الفصل السادس

38.3K 980 24
                                    

الفصل السادس .....
وجدت بأن في اي لحظه سيحدث شجار بينهم فتبعد أحمد وتقف بينهم وهي تقول :
-خلاص بقي يلا يااحمد بينا البيت
نظر لها احمد بغيظ شديد فلماذا يجب أن تستجيب لطلباتهم بكل غباء لماذا لا تحرب وترفض فهي أيضا لها حياء مثلهم ولها حق في الإختيار بما تريد .
أمسكت بيده وسحبته خلفه بهدوء مبتعدواّ عنه .
ما ان وصلو الجراج الفندق المتواجدة بها سياره احمد.
تحدث احمد قائلا بنبره تدل علي استياءه الشديد:
-قمر انتي ليه ضعيفه كدا !! ليه كل حاجه ماشي طيب حاضر ! ليه متقوليش لا ليه مترفضيش .
تركت يده وتحدثت قائله بألم كبير وهي تعطيه ظهرها :
-خايفه يااحمد خايفه لم ارفض حاجه تبعدوا عني وتسبوني لوحدي خايفه اشوفكم بتموتوا قدامي زي ما شوفت ماما وهي بتتحرق قدام عيني.
تابعت حديثها بصوت منحشر وعبراتها تتساقط بقوه علي خديها :
-انا عارفه أن محدش مهتم بيا وعارف أن زي خادمه ليهم وكل حاجه بقولها هي حاضر وماشي بس يااحمد
التفت له وعينيها لا تتوقف عن سقوط عبراتها:
-فكره أن الكل يبعد عني وأفضل لوحدي مخيفه وصعبه يااحمد انا مش عايزه أفضل لوحدي مش عايزه اشوفكم بتموتوا واندم بعدين اني رفضت حاجات كتير طالبتوها مني مش عايزه ارجع ضلمه الاوضه دي وأفضل اصرخ و انادي علي حد ينقذني من الوحده انا بناام خايفه يااحمد أن اصحي وملاقيش حد حتي لو كان بابا اومحمود انا مش عايزه أفضل لوحدي يااحمد .
سقطت دمعه من عينيه وهو يراه شقيقته علي تلك الحاله الصعبه لم يكن يعرف انها تعيش بذلك الخوف طول تلك الفتره وهو لا يشعر بها .
اقترب منها ومحي عبراتها وابتسم لها مهداً إياها ثم تحدث قائلاً بهدوء وهو يمسك بيده :
-طب خلاص بقي كفايه دموع ومحن ويلا بينا البيت ولا هنفضل كدا كتير في الجراج العربيات .
ابتسمت له بين دموعها وساروا باتجاه السياره.
أجل هذه هي شقيقته تحبس ما بداخلها دون اظهار اي الم لأحد.. فقط رأيته لتلك الابتسامه البراءه علي وجها تجعله يشعر بالارتياح وعدم القلق من شئ .

