أنتِ والزَّهرَة

172 31 93
                                    

....
..
.

في وقت متأخرِِ ما بعد الظهيرة ..

كانت هيمي خلف منضدتها تذاكر دروسها
بينما جيمين معتكفٌ عند الزهور الصفراء لا يمل الحملقة بها ..

نظرت هيمي عبر كتفها لجيمين الذي يجلس على مقعد التسريحة قبال الزهور ، كانت قد قامت بتنسيقها سابقًا داخل أبريق زجاجي شفاف به القليل من المياه النقية لحفظ نضارة الزهرات ..

لو كانت تعرف بعشقه للزهور لاشترتها قبلًا بدون أن يطلب حتى ..

يبدو وأنه يحب الزهر حد الذي قلل نشاطه وحركاته الكثيرة وما عاد يشغلُ بالَ هيمي كعادته ..

فقط يحملق بالزهور ..وإن شعر بالملل أخذ الآنية الزجاجية وجلس في مكان آخر ، تحت النافذة أو أتخذ الخزانة مسندًا لظهره يحدقُ بها
يستلقي بجانبها أو يدندن حولها ..

فقط يحملقُ أبدًا بها ..

طرفت هيمي تزم شفتها
مع أنها كانت تحدق به لفترة غير وجيزة إلا أن الفتى المتيم بالزهور الصفراء لم ينتبه لها على غير العادة لم يشعر بندائها الخفي له ..

أحست بغيمة خيبة خفيفة تمر بها ..

ليس وكأنني أشعر بالغيرة ..
صارحت نفسها ..

الأمر فقط أن الفتى العسل اللطيف لم يعد يهتم لأي شيئ عدا الزهور .. لكن لن هي تبقى للأبد ..

ستذبل ..ماذا سيفعل حينها ؟
أم هي فترة هوس مؤقتة ؟؟ كعادة الأطفال عندما يدب ولعهم بشيئ ما ثم سرعان ما يملون منه ويلقون به وراء ظهورهم ..باحثين بفضولهم العظيم عن اهتمام جديد

اسندت وجهها على كفها الأيمن بينماتتكأ على المنضدة مستيئسة حاله

حسنٌ ..

هي تشعر ببعض ، بضع ، شيئِِ قليلِِ بسيط من الغيرة ..

لقد إعتادت حركة جيمين الخفيفة حولها .. ومحاولاته جذب انتباهها بإستماتة حينما يمل في بعض الأحيان ..

هو يستجيب دائمًا لكلماتها بالبقاء هادئًا وعدم إحداث ضجةِِ تشتت تركيزها
لأنه بطبعه يميل للروقان وإبقاء ذهنه صافيًا ..

لكنه يظل ولدًا بالنهاية ..

يفقد صبره إذا ماوعدته هيمي بإمضاء الوقت برفقته وذهبت عادة النسيان لديها بكلامها ..

فيصبح ينظر لها مطولًا عل شعور الذنب ينعش ذاكرتها ..

أو ينهال عليها بأسألة كثيرة لا حصر لها محاولًا حصر انتباهها به ..

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now