زُرقَة أُفقِِ بعِيد

168 29 103
                                    

..

عادت الطاقة إلي الحجرة الصغيرة حيث هيمي ..

قرأت هيمي الرسالة القديمة مرة مرتين و ثلاث
وفي كل إعادة ترتجف يديها وترمش محاولة الرؤية خلال ضباب عينيها ..

تركت الرسالة جانبًا وقصدت النائم قائمًا تحت النور هنالك ..

"جيمين ؟ .."
لم يكد يخرج صوتها المتحشرج ..

ففركت عينيها المحمرة واقتربت أكثر

أي شيئ مهيب هذا الذي يحصل ؟؟

رصدت حركة عيني النائم تحت جفنيه اتجاه صوتها

ثم سقطت من أحدى عينيه المغمضة دمعة واحدة

كانت كافية لجعل الباقي في جوفها ينهار مرة واحدة

شهقت هيمي و ماعاد بمقدورها السيطرة على الرجفة بجسدها ، جمعت فقط كفيها لفمها وأجهشت ببكاء كثيرِِ ..

إهتزت الحجرة مجددًا وانطفأت كل الطاقة تاليًا ..

نظرت هيمي حولها تلاحق أنفاسها في الظلام استجمعت قوتها ثم مسحت الدموع عن وجهها

حملقت بجيمين للحظات تعده سرًا في قلبها ثم هرعت مسرعة ركضًا
لتوقف عمال البناء قبل هدمهم المنزل فوق الفتى المنبوذ أسفله ..

ستُنقذه

تعثرت في الظلمة و صرخت متألمة ، جرحت ساقها   عندما هبطت أحد عتبات القبو القديمة بوطئ بقدمها لكنها لم تنظر مرتين وأسرعت تخرج من القبو ..

ركضت بين الأجزاء المتساقطة ترفع ذراعيها حول رأسها تصرخ وتنادي ..

" توقفوا ! جميعكم توقفوا ! أحدهم بالداخل قلت لكم توقفوا !! "

سونمي والتي عافرت تعارك الرجل الذي يمنعها من الدخول لمجال العمل ، سمعت صياح صديقتها فصرخت تشير بسبابتها :

" أنظر !! انها هنالك أخبرتك أخبرتكم !! لقد أخبرتكم !!"

فزع الرجل وركض إلى عربات رفاقه يلوح لهم بالتوقف حالًا عن الهدم

أسرعت الفتاة لصديقتها التي نجحت بالخروج تحتضنها يلحق بها عامل وآخر ..

" هناك ..هناك شخص بالداخل ..رجاء الشرطة الإسعاف لا تهدموا البيت على رأسه إنه.. "

بالكاد تكلمت هيمي بين أنفاسها السريعة وسعالها المستمر

جذبت الأرضُ ركبتيها فسقطت ، تتبع بقلبها قبل عينيها الرجلين وهما يدخلان إلى المنزل المحطم يقصدان القبو أسفل الأرض بحسب وصفها ..

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now