الفصل الثالث( هارب صغير )

113 26 16
                                    

تطير تلك المروحية مبتعدةً وسائقها شاب يملك شعراً بني ويرتدي ملابس سوداء ونظارة سوداء ويمسك بسيجارة ومن الخلف كانا كل من الملاك الخضراء وجورا بالداخل.

الملاك الخضراء: هل حقاً نحن داخل طائرة؟

جورا: ونحن نطير أيضاً.

الملاك الخضراء: ياليتني أستطيع الرؤية؟

جورا: ستستطيعين، انتظري فقط.

الملاك الخضراء: أنا أثق بك.

وبتلك الأثناء كان بيتر ينظر للطائرة وهي تبتعد.

فيستدير نحو مجموعة الشرطة المتنكرين ليقول: من الذي استأجر هذه الصالة اللعينة؟

فيرفع كوارا ذراعه ويقول: أنا يا سيدي.

فيزاور بيتر كوارا قليلاً ويقول: وتُجّهز له تلك الطريقة الرائعة للهروب؟
أشعر بأنّه بطل قصة تراجيدية.

كوارا: أنا آسف سيدي، لكن أظن أنه علم أنّنا ندبّر فخاً.

بيتر: أحمق لو كان يعلم بأنّه فخ، لما حضر بتاتاً، ولا أحضر معه تلك الشقراء، لكن السؤال الذي يطرح نفسه، أنّه كيف علم بأنّنا دبرنا فخ وعثر على طريقة للهروب بهذه السرعة.

فينظر بيتر نحو جميع الشرطة الذين كانوا يرتدون ملابس للحفل ويصيح غاضباً: الأمر بدييهي، لم يعثر على شيء ليسرقه، الجميع يعلم بأنّه نابغة، سيعثر على طريقة بالهروب فقد شكّ بالأمر بسرعة.
جهزتم كل هذا ولم تجهزوا بضعة اكسسوارات للنساء؟

كوارا: سيدي، إنّ الصالة والملابس كلفونا الكثير، يوجد بيننا تقريباً خمسة وعشرين امرأة سيكون المبلغ أكبر.

بيتر: لا تعطي حججاً لا فائدة منها، ستخسر الدولة أضعاف هذا بسببه.

لكن كان الجميع قد أغلق فمه، فكلامه صحيح بالمئة مئة.
وإذ برئيسه يضع يده على كتف بيتر ويقول: وها قد خسرنا جميعاً ضده مرةً أخرى، أنتَ لا تحتاج لكثرة رجال الشرطة أو أن تنشئ فخّاً جذّاباً له.
أنتَ تحتاج للعقل.

فيذكر بيتر لحظة ضربه لقناع جورا عندما قال جورا وهو مبتسم: لكنّني لديّ عقل، على غراركم.

فيقول بيتر بانزعاج: سأمسك به يا سيدي، أنا أعدك.

أما الطائرة فقد هبطت عند بحر غير مأهولة شواطئه ومايزال الليل مسيطر على العالم.

فينزلون الثلاثة منها وتقول الملاك الخضراء: ماذا حصل بالحفل، لم أفهم شيئاً أبداً.

جورا: ألم أقل لكِ أنني ذاهب لعمل؟
كان لديّ دور الشرير الذي يجب أن يهرب.

فتبتسم الملاك وتقول: أي أنني مثّلت أيضاً، أليس كذلك؟

جورا: بالطبع.

الخديعة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن