الفَصل العاشر "جورا الحَقيقي"

64 15 24
                                    

داخلَ غرفة جميلة بأحد البيوت تقول الملاك الخضراء بصدمة: زَوجَة جورا؟
كانت امرأة بعمر الثلاثين تقريبًا تجلس مقابل الملاك الخضراء لديها شعرًا أسود قصير مقصوصًا بطريقة الكاريه بوب، وهي تدريج للشعر من خلف الرقبة ويصبح أطول كلما اقترب للجانبين الرقبة وأخيرًا ينتهي على شكلٍ مدبب. أما عيناها فكانت زرقاء لامعة بشكل صافي وبشرتها البيضاء جميلةً جدًا.
ثم ترد على الملاك الخضراء: هذا صحيح، واسمي روزا وأنتِ؟
فتتحوّل ملامح الملاك الخضراء للحزينة ومن ثم تبدأ بالبكاء.
تقف روزا بسرعة وتقترب منها وهي لا تدري لماذا بدأت بالبكاء لكنها حاولت تهدئتها بحضنها ثم تقول: ماذا هنالك يا صغيرتي؟
فتدفعها الملاك الخضراء منزعجة ثم تقول: لقد سرقتيه مني.
روزا: ماذا؟
الملاك الخضراء: هل حركتي غرائزه الرجولية وسرقتيه مني؟
روزا: عَن ماذا تتكلمين؟
الملاك الخضراء: ومن غير جورا؟
فتعاود روزا حضنها مجددًا وتقول: رُغمَ أنني زوجته إللا أنني لستُ زَوجَته.
حتى أظنكِ تعرفينه أكثر مِنّي.
فتتوقّف الملاك الخضراء عَنِ البكاء بسبب كلام روزا وتهدئ سيلان دموعها من مجرتيها الخضراء.
فتقول الملاك الخضراء بين شهقاتها: مالذي تقصدينه؟
-إنهّ أكثر رجلٍ شَهم يُمكِنُ أن تجدينه بهذا العالم.
لم يتزوجني لأنني أحببته أو هو أحبّني، أو لأجل مصلحةٍ ما. لقد تزوجني ليحميني مِنَ الموت.
ثم يعم الصمت لثوان وتكمل روزا: قبل بضعةِ سنوات، اكتشفت عائلتي أنني أقابِلَهُ، وعائلتي متشددة لأمور كهذه جدًا فلم يسمحوا لي الخروج إللا إذا كنتُ مع فتيات. وانهال علي والدي بالضرب ثُمّ اتّصل بجورا وقال له: إن لم تكن تريد الزواج منها فسأقتلها.
ولكن كانَ جواب جورا أنّه آتٍ الآن ليتزوج مني.
وصل جورا ودخل المنزل، ثم وجّه مسدّسه على والدي، عم السكون ولم أستطع فعل شيئٍ إللا الوقوف بوجه جورا، فكان سيقتل والدي، ثم قال لي: ابتعدي يا روزا، هؤلاء ليسوا عائلة.
أجبته: إنه والدي ياجورا، هذا مستحيل، لن أسمح لك.
اتركني أموت على أن تقتل والدي.
فينزل جورا مسدّسه ويقول حسنًا، سأتزوج منها.
وبالفعل تزوجنا.
وقال لي بعد أن تزوجنا أنني أستطيع متى أريد الطلاق منه، لكنني لم أعرف ماذا أفعل، فهو من أنقذ حياتي بطريقةٍ أو بأخرى.
إن كنتِ تريدين مننا الطلاق فسأكون راضية بالأمر، لابد أنه يحبكِ أيضًا، فهو لايزورنا إللا قليلًا.
ثم يعم السكون بالمنزل، لتقول الملاك الخضراء بعد مدة: أنا آسفة. لقد أسأت التقدير بهذا الأمر.
-لا عليكِ، فقط أريدك أن لا تزعجي نفسكِ.
-لكن لماذا كنتما تتقابلان؟
-كنتُ أنشئ له الخطط لسرقاته.
-خطط! سرقات!
-نعم، فكما تعلمين إنّه سارِق كبير من الناس الأغنياء.
-أنا لم أكن أعلم بهذا، الآن قلتي لي.
فتضع روز يديها على فمها.
الملاك الخضراء بابتسامة مصطنعة: لا بأس.
لكن.
روزا: لكن ماذا؟
-أريدكما أن تتطلقا بأسرع وقت.
فتبسّمت روزا بخيبة أمل وقالت: حسنًا.
وهنا تدخل للغرفةِ فتاة صغيرة ذات شعر أسود طويل جدًا وسبل كشلال جميل، أما عيناها فهي زرقاء جميلة ممسكةً بدمية ثم تقول: أمي أمي، انظري مالذي ألبستها.
فتبادرها روزا بالثناء، أما الملاك الخضراء فكانت خيبة أمل كبيرة لها لسماعها كلمة أمي لروزا، فتسألها مباشرةً: أهي ابنة جورا؟
فتمسح روزا على رأس الفتاة الصغيرة لتقول لها: هيا يا تينا، اذهبي والعبي بغرفتك.
وتركض تينا الصغيرة بسرعة.
روزا: هذا صحيح، إنها ابنته.
أما عِندَ جورا وجوزي فكانا أعلى المبنى المحروق ليبدأ جورا بخلع قميصه ثم يقول بابتسامة: لنرى ماذا سيحصل.
جوزي: بحسب ما خططنا له، فسأراك بعد سلسلة المباني، لنطير.
لكنني كيف سأخرج من هذا الحي المعتوه؟ إنه محاصر.
جورا بابتسامة شر: انظر لما حولك، واستخدم عقلك، ليس كل الخطط تأتي إليكَ جاهزة، مدّد بصرك نحو الأفق، وامضي نحو السماء كطائر العنقاء.
فيقول جوزي بأعين نصف مغلقة: أتحكي حكمةً الآن؟
فيضحك جورا كالمجنون ثم يدفع جوزي لأسفل ليسقط.
وبالفعل سقط لكن على قدميه وكأنها لم تكن أكثر من أربعة أمتار.
جوزي بغضب: أتريد قتلي؟
جورا: لقد وصل بيتر مع الشرطة.
جوزي: على كل حال المباني تبتعد عن بعضها حوالي 6 أمتار، لن تستطيع القفز بين كل مبنى وآخر.
جورا بابتسامة: أحقًا ما تقوله؟
الخديعة لا يفعل شيئ غير قادر على إتمامه بالشكل الصحيح.
فيطقطق جورا أصابعه ومن ثم رقبته ويقول: هيا بنا لعمليتنا هذه، فأنا أريد الذهاب والنوم براحة على سرير جميل.
وجوزي فكان قد رَكَضَ مباشرةً نحو أحد المقتولين من قبل شادو ليخلع له ملابسه.
أما بيتر فقد طوّق المكان بالكامل ودخل وكأنّه واثق من إمساكه بجورا هذه المرة.
بيتر: لقد تعلّمت من أفعالي، حاوطوا المكان بأسرع وقت ممكن ولا تترددوا بإطلاق النار على أي شخص تشكّون به، الأمر أكبر من أن تتصوّروه.
فيصيح الجميع بالإيجاب ثم يركضون.

الخديعة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن