الفصل الثاني

48.4K 1K 21
                                    

الفصل الثاني ..
سقطت مغشي عليها بعد أن تذكرت ذلك الوحش الذي كان نسخه من والدها ،الذي بسببه حاولت مراراً الانتحار وكانت آخر محاوله منذ ثلاث سنوات .
عادت بذاكرتها للوراء وهي بالعمر ال20 عاماً .
نظرت له بعيون دامعه وهي تترجي وتمسك بيده بقوه :
-محمود انا عايزه اكمل دراسه مجموعي يكفي أن أدخل اللي عايزاه.
سحب يده منها ونظر لها بسخط شديد وتحدث قائلاً بنبره ساخره :
-حوشي يابت الشطاره اللي نزلت عليكي
ثم تابع حديثه بلا مبالاة قائلاً:
-وبعدين انا ماليش دعوه روحي قول ابوكي انا مش فاضي للهبل دا
وقفت أمامه وعبره تسقط من عينيها وصاحت به بغضب شديد :
-انت حيوان زيه بالظبط وزباله
هبطت صفعه قويه عقب انتهاء جملتها ثم سحبها خلفه من شعرها بقوه وهو يقول بنبره لا تدل علي الخير :
-شكلك وحشتك الاوضه الضلمه والفيران  ! وماله من عنيا الاتنين
اتسعت مقلتا عينيها بزعر كبير وظلت تلوي جسدها محاولة إفلات شعرها منه ولكن فات الأوان. وأصبحت بداخل تلك الغرفه التي كان دائماً يغلقها عليها بداخلها مع الحشرات والفئران  .
القاها بداخلها وخرج من البيت بالكامل وهو يضع لفه التبغ في فمه .
ظلت تصرخ بهستريه وهي تطرق علي الباب وتطلب أحد يخرجها من المكان ولكن لا حياه لمن تنادي.
استمعت لصوت تلك الاشياء الصغيره وهي تتحرك في أرجاء الغرفه ويبدو أنهم علموا أنها أتت مجدداً.
نظرت حولها ورأت تلك القارورة الملقي أرضا بجانب احدي الاثاث المستعمل القديم .
اقتربت بهدوء وبجسد مرتجف وهي تتمني أن يكون ما في بالها صحيح ، أمسكت بالقارورة وفتحتها لتشتم رائحتها فتتأكد ظنونها .
تحدثت قمر لنفسها بيأس كبير قائله:
-سم ! سامحني يارب بس بجد انا تعبت من الحياه دي !!
رفعت القارورة بأتجاه فمها وتبدأ برشفها دفعه واحده.
ماهي الا ثواني وسقطت أرضاً لا تشعر بما يحدث حولها تراه فقط الباب ينفتح ويقترب منها وهي ينادي عليها بخوف وقلق شديد .. ....
فتحت مقلتا عينها بتعب عائده للحاضر تتطلع علي وجه شقيقها الذي كان ملئ بالخوف والقلق الشديد نفس منذ 3 سنوات .
ابتسمت له فهو من اعادها للحياه حينها وانقذ حياتها ذلك الفتي الذي كان بالعمر 17 عاماً حينها  ،هو من يجعلها تعيش هو السبب الوحيد الذي لا تريد أن تتركه بمفرده في ذلك البيت اللعين  .
قاطع تفكيرها صوته المرتفع نسبياً الملئ بالقلق:
-قمر سمعاني ؟! طب هزي راسك
تحدثت قائله بتعب شديد وهي تحاول الاعتدال في جلستها :
-صوتك عالي  !! انا مش طرشه والله
ابتسم بأرتياح كبير وتحدث قائلاً بغيظ :
- ايه شغل العيال دا  ! وهو الواحد ناقص
ابتسمت له ثم انتبهت لتلك الجروح التي تملئ وجهه  .
تحدثت بقلق وهي تمد راحه يدها تلمس وجهه:
-ايه اللي حصل ليك ؟! مين عمل فيك كدا
نظر لها بهدوء وتنهد بغيظ شديد:
-مفيش دا الزفت اللي بحكيلك عنه 
اومأت له وتحدثت قائله بتساؤل:
-وياتري عايزيني أروح تاني للكليه
ابتسم لها وهو يهز رأسه نافياً وتحدث قائلاً مطمن إياها:
-لا متقلقش العميد سامح المرادي 
اومأت له بأرتياح واخبرته انها بحاجه للراحه فينصت لرغبتها ويخرج من الغرفه تاركاً إياها تستريح .
