الفصل الحادي عشر (بداية النهاية)

62 11 29
                                    

يتأهب جورا، ثمّ يبدأ بالركض قافزًا من سطحٍ لآخر.
ذاك الحي المهجور نوعًا ما، الذي عاش به أكثر من 17 عامًا. المنزل المهجور، قَدْ هُجِرَ فِعلًا الآن ولن يستطيع جورا الرجوع له أبدًا.
فقد كُشِف.
أمّا جوزي فكان يركض بالشوارع بسرعة كبيرة فهدفه الوصول لمكان ما.
الوقت ينفذ، الخطّة تلو الأخرى، وعندما يخطئ أحدهما ستكون النهاية.
والنسر الوحيد الذي ينتظر مثل ذاك الخطأ، هو بيتر.
دخول بيتر للمنزل المهجور كان أوّل خططه، وبحثه داخله.
لكن لا أحد. نظراته على جدار داخل إحدى الغرف، قراءته لجمل كثيرة.

جورا أفضل رجل بهذا العالم.
إنّ جورا يساعدني كل يوم رغم أنّه يعمل ليل نهار.
أريد الزّواج منه عندما أكبر.
لقدأخذني جورا البارحة إلى الغابة، لكنني لم أرى شيئ، إللا أنّه قد صورنا كثيرًا معًا وسأحتاج وقتًا حتى أراها.
أنا أحبّكَ يا جورا.

تِلك الجمل المنقوشة بشكل مبعثر على الجدار كانت كفيلة بأن يفكّر بيتر بنفسه، ويفكّر بجورا، القاتل الحقير. كيف لحقير مثله أن يحبه أحد ما؟

خرج بيتر آنذاك، لتلمح آذانه صوت الركض الغريب والمتقطع من جهته اليمنى، ليبدأ بتسلّق إحدى المباني.
فقد كان داخل أغلب المنازل المهجورة وأحدها التي يتسلّقها بيتر آليات ديناميكيّة لمسدسات كاتمة للصوت تطلق رصاصها مباشرةً عند فتح الباب.
لكنّ بيتر قد اختصر وضعه بهذه البساطة بتسلّقه للمنزل.
أمّا أعضاء فرقته فكانوا يُقتَلون واحدًا تلو الآخر دون أن يشعر أحد بهم.

ما إن وصل لسطح المبنى لاحظ جورا مباشرةً.
يبتسم آنذاك، رغم أنّ الدماء تسيل من ساقه بشدة.
فهو لم يهتم لها بتاتًا.
يسحب مسدّسه ويعيّن مباشرةً نحو جورا.
يحبس نفسه منتظرًا الوقت المناسب.
منتظرًا وقت توقف قلبه، تلك اللحظة الصغيرة بين نبضتين.
لكنّه يسمع صوت المروحية، مروحية جوزي بالطبع، ليقول: صوت مزعج أكثر من بكاء الأطفال.
لكنّه لم يشيح النظر أو يبدل تركيزه عن جورا أبدًا.
ليقفز جورا مباشرةً عندما وصلت المروحية إليه لتضيئ بأضواءها بقوة لتعمي بيتر الذي أطلق رصاصته ثمّ تهرب المروحية بسرعة.
يرفع بيتر جهاز الإتصال خاصته قائلًا المروحية وصلت، خطّة الإمساك بالحقيرة الطائرة.
وإذ من الكثير من الأماكن تحوم مروحيات لاحقة مروحية جوزي، ليصيح ركّابها: عُلِم.
تتّجه  مروحية جوزي نحو البحر لتحاصرها المورحيات من كل الجهات.
تنزل مروحية جوزي على الشاطئ لتبقى مروحيتين في السماء والباقيات تحاصر مروحية جوزي على الارض، لينزل أصحابها ومعهم الكثير من رجال الشرطة ليفتحوا طائرة جوزي، فلا يرون إللا جوزي.
ممسكين إيّاه ليضعوه على الأرض وهو مبتسم ليقول: بالنهاية، لا أحد يستطيع الإمساك ببطلنا.
فيتكلم أحدهم مع بيتر قائلًا: سيدي، إنّ الخديعة ليس بالمروحية.
كان بيتر آنذاك يتلمّس دمًا على السطح الذي كان جورا عليه ليقول: أنا أعلم.