-----------------------------------------------------------------------------------------------------
اقترب منه طبيبه النفسي وربت علي كتفيه ثم تحدث قائلاً لها بمنطق:
-سلطان انت لازم تواجه ماضيك عشان تعرف تعيش انت مش هتفضل بتهرب من ذكرياتك ولا انت عايز تعيش بنوبات اللي بتيجي فجاه دي طول حياتك
التفت له سلطان ويبدو عليه الإرهاق الشديد ثم تحدث قائلاً بجديه:
-انا شوفت حاجات كتيره وانا لسه صغير ولازم انسي الحاجات دي لازم احاول اعيش بعيد عنها انا تعبت بجد يا دكتور .
خرج سلطان من المكتب تاركاً طبيبه بمفرده ينظر لها بشفقه فسلطان يحاول قدر الإمكان أن يبقي قوي أمام الجميع ولكن ما مر به منذ الصغر ليس سهل ويبدوا أنه سيظل بذلك الالم والجرح النفسي للابد ما لم يواجه بنفسه ..
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قاد محمود سيارته في المقدمه بينما تابعه احمد بضيق وبجانبه تجلس قمر شارده بااحداث اليوم .
وجدت أن سماء أصبحت دكنه اللون فقد اقترب الليل وسيخرج القمر قريبا .
التفت لاحمد فوجدته يقود بهدوء وصمت ، قررت أن تقطع ذلك الصمت الرهيب .
تحدثت قمر قائله بفضول كبيره :
-احمد هي مين البنت دي اللي جابتني ليك
رفع أحد حاجبيه نظر له وتحدث قائلا بنبره متسائلا:
-مين دي
لوت ثغرها ورفعت كتفيها بعدم معرفه ثم تابعت قائله بابتسامة:
- مش فاكره اسمها بس هي جميله اووي بعيون رمادية فظيعه
انتبهت جميع حواسه لحديثها هذا والتفت بسرعه كبيره لها ثم تحدث متسائلا:
-قصدك دنيا
تذكرت اسم تلك الفتاه الان جر جملته وامات له بتأكيد علي كلماته تلك .
ابتسامه خفيه ظهرت علي ثغره وهو ينظر أمامه ،يشعر بسعاده كبيره فتلك هي المرة الأولي الذي يشعر بها باهتمام دنيا له ايعقل بأنها لاحظته أخيراً وبدأت بالاعجاب به .
لاحظت تغير تعبير شقيقها ايقنت أن تلك الفتاه من اسرت قلبه بين جميع الفتيات ، حقا كم تشعر بالغيرة أهذا هو الحب الذي تقرأ في الروايات كم تتمني أن تشعر به هي أيضا ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه وبتحديد لها وهذا ما تعتقدته.
------------------------------------------------------------------------------------------------
كان يجلس في البيت ينتظر قدومهم علي احر من الجمر .
رآهم يدلف واحد تلو الآخر فيقترب منهم بضيق شديد وصاح بهم :
-اتاخرتوا ليه هنتاخر
رفعت قمر أحد حاجبيها بتعجب ونظرت باتجاه أشقائها فكان احمد كذلك تعلي تعبير التعجب مثلها بينما محمود كان خالي من تعبير .
تحدث احمد قائلا بنبره متسائلا :
-واتاخرنا علي ايه ان شاء لله
التفت ماجد نحو ابنه البكري وتحدث قائلا بصوت هادئ:
-ايه أن مقولتلهمش علي الحفله
هز محمود رأسه نافيا ثم اتجه نحو غرفته وغلق بابه خلفه تحت انظاى الجميع.
-حفله ايه
نطقت قمر بتلك الجمله بصوت متسال
ابتسم لها ماجد ابتسامه صغيره وتحدث قائلا بهدوء:
-دي حفله كبيره لرجال الاعمال وعائلاتهم فاانتوا هتيجوا معايا
التوي ثغرها بسخريه ومنذ متي وهو يعتبرهم جزء من عائلته .
قطع تفكيرها هذا صوت احمد قائلا بنبره ساخره:
-ليه هي مراتك التانيه والتالته مردوش يروحوا معاك ولا ايه
نظرت لشقيقها بصدمه كبيرة اذا والدها تزوج للمره الثالثه ايضا ! حقا دون علمها بذلك.
صاح به ماجد بغضب :
-احمد اتكلم عدل واخلصوا اسمعوا الكلام واجهزوا
هم احمد برد عليه ولكن أوقفته يد شقيقته فيصمت بضيق شديد وينصرف عن المكان تبعته شقيقته بعد ان ألقت نظرات الملئ بالضيق علي والدها
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
دلف كل شخص منهم غرفته وبدل ملابسه بملابس غاليه الثمن وجميله الشكل .
فقد ارتدي كلا من محمود وأحمد بدله سوده وقميص أبيض اللون ولكن باختلاف رابطات العنق فقد ارتدي محمود ربطه سوداء اللون وبينما ارتدي احمد ربطه سوداء بها خطوط بيضاء.
أما بطلتنا فقد ارتدت ثوب طويل ليس بضيق أو وسع ذا اللون الاسود والاكمام الطويله ضيقه وعليه بعض الزخرفه اللمعه ذات اللون الابيض والأحمر فتتابع بوضع غطاء الراس بلون الاحمر والاسود وتنهي تجهيز نفسها أخيرا بوضع احمر شفاه ذا اللون الاحمر الداكن مما جعلها جذابه حقا .
خرج احمد وهو يعدل في ملابسه فيجد شقيقه يهبط من الاعلي كذلك بكل ثقه وغرور .
ابتسم محمود هل هو شقيقه الصغير الذي كان يلعب معه بالخفي قد أصبح حقا شاب وسيم.
هبط احمد الدرج ووقف بجانب محمود ينتظران شقيقتهم التي أخذت وقت كبير في تجهيز نفسها .
اقترب منهم والدهم وصاح بفخر واعتزاز:
-ايوه كدا انتوا كدا فعلا عيال ماجد مصطفي رجل الأعمال الشهير
لم يرد عليه أحد فقد نظروا له بنظرات تحمل كل معاني الضيق والانزعاج منه ..
قطع تلك النظرات صوت خط اقدام صوت يخرج من كعب امرأه عالي .
نظر الجميع الي الاعلي فتتسع عينهم باندهاش واعجاب بها فهي حقا تبدو كاميره قصر وتنتظر أمير ما يأتي وياخذها بعيداً عن المكان ..
هبطت اخر درج بهدوء وابتسمت لهم ثم تحدثت قائله بتساؤل:
- ايه شكلي وحش ؟! طب مش هنمشي ولا ايه
ابتسموا الجميع لها قطع ذلك الحب الأخوي صوت والدتهم وهو يقول بلهجه أمر:
-كلنا هنركب عربيه واحده فهمين
نظر له احمد وامسك بيد شقيقته وقال بضيق :
-لا ما هو مش عشان انا وافقت أن اجي يبقي تتحكم فيا زي ما انت عايز !!! انا وقمر هنيجي بعربيتي ماشي
وخرج من المكان وهو يسحب شقيقته خلفه .
نظر ماجد نحوهم ثم نظر نحو ابنه الأكبر فيبدله هو تلك النظرات بخروجه من المكان ايضا وصعوده سيارته والرحيل عن المكان بمفرده .
ابتسم ماجد بسخريه كبيره فقد تخلوا عنه جميعا الي هذه درجه يكرهون التواجد معه .
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
قاد احمد بسرعه جنونيه وهو يصرخ بشكل جنوني والهواء يخترقهم.
أمسكت قمر بقوه باب السياره وهتفت به بفزع:
-احمد انت اتجننت ! هدي كدا احنا هنموت لا هنروح حفله ولا نيله علي سنه السوده دي
التفت له وابتسم له ثم تحدث قائلاً بمزاج وهو ينظر لها:
-بس طالعه مزه النهارده
انهي جملته تلك بغمزه من عينه ضحكت عليه وصاحت به بخوف ورجاء:
-شكرا ابوسك ايدك بقي بص قدامك مش عايزه اموت
نظر أمامه وهو يبتسم وتحدث قائلا بمزح :
-بصراحه مستخسر اروح بيكي هناك افردي مثلاً واحد اعجب بيكي هنأك وطلب ايدك مني بعدين انا هعمل ايه لم تتجوزي وتمشي وتسبيني في البيت دا لوحدي
ظهرت ابتسامه خفيه علي ثغرها فهي تعلم جيدا أن شقيقها لن يستطيع الإبتعاد عنها ربت برفق علي كتفه وتحدثت قائله بمزح:
-متخافش يااخويا انا مش هسيبك انا مش هتجوز اصلا فمتقلقش من الناحية دي انا مش بتاعت جواز أصلا..
يعلم جيدا رفضها لفكره الزواج فهي لا تكره الزواج فقط بل تكره جنس ادم باكمله هل سيستطيع أحد بفوز بقلبها وانهي ذلك الكره والخوف الشديد منهم.
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
اوقف السياره فيجد شقيقه خلفهم يصف سيارته كذلك بمفرده ،هذا يعني أن والدهم سيأتي بمفرده ايضا هذا ما يستحقه بعد كل شئ .
اقترب محمود منهم وتحدث قائلا بصوت جاد:
-يلا واقفين ليه ؟!مش هتدخلوا
اوما له احمد ونظر لشقيقته وفتسير هي بينهم فكان علي يمينها شقيقه الصغير وعلي يسارها شقيقه الكبير...