-------------------------------------------------------------------------------------------
خرج من الغرفه وهبط إلي الأسفل ثم وقف ينظر لها تشاهد التلفاز بلا مبالاءه بتلك الأحداث التي  حدثت منذ لحظات .
اقترب وقف أمام التلفاز ويطفئ بضيق شديد .
صاحت به زكيه بغضب شديد مما فعل :
-طفيت التلفزيون ليه ؟!
حاول أن يمسك آعصابه كي لا يتسبب في مقتلها اليوم وتحدث قائلاً بغيظ وغضب مكتوم ؛
-بقولك ايه اوعي تكوني اني مش عارف ايه من 3 سنين وأنك شوفتي كل الي حصل  ليها وسيبتها محبوسه هناك
ابتلعت زكيه ريقها بقلق فهو الي الان يتذكر تلك الحادثه والتي ربما لا يد لها فيها فهي كانت شاهده بما حدث ولكن تجاهلتها كلياً وتجاهلت صرخاتها ايضاً .
تابع احمد حديثه قائلاً بتحذير :
-اوعي تكوني بتحسبيني نسيت عشان كان من زمان بس انا بقولك اهو لو حصل حاجه لقمر اختي مش هيكفيني موتك صدقيني
وهم بالرحيل ولكن تحدث لها قائلاً :
-محمود هيرجع البيت يبقي  تاخدي بالك علي قمر طول ماانا مش موجود فاهمه
نظرت له بصمت شديد تركها ورحل مبتعداً عنها .
جزت علي اسنانها بكل غل فااحمد حقا يحميها ولا تعرف أن تفعل شئ بسببه ولكن ، هذا لا يعني أن تنسي سعادتها بعوده الابن الاكبر محمود ونسخه عن والده  ...
------------------------------------------------------------------------------------------------------
ظلت جالسه علي فراشها تضم نفسها بخوف شديد مما سيحدث بعد الان فهو سيعود مجدداً بعد أن ترك البلد بالكامل لمتابعه اعمال والدهم
تفكر بالامر فقد رحل أن حاولت الانتحار فلم تراه من بعدها ، مرت 3سنوات ولم تراه ولكن الان سوف يعود .
قطع تفكيرها خطو اقدام اتي نحو غرفتها ، شعرت بالخوف ولكن اطمنت حين استمعت لصوت شقيقها وهو يقول اسمها بصوت خافت.
فتحت الباب ويدلف كل منهم إلي الداخل بهدوء كبير .
رفعت احدي حاجبيها بتعجب من تصرفاته وهمت كي تتحدث ولكن يشير لها كي تصمت .
تحدث احمد بخبث شديد :
-اسكتي ولا كلمه  ! يلا لمي هدومك بسرعه
نظرت له بحيره من طلبه هذا واتساعا مقلتا عينيها بصدمه من أن يكون ظنونها صحيحه .
هتفت به قائلة بعدم تصديق:
-هنهرب ؟!!
اسرع بوضع يده علي ثغرها مكمن إياها وتحدث قائلا بصوت منخفض:
-يخربيتك هتفضحينا ! وبعدين مش هنهرب
وتابع حديثه وهو يبتعد عنها ويتباهى قائلاً:
-احنا هناخد اجازه قصيره بره السجن دا ولا انتي مش عايزه تسافري معايا وتفضلي محبوسه هنا
صمتت هي تفكر بتلك المجنونه ولكن لا تنكر انها احبتها فهي أصبحت تشعر بالاختناق شديد من وجودها في البيت  ، فمن يصدق انها لا تخرج ابداً الا لحضار بقاله البيت .
كان ينتظر ردها بصبر كبير فهو حقاً يريد أن يجعلها تبتعد عن هذا المكان المشؤم حتي لو لبعض الايام .
نظرت له وتحدثت قائله بعد تنهيده طويله :
-ماشي موافقه بس لما نرجع انت اللي تاخد البهدله من عمتي
ابتسم لها موافقاً وأخبرها بأن تسرع وتجهز نفسها وهو سوف ينتظرها بالخارج بالسياره ما إنن تخرج بهدوء كي لا يقبض عليهم فوافقت الاخري علي حديثه فإذا امسك بهم فبتأكيد سوف تتحمل اللوم كله .
