12 عروسُ الوعدِ الأزرَق

200 30 186
                                    

...
..
.

صبَّح جيمين الصغير  على فاجعة أسقطت قلبه ..

قول 'صباح الخير' لزهراته الحبيبة أصبح روتينًا طبيعيًا ..

لكن اليوم ..
عندما لامست أنامله أحد الزهرات الصُّفر تساقطَ عدد من بتلاتها ..

أخذ بخاخ المياه الصغير المركون بجانبها ورشها ،
لكن ذلك لم يعطي التحسن المرجو ..

مازالت ذابلة وواهنة ..
تتساقط بتلتها الضعيفة بلا رادع ..

ارتبك خائفًا لا يعرف ماذا يعمل ، لذا أسرع يوقظ هيمي ، من تنام ظهيرة نهاية الإسبوع بعمق ..

كادت تركله ، قلبت نفسها للجهة الأخرى وتجاهلته لكن ذلك لم يردعه بل إنه صعد السرير و استمر بمحاولة إيقاظها بإصرار ..

نبرة صوته المضطربة شككتها فرفعت رأسها لا ترغب بتفريق جفنيها بالكامل وسألت :" ماذا ، ماذا هنالك ؟؟ "

" الزُّهوُر .. "
نبس بصوت يشوبه الحزن وأشار ناحيتها ..
" مابالها.. "
تمتمت تبعد شعرها الفوضوي عن وجهها العابس بإنزعاج ..

" أنظري ..إنها ليست بخير .. بتتلاتها لا تنفكُ تتساقط .."
رهُفَ صوته راجيًا إياها فعل شيئ وإسعاف الزهور المسكينة ..

لم يرى في حياته كلها يومًا زهرة تجف وتذبل ..
ثم إن هذه خصيصًا كان يراقبها ، يتأملها ويعتني بها بحرص متبعًا نصائح هيمي بحذافيرها ..

ثم يحصل هذا ؟؟ لم يستطع تصديق الأمر ولا تفسيره ..

" ذلك طبيعي ..لقد انتهى عمرها .. سأتخلص منها لاحقًا .. "
فسرت تعدل الغطاء حول نفسها ..

" سأجلب واحدة أخرى إذا أردت.. "
ابتسمت تقرص أنفه بخفة ثم التفتت تعود لمضجعها ..

تاركة جيمين مع السكون حائرًا ..

" لم ستنتهي ؟ أنا متأكد أنها لا تريد ذلك ! "

" هذا مصير كل الأشياء جيمين ..أردنا أم لا سينفذ عمرنا في يوم من الأيام وننتهي .."

" كل شيئ ؟؟ "

" أجل .. "
غمغمت إجابتها ترفع الغطاء على رأسها هذه المرة ..

نزل جيمين مسرعًا إلى آنية الزهور ، كلمات هيمي في عقله تُعاد وتدور ..

ستنتهي ؟ كل شيئ يحبه في يوم غير مسبوق العلم سينتهي ؟ سيذبل هكذا ويتساقط في مشهد مفطر للقلب أمامه عاجزًا ؟

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now