ما ان دلف داخل ذلك الفندق الذي يقيم الحفله ،حتي نظر الجميع لهم فهم حقا جذابين ويلفتوا الأنظار ومعظم الشباب تعلقت أنظارهم علي قمر ولكن قمر تعلقت نظرها علي شخص واحد وهو ذلك الوغد الذي كان يقف وسط رجال يبدوا عليهم الهيبه ،يقف بكل ثقه وغرور غير مهتم بااحد.
فتلك اللحظه اتي والدتهم ووقف بجانبهم وتحدث قائلا بجديه:
-اضحكوا شويه
نظرت له قمر وتحدثت قائله بتساؤل وهي تشير له :
-هو مين دا ؟!!وليه هو هنا اصلا
نظر الجميع لمكان التي تشير له قمر فلا يبدو عليهم اي اندهاش من تواجدة هنا علي عكسها .
تحدث والدها وهو ينظر له :
-سلطان فعلا اسم بيصفه دا أكبر رجل اعمال ومفيش حد ولا بيخاف منه في الشغل اسمه السلطان لان محدش قدر يقف قصاده في اي حاجه شغل او حاجه شخصيه
ما ان انهي جملته ماجد حتي توجهت قمر نحوه تحت أعين والدها واشقائها الاثنين مندهشه ومتعجبه لما هي تذهب بااتجاهه وعلي ماذا تنوي فعله.
التقطت ذلك كوب العصير وهي تتجه نحو وتشرب رشفه صغيره منه بغرور .
ما ان اقتربت منه حتي تحدثت برقه :
-السلطان
التفت لها سلطان واتسعت عينه حين رآها تقف أمامه بكل ثقه ودون أي خوف
ابتسمت له وتحدثت بصوت رقيقه :
-انت بقي اسمك السلطان
نظر له بصمت وهدوء أعصاب
فترفع هي يدها التي تمسك به كوب العصير وتسكبه بكامله في وجه وملابسه .
فتتسع أعين الجميع بصدمه كبيره بينما لم تختفي ابتسامتها المنتصره.
وقف مصدوم ينظر لتلك اللعينه التي تبتسم له ألان بكل غرور وثقه غير مهتمه بما فعلته لتوها...
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
رايكم

السلطانWhere stories live. Discover now