ينظر لفتحة بالسطح ثم يقول: إنّه لم يحلّق بالسماء.
بل دخل كالفأر داخل الأرضة.
ليبتسم بشر ثم يكمل: لكنّه لن يفلت من يديّ أبدًا.
قبل مدة، وعند وصول طائرة جوزي، قفز جورا آنذاك وتلقّى الرصاصة بكتفه ثمّ سقط داخل تلك الفتحة ليهرب جوزي مبيّنًا كأنّ جورا قد هرب معه إللا أنّ جورا قد توجّه للمجارير راكضًا بداخلها.
ينزل بيتر للمجارير لاحقًا بدماء جورا التي تسيل، ثم يبدأ بتتبّع أثره بكل سهولة.
وإذ تَخرُج من  خلفه شادو مبتسمةً لتقول: ما رأيك بقتال جميل في الظلام؟
فيقلب بيتر مسدّسه دون أن ينظر لخلفه ويضرب بسرعة، لكن اصطدام الرصاصة بسكين شادو قد جعلها تنحرف ثم توجه السكّين على كتفه فتغرسها به لكنّه يركلها على بطنها راميًا إيّاها بمياه المجاري.
يمسكُ السكّين ليخرجها من كتفه ويرميها.
تقف شادو وقد ابتلّت بمياه المجاري المقرفة وهي تبتسم.
بيتر بانزعاج كبير: لم أفهم حتّى الآن.
لماذا تساندون ذاك المجرم.
فتنساب شادو بالظلام بسرعتها تلك، يحاول بيتر اللحاق بها بعيناه لكن شتّان ما بين سرعتها ودقة ملاحظته بذاك الظلام.
يشعر بسكّين تقترب منه ليقفز للخلف مبتعدًا عنها، لكنّه لم يستطع التوازن لأنّ ساقه مصابة فيسقط أرضًا.
لتغرس شادو سكّينها بنفس الكتف الذي قد ضربته أوّل مرة لتخلع له يده، وإذ به يصيح متألّمًا بشدّة.
يبدأ بفقدان نظره فالألم حقًّا مرعب.
يستلقي أرضاً ودماءه تسيل بغزارة.

لتقول شادو مقتربةً من وجهه بابتسامة: لو أنّ جورا قد سمح لي بقتلك، ستكون أشلاءً الآن
فتقف شادو آنذاك وتتّجه لمكان ما ويسقط بيتر مغمًا عليه.
يقرع باب منزل بطريقة غريبة لتقف روزا مبتسمةً لتقول: إنّه جورا.
تفتح روزا الباب وتحتضن جورا، لكنها تلاحظ إصابته وتركض مغلقةً فمها كي لا تصيح وتُفزِعَ الملاك الخضراء.
تضع قطعة قماش عند فم جورا ليعضّ عليها ويقول: بسرعة.
كانت قد حملت علبة إسعافات طبيّة لمساعدته.
جورا: لا أظنّ أنّ الرصاصة عميقةً في جسدي، تستطيعين اخراجها وحدكِ.
روزا: أرجوك لا تخرج مرةً أخرى، إنّكَ تفقد الكثير من الدماء.
جورا: هناك إنقاذ أخير يجب عليّ فعله.
نهاية الأسطورة قريبة.

مالذي قصده جورا بكلامه هذا، ولماذا قال هذا الكلام.

إنّ خططه دائمًا تكون كافية لإيقاعِ أيًّا كان.
عجبًا من كلامه الغريب ذاك.

الخديعة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن