الفصل الثالث عشر "زَهرَة"

55 10 15
                                    

-إنها النهاية، كفاكِ عبثاً يا شادو.
قالها جوزي متّكِئاً على الجدار وخيبته قد غطّت محياه.
أما شادو فكانت تحول فتح الباب بطريقة ما.
لتقف مستديرةً له ثم تمسكه من ياقةِ قميصه.
-أنتَ تُدرِكُ بالفعل أنه لا يوجد لدينا ذرة وقت لنضيعها بالكآبة.
لكن لا رد.
فترميه أرضاً لتعاود محاولة فَتح الباب.

وفي غابةٍ صفراء بسبب الخريف، كانا جورا وبيتر واقفان أمام بعضهما البعض.

بيتر: لنبدأ التحقيق.
مَن أنت؟
جورا: أنتَ تعلم كل العلم أنني قادر على قتلك هنا والآن.
بيتر: وأنتَ تعلم كل العلم أنّ الغابة محاصرة من كل جهاتها.
هذه ليست لعبة.
يخرج من فهم جورا "هممم" فقد تحوّل الوضع بالكامل لصالح بيتر ليقول: حسناً حسناً.
لقد نَضَجتَ حقّاً.
بيتر بغيظ: أجبني...
جورا: على رسلكَ، سأجيبك.
أسمي الحقيقي جورا.
أوراقي أغلبها مفقودة من الدولة لأنني قد قرصنتها بمساعدة أحدهم.
بيتر: سمعتُ براون يقول أنّك قتلت عائلتك.
جورا: هذا صحيح.
بيتر: مالسبب؟
جورا: كانوا من الطبقة البرجوازية.
لا، بصيغة أفضل.
إنّهم لصوص بطريقة قانونية.
بيتر: مالذي تعنيه بكلامك؟
جورا: وجودُكَ هنا، كعدمه بالنسبة لي، فأستطيع قتلك بسهولة تامّة وبلا أي مشاعر.
بيتر: ألم تكن المشاعر لعائلتك؟
جورا: عائلة أرى حقارتها بأم عيني وأسكُت؟
بيتر: وهل تحسب نفسك رجل عدالة؟
جورا: ميتم دافون، ميتم البارون، دار عجزة زيكّا والكثير غيرهم.
من الذي يمولهم؟
يقف بيتر مستغرباً من كلام جورا ليفتح عينها منصدماً ثم يقول: هذا لا يعني أنّكَ شخص جيد.
جورا: نعم، إنّه أنا.
وجود أطفالٍ في الشوارع، وجوزهم بالسجون لأجرام صغيرة.
بيتر: هل تعبث معي؟
فيصبح جورا غضباً: لا، بالطبع لا أعبث معك أيها الغبي.
أنتَ ورؤساؤك من لا يملك القلب.
أن تُقَدِّسوا الحقراء واللصوص وصاحبي الأموال وتنسوا كل من هو فقير.
هذا يدعى بالحقارة المثالية.
أنت قادر على البحث عن البشر الذين ماتوا ضحيةً لي...
إما أنّهم يقفون طريقي، أو أنّهم من الطبقة الحقيرة.

أما بيتر فكان يصغي له منصدماً من طريقة كلامه.
ليقول: أتعلم، بدأتُ أعجب بك.
جورا بابتسامة اسمئزاز: لا تضحكني يا هذا.

لَم يبقى على غروب الشمس سوى دقائق معدودة
وروزا وابنتها تنتظران إلى الآن انتهاء عملية الملاك الخضراء.
أما رجال جورا الذين هربوا ليكونوا طعماً فقد تَمّ الإمساك بهم جميعاً.
جوزي وشادو والبقية ما يزالون بالداخل دون فعل شيئ، واليأس بدأ يتملكهم.

يطقطق جورا أصابعه ليقول: دعنا نرقص قليلاً.
ثمّ يركض مباشرةً نحو بيتر موّجهاً لكمةً على وجهه لكن بيتر يتفاداه ويلكمه على بطنه، بعد أن تلقّى جورا اللكمة أمسك ذراع بيتر وسحبه ثم يركله على بطنه بركبته فيسقط بيتر أيضاً.
لأن قدمه مصابة ولا يستطيع استخدامها، لكنه يملك عكّاز لمساعدته على المشي، فيمسكها ويضرب باتجاه ساقي جورا ناوياً عرقلته، لكن جورا قد قفز في الهواء ثمّ وجّه ثقله على صدر بيتر إللا أنّ ببتر قد ردعه بوضع عكّازه بطريقة عرضية دفاعية ليسقطه بجانبه.
ثم يقف بيتر مستنداً على العكّاز ليقول: من أين لك كل تلك الشجاعة للقتال رغم أنّك محاصر؟
جورا وهو يقف: هناك من ينتظرني لأعود للمنزل.

يوجّه بيتر ضربةً بعكّازه بطريقة أفقية على صدر جورا الذي تلقّاها بالكامل ليسقط مرةً أخرى.
بيتر: الملاك الخضراء؟
أم تلك الشبح؟
وهناك قائد المروحية القوي.

يبصق جورا دماً وينهض قائلاً: إن كنتَ تتكلم عن الناس من حولي فهم منتشرين حول العالم.
ليبتسم ابتسامةً مرعبة بحق ليكمل: الخديعة لا يُهزَم.

لكنّه يصاب بألم حاد في صدره ليضع يده عليه ويضع ركبته على الأرض.

بيتر: لكن يبدو أنّ الخديعة الرئيسي مريض مرضاً شديداً.

وإذ بجورا يقفز بعد ان اقترب بيتر قليلاً ليسقطه، يحاول بيتر إيقافه، لكن لا يستطيع لأنّه غير قادر على استعمال إللا يداً واحدة بسبب شادو التي كادت أن تنزع يده من مكانها.
وينهال جورا على بيتر باللكمات.
وإذ بطلقة تغوص ببطن جورا.

ينظر جورا منصدماً على يد بيتر التي تمسك مسدساً صغيراً ثم ينظر لبطنه وهي تسيل الدم بسرعة كبيرة.

يركل بيتر جورا ليسقط مستلقياً على الأرض.
كان وجه بيتر قد تورّم بالفعل وبالكاد استطاع الوقوف، أمّا جورا فقد كان جزء جسده العلوي مستنداً على شجرةٍ خلفه.

بيتر بين شهقاته: إنني أعلم كل العلم أنه ومن المستحيل احتمالية فوزي أمام الخديعة، توجّب علي الغش.

يؤشّر جورا بصعوبة نحو بيتر مبتسماً وهو يحاول الكلام: ال ... الآن ... الآن أنت هو.
الخديعة.
لقد سَلَبْتَ مِنّي ... لَقَبي، يا بيتر.

كانت نظرات بيتر منصدمة نوعاً ما ليقول غاصباً: وكأنّ أحدهم سيقبل بلقب ملوّث كهذا.

جورا: إنّها لعنة.
هذا اللقب ... عبارة عن لعنة، لعنة سترافقك مدى الحياة.

وإذ ببيتر يطلق رصاصتين على بطن جوراً مرةً أخرى ثم يقول: صدّقني، أنت هي اللعنة الوحيدة على هذا العالم.

فيبتسم جورا ثمّ يقول: أظنّ هذا.
لكن ... من كان يظنّ أن جورا العظيم يمكن أن بموت بمكان كهذا؟!

بيتر: على الأقل، ستصبح زهرةً بين الأشجار.

كانت الشمس قد قالت حينها: هذه هي النهاية.
ثُمّ أطفأت أنوارها.

الخديعة.Where stories live. Discover now