقاذه من قبل جورا.
جميعهم بلا استثناء.
لَم ينفكّ عن مساعدة أيّ أحد يراه بحاجة.
وهذا ماجعله يملك رجالًا أشدّاء مخلصين مثله.
إنّه الحب.
من الجهة الأخرى كانت كل من روزا وابنتها والملاك قد دخلن المشفى.
تطلب الموظّفة أوراق الملاك لتعطيها أيّاها مع هويّة مكتوب عليها اسم لارا وليست هويةً حقيقية.
تسير الإجراءات بسلاسة وتدخل الملاك لغرفة العمليات وهي متوتّرة لتقول: جورا.
أمّا روزا فكانت ترتجف خائفة.
تذكر وقت خروج جورا من المنزل ليقول لها آنذاك: خذي النقود وخذيها للمشفى.
وإن لم أعد اليوم، أعطِها هذا.
ثمّ يسلّمها صندوقًا صغيرًا.
ليقول: لا تفتحيه.
تبدأ العملية، الكثير من الأطبّاء حذرين، الممرضين خلفهم مستعدين لأي أمر.

ومن الجهة الأخرى كانوا رجال جورا مسرعين بسياراتهم لجذب انتباه أغلب الشرطة لهم.
دامت المطاردة أغلب اليوم.
أمّا الخمسة الذين يتسللون قد دخلوا للسجن الفارغ بالكامل.
حتّى أنه لم يوجد مساجين.
وإذ ببوابة السجن الرئيسية تغلق عليهم.
جوزي بصدمة: لقد حبسنا.
تركض شادو لتركل البوابة لكن لا أمل.
فتقول منزعجة: لقد أخذوا الخديعة لمكان ما.
فيقول أحد الشرطة من الخارج: لقد أخذه المحقق بيتر ليحقق معه.
ومن ثم. ستحين نهايته.
يركل جوزي الجدار منزعجًا ليقول: لقد خُدِعنا.

قبل مدّة.
وصل بيتر يعرج للسجن ثم يقول: لم أراك بهذه الطريقة المذرية طوال حياتي، أيّها الخديعة.
جورا وابتسامته لم تفارق محياه: وأضمنُ لكَ أنّها الأخيرة.
بيتر: مارأيكَ بأن نلعب؟
سأخرجُكَ مِن هنا للمكان الذي تريده، بشرط أن تجاوبني على أسئلتي.
وبدون أسلحة.
كان جورا بموقف لا يُحسَدُ عليه.
وكان يفكّر مليًا بطريقة الهروب الصحيحة.
ليرد على بيتر: موافق.

الخديعة.Where stories live. Discover now