الفصل السابع ( عقل شيرلوك المتوارث ، وصول الملك ونهايته)

76 23 45
                                    

يقف أحدهم وهو يمسك بورقة ويبتسم.
كان مظهره يبدو أن عمره ما بين الثلاثينات والأربعينات شعره أشقر مائل للبني وعيناه عسليتان.
أما المكان، فكان بمكتب رئيس بيتر وكان بيتر يجلس مقابلاً إياه والرئيس على مقعده ، فيقول: منذ متى وأنت تلاحق ذاك المعتوه؟

كان ولسبب ما بيتر عاقداً حاجبيه ويزاور ذاك الشخص ثم قال: منذ مدة لا أذكرها.

الرجل ذاك: ألهذه الدرجة أنتَ أحمق؟

بيتر: الشرطة تلاحقه منذ أكثر من عقدين.
أما أنا فقد وُلِدتُ لأجل إمساكِ ذاك الخديعة.

ذاك الرجل بسخرية: إذن أظن أن وجودك بهذا العالم مضيعةٌ للوقت ، بلا فائدة.
فقد عرفت من يكون.

فيفتح كل من بيتر والرئيس أعينهم من الصدمة ويقولان: حقاً، من؟

الرجل: لن أحكي ، إنّه فريستي.

بيتر: هيا تكلم يا براون.

والذي اتضح اسمه براون: لن أتكلم أبداً سأمسك به وآتي بيه إليكم ، ولا تدعوني إللا بلقبي ، إنه شيرلوك.

ويقف بعدها بتكبر ويخرج بدون أن يقول أية كلمة.

بيتر بغضب: هل حقّاً عرف من هو؟

الرئيس: سيكون أمراً رائعاً إن كان صحيحاً.

فيستدير بيتر ويضرب على المنضدة ويقول : أنا من سيمسك به.

الرئيس: أيها المحقق بيتر ، إنه عمل، الأمر ليس كتحدي بينك وبينه أو ما شابه.
ذاك الخديعة عاث فساداً بشكل كبير.
ألم تلحظ أنه خطأنا منذ البداية؟
لم نتصرف بحكمة ، ونخطئ دوماً بحساباتنا.
دعه يتصرف.

أما عند براون فكان يمشي بمكتب الشرطة ويقول بنفسه: بعدما أخذت عينة من الحمض النووي من اللعاب الذي كان عند شفاه الجثة الأنثى تلك ( الحادثة التي حدثت بالفصل الأول ) لاحظت أنه ليس لعابها فقط ، وإنما يوجد آخر والجميل بالأمر أنني بقيت أبحث بحواسب الشرطة عن سكان العالم أجمع مع فرقة من المتحرين حول العالم، حتى عثرت على ذاك الخديعة.
لقد رفع الستار عنكَ يا جورا.

أما عند مَنْزل جورا المحترق كان جورا يروي للملاك الخضراء قصصاً بطوليةً عنه.

جورا وهو يرفع يديه للأعلى : ثم قفز نحوي دب ضخم.
لكني أمسكته من ياقة قميصه وقلبته أرضاً.

فتبدأ الملاك بالضحك.
فتقول: أكان يرتدي قميصاً.

جورا: بالطبع، لأنه كان يعيش بسيرك.

فتبتسم الملاك باستمتاع: أريد أن أذهب لسيرك.

جورا بابتسامة:  أمركِ سيدتي.

فتمسك الملاك خديها وتقول: أشعر بالإحراج عندما تقول لي هكذا.

فيبدأ جورا بالضحك.

وإذ بباب المنزل يقرع، يَقِفُ جورا منصدماً ويقول بحذر: ابقي هنا يا ملاكي.
يَذهب جورا لينظر من نافذة معلّقٌ عليها مرآة معكوس أمامها المكان الذي مقابل للباب.
لكن لا أحد.
يعقد جورا حاجبيه ويفتح الباب بحذر، لكنّه يرى ظرف رسالة أمام عتبة الباب ليحملها فيرى بداخله صورته مَع الملاك الخضراء مثقوبةً ثقبين اند قلبيهما ورسالة أخرى مكتوب عليها عنوان مكانٍ ما وموعِدٌ محدد.
وبالنهاية وبالخط العريض " جُورا "
عضّ جورا على شفتيه مُنزَعِجاً ليقول: سُحقاً.

بَعدَ مُدّة كان يمشي جورا بمكان كالقصر به ممر طويل، ذهبي اللون وأضواءه عالية جدّاً لتُفتَح لَه بوابة كانت أمامه ويَدخل، كانَ مُجرّدا من أي سلاح.
يدخل، كان المكان كمكتب لملك ما بسبب الثراء الكبير ليتّجه نحو أريكة فاخرة حمراء اللون ويجلس عليها رافعاً ساق على أخرى.
كان براون جالساً أمام مكتبه يكتب شيئاً وكأنّ الخديعة ليس أمامه.
-قَتَلتَ والديكَ وزوّرتَ موتك منذ نعومة أظافرك.
كان براون ما يزال يكتب شيئاً ويتكلم ليكمل.
- ماسبب هذه الأعمال؟
- لديّ سؤال قبل أن أجيبك، أيعلم أيّ أحد بهذا؟
- إنني رجل شريف يا جورا، على غراركَ، لم ولن أخبر أحد.

كانَ حديثهما وكأنّ الأمر بسيط، وكأنّه لا يوجد أي شيئ يمكن أن يحدث.
يُفتَح الباب ليدخل رجل بملابس خادم، يضع كأس شاي أمام كورا، فقد كان يوجد أمامه مِنضدة.
أما كأساً آخر فقد كان يضعه على الأريكة المقابلة لجورا.
فيلحظ براون أنّه يوجد ثلاثة كؤوسٍ من الشاي فيقول: مَن أنت يا هذا؟
ليوَجّه نحوه مسدّساً كان عند خصره.

وإذ بالخادم يبتسم ويرمي صينيّة الشاي لأعلى بغية جذب أنظار كل مِن الخديعة وشيرلوك.
ويحمل مسدّسين ليوجّههما نحوهما وهو يقول: وَمَن غيري أيّها الحمقى.
كان بيتر متنكّر على شكل أحد الخدم.
بينما وصلت الصينية نحو الأرض مصدرةً قوتاً عالياً جعل الثلاثة يغمضون أعينهم، لكن جورا بتلك اللحظة  كان قد رفع ساقه ضارباً يد بيتر ليطير المسدّس ويمسك به موجّهاً إياه نحو شيرلوك.
فيضحك براون ويقول: ما بال تغيّر الأحداث هذا...
فيوجّه بيتر مسدّسه نحو جورا ويقول: إن قتلتك الآن، سأتخلّص مِن كل شيئ.
لكن أتى الرد من براون قائلاً: إن أطلقت النار عليه فستكون أنت التالي.
ليوجّه بيتر مسدّسه نحو براون ويقول: إذاً، أنت ستكون الأول.
فيوجّه جورا مسدّسه نحو ساق بيتر ويطلق لتغرس بساقه وتجعله يسقط ثمّ ركض نحو النافذة مباشرةً ليقفز منها محطّماً زجاجها.
كان براون قد حاول الإطلاق عليه لكنّه لَم يصبه ليمشي بسرعة ويصيح بجنون: الحقوا به لابد أن الدماء تسيل منه بكثر بسبب تحطيمه للزجاج.
ثم ينظر نحو بيتر ويقول: كنا سنتخلص منه أيها الأحمق.

الخديعة.Where stories live. Discover now