الفصل الرابع عشر (النِهاية)

78 11 17
                                    

سيخلّد اسم الخديعة بالعالم أجمع.
لكن ليس كرجلٍ سارق حقير...
بل كبطلٍ أنقذ آلاف البشر دون مقابل.
هذه كانت فكرة قلّة من الناس.
إللا أنّ الأغلبية كانت ضد الشيطان الخديعة بحسب ما قالته وسائل الإعلام عنه.
يبقى الأمر عبارة عن لعبة بيد الكبار.

تَفتَح الملاك الخضراء أعينها وهي مستلقية على سرير المشفى ثمّ تقول: جورا!

يدخل الضوء من بوابة السجن التي تُفْتَح الآن والأسلحة مصوّبة للداخل حتى لا يتحرّك أحد.

يخرجون شادو والباقين رافعين أيديهم لأعلى.
يائسين بحق، فالوقت انتصر عليهم.
يقيّد أيديهم أحد رجال الشرطة.
أمّا بيتر فقد عاد للمشفى لأنّه كاد أن يموت من قتاله مع جورا.

ومن جهة الملاك الخضراء فقد نهضت لتقترب منها روزا قائلةً: أخبريني، كيف تشعرين؟

فتبدأ الملاك الخضراء بالبكاء وهي تمعن النظر بروزا ثمّ تحتضنها.
روزا: أخبريني، كيف تشعرين؟
الملاك الخضراء: كم أنتِ جميلة!
روزا بابتسامة: أكل شيئ على ما يرام؟
فتهز برأسها وهي تبكي.
ثم تتركها وتقول لها: أين هو جورا؟
ترمي روزا أنظارها نحو الأرض بانزعاج لتقول: لا أدري.
الملاك بفرح: اتصلي به، أريد رؤيته.
لكن روزا لم تقل شيئاً.

أمّا من جهة جوزي والآخرين فقد مرّوا طوال اليوم بمساءلات واستجوابات وكل شيئ.
حتّى حلّ الليل ليقف بيتر تاركاً سريره مرةً أخرى ويعرج للخارج، لكن كارلا تقف أمامه صادّةً إيّاه.
يُمْسكها من كتفيها ليبتسم لها ثم يقول: لَم يعد هناك شيئ يمكن أن نخاف منه.
فترد عليه بحزم: سآتي معك.

وبالفعل قد راحت معه للمحكمة التي يتم بها محاكمة جوزي وشادو والآخرين.
إللا أنّ بيتر قد أحضر معه محامياً.

يقف جوزي أمام بيتر وعلامات الغضب تبدو على وجهه إللا أنّه يقول بكلّ برود: أينَ هو الآن؟
بيتر: بجانب شجرة ما في غابة الأوركيد.
جوزي: سأقتلك.
بيتر: لَو كُنتُ مكانَكَ لما فعلتُ هذا. عيشوا حريتكم كما هي، وابقوا بالأرض ما هو، ولا تمشوا على طريقي..
هذه كانت كلماته لكم. والمحامي طلباً منه قد أحضرته معي.
سترمي بطلبه ذاك سداً إذا ما حاولت فعل شيئ خاطئ.
رغم أنّكم متواطئون معه بكل شيئ، إللا أنّ التهم كلّها توشّر عليه فقط.
ألا تلحظ أنّه كان يحميكم دائماً؟
كُن شكوراً، فأنا بدأت أحترمه جداً.

مرّ الوقت حتّى غروب الشمس، وكأنّه آخر غروب بهذه الدنيا.
افترق فريق الخديعة متناثرين كحبات عقد ما.
وأوّلهم جوزي اللّذي قرع باب منزل جورا مكان تواجد روزا والملاك الخضراء.
ليحكي لهنّ، فيصدمن، وتدمع عيناهنّ.
جلست الملاك أرضاً دون حركة تبكي بشدّة.
أمّا روزا فقد مشت دون أي إبداء لملامح أو مشاعر.
تَنَاوَلَت الصندوق الذي أعطاها إيّاه جورا لتضعه أمام الملاك لتترك المنزل ذاهبةً لمكان ما.
تَفْتَحُ الملاك الخضراء ذاك الصندوق ذو الخشب الخارم لترى كتيّب.
تفتحه فيتّضح أنّه ألبوم صور.
كانَ ألبوماً للصور التي تصوّروها معاً، كان في الصندوق أيضاً مسجّل صوت صغير.
فَتَضغَط على تشغيل ليبدأ التسجيل.
"لَم أتوقّع قَط أن تَسمَعي هذا التسجيل.
لكن طالما أنّه بين يديكِ الآن، فعليّ أن أعتذر لعدم تلبية جميع مطالبكِ، كُنتُ حقّاً أنوي فعل كل ماتريدينه"
تتحوّل طريقة كلامه للجادّة ثمّ يكمل "أنا ميّت الآن لا محالى، لكنّه ليس بالأمر الجل."
تضرب تلك الجملة مسمع الملاك وتبكي بشدّة أكثر، أمّا جوزي فقد كان واقفاً أمام الملاك دون قول كلمة واحدة.
"عليّ إخباركِ بكلّ شيئ أعرفه عنكِ، أرجوكِ توقّفي عن البكاء"
أمّا على حافة سطحِ مبنى عالٍ كانت قد وَقَفَت روزا دون اكتراث.
" لقد عثَرْتُ عليكِ مذ كنتِ رضيعةً في هذه المدينة وأنا أعمل، كنتِ تبكين، بين النفايات مزعجة. تركتك ومشيت، إللا أنّني لاحظت أن رجال الشرطة تريد قتلك فاختطفتكِ منهم. أتتساءلين لماذا يريدونك؟
والداكِ طبيبين سارقين لأعضاء البشر، وكان مصيرك الموت مثلهم."
تُميلُ نفسها روزا وتَسقُط مباشرةً نحو الأرض.
أمّا في مغفر الشرطة فقد كانت شادو داخله وبحوزتها نصلين من السيوف الرفيعة ثم تركض لتقتل كل من تراه أمامها إللا أنّ نسبة الشرطة داخل المغفر كبيرة جداً.
لتتلقّى رصاصةً على كتفها لكنّها تكمل عملها ذاك دون اهتمام أبداً.
حتّى صارت بغرفة مدير بيتر ذاك، السمين الحقير الذي حبس جورا بالبداية، إللا أنّه وللأسف غير مسلّح.
انتهت حياته.
لكنّ نهاية هذا المجزرة معروفة وواضحة وضوح الشمس.

الخديعة.Where stories live. Discover now