صباحَ مسَاء،ظُهرًا رواحًا وعشيّا..

164 27 197
                                    

..

.

بخطوات ثقيلة ..
مشى تاييونغ الرواق الفارغ يحشر يديه في جيوب بنطاله فيما يُصفر ، يُدندن ، يتلكَّأ كيف ما بدى له

يماطل قدر استطاعته ليتأخر عن الحصة التالية ..
لم يعد بمقدوره التملص من الحصص كما اعتاد لأن والده أصبح جادًا بشأن العواقب
ولم يعد متساهِلًا كالسابق ..

مالم يعرفه أنَّ أباه كان يُمهِله ، لا يُهمِله ..
حتى استنفذ الصبر والفرص كلها

ثم بان وجه والده الآخر له
صارمٌ مخيفٌ وكلمة عنيد لا تكفي لوصف عناده المتصلب كصخرة ، فلا ينفع معه الزوغان أو التماس لين جانبه كالسابق ..

كان تاييونغ سارحًا بأفكاره الحُرَّة تلحقُ عبر النوافذ العريضة بحسرةِِ على الحال التي آل إليها حتى تعثر نظره 

بهيمي ..

والتي تمشي لنهاية الرواق هنالكَ ..

تراجع خلف جدار المنعطف ينظر عبره لها وقفت هي تلقب مجموعة أوراق تحملها بين يديها

تذمرت ربما ثم أسرعت تكمل طريقها ..

حدق بها حتى تجاوزت المنعطف واختفت خلفه فاتكأ في وقفته مسندًا ذراعه على الجدار ، يجمع أفكاره المتناثرة في الأرضِ  ..

" ما كان عليك التدخل في ما لا يعنيك .."

بتنهيدة أفصح يعاتب نفسه ثم طرق لسانه ممتعضًا :
" لا أصدق أني أقتسبت كلمات والدي لتو ..."

حشر يديه بجيوبه التفت يخطو ، فقفز مكانه عندما وجد سيونغ وو يقف معترضًا طريقه ..

" ما بالك هل رأيتَ شبحًا ؟!"

قال سيونغ وو لما قفز صاحبه حين رآه

رد تاييونغ يتذمر عاليًا يتنقد سيونغ وو على إفزاعه بهذه الطريقة

" ما خطبكُ ؟ "

سأل سيونغ وو مجددًا يشتبه بحاله ،ليبتلع المقصود ريقه متجنبًا إتصال الأعين بينما يحك عنقه متوترًا

" مهلا لا تقل لي ...ماذا فعلت ؟؟ ماالذي خربته هذه المرة ؟؟ "

" أه مالذي تتفوه به ! أنا لم أفعل شيئًا ليس ذنبي لماذا تلومني ؟؟ لماذا تعاملونني هكذا ؟؟"

صاح تاي يونغ منتحبًا يدافع عن نفسه ..

طرف أونغ مذهولًا يستوعب انفعاله المبالغ فيه
رمقه مطولًا ثم عاد يغير الموضوع

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now