----------------------------------------------------------------------------------------------------
كان ينتظرها بالخارج بالسياره قلقاً  تمتم بعض الكلمات ضيقاً من تأخيرها فقد مرت نصف ساعه بالفعل .
أيمكن أن تم الامساك بها إذا هل يهرب ويتركها بمفردها .
ابتسم لنفسها فهو كان دائماً ما يتركها تتلقي اللوم علي جميع أفعاله ويهرب هو دون أن يعاقب ولكن هذا لا يعني أنها تصمت له فكان يتلقي  ضربا مبرحاً منها فيعتذر لها ويحتضنها فتسامحه فوراً.
قطع عليه تذكر ذكرياته قدومها وهي ترتدي ملابس واسعه محتشمه وترتدي حجابها بطريقه جميله .
وضعت الحقيبه في السياره بعد معاناه كبيره وجلست بجواره.
صاحت به بغضب كبير قائله :
-يخربيت برودك يااخي مش تقوم تساعدني وانا بحط الشنطه
نظر لها بهدوء وهو يقول مازحاً :
-يابت انتي اشد مني هنستهبل علي بعض
كزته في معدته وأخبرته أن يسرع في الرحيل قبل أن يصبح تحت عجلات السياره بدلاً من أن يقودها
فينطلق بسرعه رهيبه مبتعداً عن المكان في نفس التزقيت تغيرت لون السماء تعلن اقتراب ظهورها مجدداً ..
شق احمد الطريق بسرعه كبيره وهو يقترب من وجهته ضغط علي زر في السياره فيزيل سطح السياره لينعشهم الهواء ويزيل الهم وكل شي عنهم.
تفرد يديها مستمتعه بالهواء الطلق وهي تصرخ بفرح شديد حقاً كم كانت تحتاج لأن تصرخ بقوه وتخرج ما بداخلها. ....
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
في مكان آخر وبتحديد بالمطار هبط مع اشراق الشمس وهو يجر حقيبته خلفه متأنق ببدلته السوداء وقميصه الابيض الضيق الذي يبرز عضلات صدره القويه .
خرج من المطار وهو يبحث بعينيه السوداء التي تدل على قوه وصرامه صاحبها .
اقترب منه رجل كبير السن وهو يقول بأسف كبير ونبره مهزوزه:
-سامحني علي التأخير ياباشا والله اخر مره هتحصل
تحدث ذلك الرجل بصوته الرجولي وهو يمد يده باتجاه ذلك العجوز:
-مفتاح العربيه
مد الرجل المفتاح بيد مرتعشه فهو تأخر علي مديره وهو معروف بعدم الغفران لاي تأخير مهما كان فكان دائما يقول جملته الشهيره لا تتاخر ابداً ولو كنت علي فراش الموت فلتنهض منه وتأتي وتنفذ عملك ثم مت بعيداً عني .
اخذ المفتاح منه بالقوه واتجه بأتجاه سيارته وهو يقول له بصرامه كبيره :
-من بكرا مش عايز اشوفك تاني قدامي
اقترب الرجل عجوز منه بيأس وهو يمسك بيده بترجي شديد :
-لا ياباشا حقك عليا بس متقطعش عيشي انا اب لبنت وولد والبت علي وش جواز سيبني اكمل ياباشا سقطت دمعه من الرجل وهو يطلب منه بيأس كبير .
ولكن كان رده له بأن يسحب يده بين  راحته ويرحل ويتركه علي تلك الحاله دون الشعور بأي شفقه اتجاهه فهو شخص دون قلب حقاً .
