الفصل الثامن "ظلام"

73 20 42
                                    

تلاحق الشرطة جورا الذي ينزف بذاك الليل، يقف الشرطي عند شجرة فقد كانت الدماء قد سحبه لهناك، فيستدير حول الشجرة لكن لم يكن هناك أي أحد.

وإذ يتأرجح جورا على غصن أعلى رجل الشرطة ذاك ضارباً رأسه بركلة ليسقط مغماً عليه.

فيصيح رجل شرطة آخر من بعيد: مالذي حدث معك يا جاك؟

لكن لارد.

فيقترب رجل الشرطة ذاك وبدأ يشعر بالخوف.
ثم يقول باستغراب: جاك؟!

ما ان اقترب بشكل كبير خرج من خلف الشجرة ليفزع رجل الشرطة.
ثم يقول: أرعبتني، على كل حال، ألم تعثر على شيئ؟

ليهزّ رأسه الآخر بالنفي ويمشي مبتعداً.

ليقول الشرطي ذاك باستغراب: ماباله؟

كان جورا من ارتدى ملابس جاك ذاك وأخذ مسدّسه وراح راكضاً ليهرب.

كانت دوريات الشرطة تبحث بكل مكان عنه وكأنّ القيامة قد قامت، لكن من يمكن أن يظنّ بأنّه تنكّر بملابسهم.

وإذ يرنّ هاتفه ليرفعه ويتحدّث.

كان أحدهم ملثماً مستلقياً على بطنه ينظر بمنظار قنّاصته مصوّباً نحو الملاك الخضراء التي كانت نائمة بتلك الأثناء ليضع جوزي مسدّسه على رأس ذاك القناص ثم يقول: لديك ثلاث ثوانٍ لتتنفس بها بكل دقيقة، أما أي حركةٍ أخرى دون أن أسمح لك، ستسقط جثّةً،

فيرفع يداه لأعلى ويضعهما خلف رقبته.
ثم يقول: أنت من سيسقد جثةً هامدة.

لكن جوزي كان مبتسماً وهو يصوب بيدٍ واحدة نحو بقناصةٍ كانت بيده نحو قناصٍ آخر ثم يقول: قل له أنّني قادر على إصابة طلقته لأحرف له مسارها، لكنّ طلقتي الأخرى ستخترق رأسه فكما تعلم أنّ قناصة ذات الطلقات العشر أسرع من بكثير من التي تملك رصاصة واحدة.
لكن ابتسامة القناص لم تزول ليقول: وهل تحسب بأنّ شخصاً واحداً يراقبني؟

لكن ابتسامة جوزي أيضاً لم تتوقّف ليقول: كانا مِن نصيب سفّاحةً مرعبة.

في مكانٍ آخر وسطح مبنى آخر كانا رجُلين مستلقيان يسبحان بدمائهما وخلفهما ظلُّ ابتسامةٍ مرعبة حقّاً، ليظهر صاحب الإبتسامة نفسه أسفل مصباح سطح ذاك المبنى، كانت امرأة تملك شهراً أسود طويل منسدل جداً وترتدي فسطاناً أيود مزخرف باللون الأسود وضيق جداً من الأعلى أما من الأسفل فهو منفوش بالكامل.
لترفع سكيناً كان بيدها وتعكس الضوء الذي فوقها نحو جوزي الذي لاحظ بالفعل ليطمئن.

وإذ برصاصةٍ تخرج من قنّاصة ذاك الشخص الذي يوجّهها نحو جوزي ليطلق جوزي بعده بجزء من الثانية، لم يلحق حرف مسارها بالكامل فأصابت ساعده أو خدشتها فقط، ليطلق جوزي أخرى ثاقبةً رأس القناص الذي طلق نحوه فأسقطته أرضاًرغم محاولته للهرب.

جوزي: إنني على غرار السفّاحة، أعطيتكن فرصةً، اعذرني.
ثم يطلق على القنّاص الذي كان مستلقياً على بطنه أمامه.

ينزل يده ويمشي منزعجاً ثم

ويضغط على سماعةً معلقة على أذنه ليقول: قضينا على كل من هو قريب.

تفتح تلك السفّاحة باب السطح ناويةً النزول لكنّ أحدهم وضع مسدّساً على رأسها من الخلف قائلاً، من الغبي الذي يقاتل بالسكاكين بعصرنا هذا؟
هل أنتِ بائعة سمك؟

مَرَضُ رَدّةِ الفِعل الهوجاء، إنّه مرضٌ قاتِل يسبب نقص الوزن وشحوب بالبشرة لكنّه يوقِظ بشيئ بداخل الإنسان، يدعى بردّة الفعل الهوجاء أو الحاسّة السادسة.

كانَت ردّة فعل تلك الإمرأة الوحيد هو معرفتها أنّ الذي خلفها يستحيل أن يعرف أنّها قادرة على إبعاد ساقيها لتسقط أرضاً بزاويةٍ مستقيمة لفتحة ساقيها، ممّا صدم ذاك الشخص، لكنّ حركةً لم يلحظها جعلت الكثير من الدماء تسيل من يده التي كان يحمل بها المسدّس، ردّة الفعل تلك لم ولن تحدث مع أي شخص عادي أبداً، سقط المسدّس منه آنذاك فقد قطعت أغلب أصابعه ليصيح ويبكي كالطفل ثم يسقط أرضاً وهو يتراجع زاحفاً للوراء من خوفه.

وقفت تلك الإمرأة آنذاك لتركل المسدّس الذي أمامها لأمام الرجل ذاك قائلةً وماتزال ابتسامتها تعلو وجهها: بائعة سمك؟
احمله وقاتل أيها المقاتل الرائع.

لكنه كان يرتجف من خوفه وسيلان دمه بشكل كير جداً.

فيمسك المسدّس ناوياً ضرب جسدها بالرصاص، إللا أنّ السكّين تغرس برأسه منصدماً من الذي حدث.
وإذ ملامح وجهها المبتسمة تتحوّل لعبوس مرعب جدّاً ثم تقول: أيّها الكلاب، لا تتجرّأوا أبداً على الإقتراب من الخديعة وإللا سترون العالم يقلب ضدكم.

الخديعة.Where stories live. Discover now