ch:1

4.7K 149 27
                                    

أمام أضخم و أكبر شركة في ذلك البلد تقف سيارة مرسيدس من النوع الأخير ذو لون  أسود قاتم.. توقفت تلك السيارة ليترجل منها ذلك المثير ذو البذلة السوداء التي زادته جمالا.. عدل سترته ليعدل بعدها ساعته الفخمة من نوع "رولكس" إلى جهته، ثم يرفع يده إلى شعره الحالك الذي تداعبه الرياح ليعدله جيدا ثم قام بوضع نظارته الشمسية
و أغلق باب سيارته ليتقدم إلى الأمام 
و حذاءه الكلاسيكي الأسود الذي يشبه الزجاج يصدر صوتا في تلك الأرضية اللامعة

دخل إلى تلك الشركة
يمشي بثقة تامة، لا شيء يزعزع كيانه، هو الكبرياء المتجسد في هيئة إنسان، لا يعرف
للخوف طعما
يراقب عمال شركته يبتعدون من أمامه فاسحين له المجال للعبور، أصلا من يجرأ

و يقف أمامه أو يعترض على قرار إتخذه، فقط الطاعة العمياء و لا شيء غيرها ؛ أو ستكون العواقب وخيمة....

يصل إلى مكتبه، يفتح الباب لتلحق به سكرتيرته بعد دقائق، ترتعش خوفا؛ فقد كان من المفترض أن تصل قبله؛ لكن لسوء حظها؛ لم يكن هذا ما حدث

" مطرودة" يقولها ببرود تام، لم يعطيها المجال لتبرير خطئها البسيط ، بل عبر من جانبها كأنه لم يكن أمامها ؛ لتجمع أغراضها
و ترحل بصمت.

يدخل مكتب صديقه المقرب، ليصرخ اﻵخر بإنزعاج " المرة القادمة قم بطرق الباب "
و كما توقع لم يجبه بل بزق ببرود
" أعثر على سكرتيرة جديدة..." نظر لساعته الفخمة و أكمل " بعد ساعة من اﻵن " و خرج تاركا صديقه يشتم تحت أنفاسه من تصرفاته المعتادة
" السكرتيرة رقم تسعة و تسعون تطرد اليوم"
و يقوم برفع قلم أحمر و يشطب على الرقم تسعة و تسعون و يضيف
" و أخرى تضاف إلى القائمة"

زين مالك؛ من لا يعرف هويته؛ صاحب شركات مالك ﻷفخم اﻷزياء ، كل ما يعلمون عنه هو نجاحه الباهر، ذلك الشاب صاحب الخامسة
و العشرون ربيعا، تمكن من الوصول للقمة، وحده، دون مساعدة من أحد، صارم، جدي في العمل، لديه صديق واحد: هاري ، كانا معا منذ الصغر لذا هم كالمغنطيس ، هاري يعرف صديقه جيدا و لا ينزعج من تصرفاته الباردة تجاهه، فهو يعرف كيف يتصرف معه في كامل حالاته؛ إلا غضبه طبعا؛
فهو لا يحتمل.

زين مالك، حطم الرقم القياسي في طرد العمال، فهاهي السكرتيرة رقم تسعة و تسعون تطرد بسبب تأخرها لدقيقة ، لكنه لا يأبه، في رأيه من لا يلتزم بالمواعيد ليس مؤهل له العمل في شركة مالك ، لذا ببساطة الطرد مصيره....

إنتهى الدوام، يخرج العمال، ليتجه هاري نحو مكتب صديقه و يعاتبه بما أنهما لوحدهما اﻵن
" توقف عن طرد العمال بسبب أفعال سخيفة زين"
أتخالون أنه أجاب؟ طبعا لم يفعل ذلك جعل هاري يغضب بشدة و يصرخ
" زين اللعنة لا تتجاهلني ، إن أكملت على هذا المنوال فلن تجد أحدا ليشتغل معك "
أدرك اﻷخير مدى غضب صديقه ليحاول تهدئة الأمر بمزاحه
" لا بأس حينها لن يبقى غيرنا للعمل أليس كذلك؟"
" نعم نعم سيد زين، فلتسخر كما تشاء، أنا الأحمق اللعين الذي يوجه لك النصائح"
رفع زين يداه كمن يبرئ نفسه و قال
" لست أنا من شتمك هذه المرة "
إنتبه هاري على نفسه فصرخ في إنزعاج
" توقف زين أنت تدفعني للجنون، يا لك من مختل"
" لم أسمع هذه الكلمة منذ مدة، إشتقت لها
' الكلمة'  أتعلم أنت لم تقلها لي منذ أمس لذا أذناي حنت لسماعها مجددا "

كان زين يستمتع بإستفزاز هاري الذي لم يعد يتحمل صديقه المختل كما يسميه فأخذ سترته و خرج يلعن بينما أصاب وجه اﻵخر الجمود ثانية و إنكب يكمل عمله.

-------------------------
سنة جديدة أردت إفتتاحها بأول بارت من روايتي الجديدة أتمنى لكم سنة سعيدة❤
رأيكم في البداية؟
فوت و كومنت بييلز

𝓐𝓻𝓭𝓮𝓷𝓽 𝓵𝓸𝓿𝓮  Where stories live. Discover now