صعد سيارته وانطلق مبتعداً عن المكان ثم وضع سماعه الاذن وهو يتحدث قائلاً بضيق شديد:
-انا نص ساعه وهوصل عايز كل حاجه تكون مظبوطه فاهم انا مش بحب الغلطات يا مدحت
اجابه مدحت مدير المنزل والذي يهتم بكل شئ يخصه بصوت هادئ :
-تمام ياباشا كل حاجه هتكون في مكانها وحمدلله علي سلامتك
-ماشي
نطق بكلمته تلك وهو يغلق الهاتف وينزع السماعه عن اذانه
ابتسامه خفيه ظهرت علي ثغره فهو صنع نفسه بنفسه دون مساعدة اي شخص والان الجميع يخشاه بل يخشون أن ينطقوا اسمه فقط ذلك الاسم الذي يدل علي عظمته "سلطان"
أجل فهو السلطان بطل قصتنا
" ذلك الرجل ذا  الثلاثين عاماً يتملك كل شئ يتمني شاب في عمره من مال الي شهره ولكن لم يتملك قلباً اجل أنه شخص لا يعرف شئ عن العطف والحنان والحب تلك الكلمات التي تشعره بالتقزز من مجرد ذكرها  رجل عيونه سوداء مثل سواد الليالي صاحب لحيه ليست بكثيفه وليست بقليله والشعر الاسود الناعم الكثيف والجسم الرياضي"
اوقف السياره أمام منزله وقف ينظر له بتباهي كبير وتعالي ، ثم دلف الي المكان فيجد جميع الخدم ينتظره ومان رأوه حتي رحبوا به .
اومأ لهم واخبرهم بأن يذهب الجميع لعمله .
اسرع الجميع بالذهاب لمواقعهم واكمل ما كانوا يفعلون  .
اقترب مدحت منه وأخبره بكل شئ بفتره غيابه فكان يستمع بعدم اهتمام الي أن وصل إلي نقطه معينه
احمرت عينيه عندها وتحدث  قائلاً بحده  كبيره:
-وبعدين عملت إيه
نظر مدحت بقلق من تغير حالته الي تلك الحاله المخيفه وتحدث قائلا بتريث:
-ادخلت وقدرت  اخلص الموضوع بهدوء دون أي مشاكل
تركه سلطان وصعدت الي احد الغرفه واقتحامها فياجد شقيقه الأصغر يرتدي ملابسه   .
التفت له ثم أكمل ارتد ملابسه بلا مبالاة به
كور قبضه يده بعضب من  تصرفاته تلك واتجه بااتجاهه و ثم جعله مواجهه له.
سد لكمه قويه له فيسقط أرضا متألما من أثرها
صاح به سلطان بغضب :
-انت مش ناوي تظبط يا زياد يعني ولا ايه
ابتسم إياد لشقيقه الأكبر وتحدث قائلا وهو يهم بالنهوض:
-طب انا عايز افهم انت مضايق ليه عشان اتخنقت ولا عشان معرفتش أغلبه
اقترب منه سلطان وهو يربت كتفه ويقول بضيق :
-انا علمتك انك متخسرش ولو خسرت ميكونش ظاهر  لكن تخسر وقدام الكل لا 
ابتسم له زياد وتحدث قائلا بثقه :
-متقلقش انا معرفش اسمه خساره وأحمد عمره ما هيفوز عليا
ابتسم سلطان وهو ينظر لشقيقه الأصغر فهو قد أحسن تربيته وتعليمه كيفيه العيش في ذلك العالم المتوحش فهم ليس لديهم سوى بعضهم
----------------------------------------
علمت بهروبهم بعد تاخر الوقت  لتسرع بالاتصال بوالدهم وتخبره بهذا عبر الهاتف .
صاح ماجد بها بغضب شديد :
-وانتي كنت فين وهم بيسيبوا البيت
ردت عليه بغيظ شديد من هجومه عليها:
-وانا مالي بتشخط(تصيح)عليا ليه
ردت عليها بغضب اكبر وهو يقول :
-ازاي يعني مالك امال انا سيبك في البيت ليه مش عشان تاخدي بالك منهم ولا تأكلِ وتنامِ  وخلاص
لم ترد أن تستمع لمزيد من الإهانات فتغلق الخط بوجهه دون اهتمام برده فعله
ضغطت علي شفتيها بغيظ شديد فهذا كله بسببهم أو بالأحرى بسببها هي كم تتمني لو احترقت مع والدتها فلم تكن ستظل هنا فالشبان يستطيعوا العيش بمفردهم ولا احد سيتحدث عنهم ولكن الفتاه لن يصمت أحد عنها وبتأكيد سوف يتحدثون عليها فإذا وجودها هنا اليوم بسبب هي تلك الفتاه اللعينه.. قاطع تفكيره صوت رجولي وهو يقول بنبره جديه وينزع نظاراته الشمسية عنه :
ايه حصل 
التفت له بصدمه وتحدثت قائله بسعاده :
-محمود انت رجعت -------------------------------------------------------------------------------
رأيكم

السلطانWhere stories live. Discover now