ترَاتيِل أنشُودةِ الفَرح

345 32 161
                                    


.
.
.



يمشي بخطوات سريعة متلاحقة.. ، احتضن جيمين نفسه وهو يركض الرواق الأبيض بارد الأرضية ..

صوت خبط أقدامه الحافية بالبلاط اللامع وتبادل أنفاسه المتلاحقة يُتخِم سمعه

" جيمين .. "

جفل فتى المنامة البيضاء مكانه ، التفت للممرضة ظانًا أنها ستعاتبه مجددًا لمشيه في الأرجاء حافيَ القدمين

تبعت عينيه المذهولتين يدها التي أخذت بيده
أبصر إبتسامتها الحلوة فأرتخى تشنج كتفيه ..

وصار يتبعها طواعية إلى حيث تنوي أخذه ، إنها تقصد تلك الغرفة آخر الممر والتي كانت مصدر  ضوضاءَ عالية

تردد يتمسك بإطار الباب وهز رأسه يرفض الدخول ..

" هلم جيمين ، لقد دعاك دوك وو لحفلة ذكرى ميلاده "

حاولت الممرضة استمالته بعطف تجذب يده المرافقة لخاصتها برقة

نظر جيمين للمرضى المتجمعين حول طاولة عريضة وسط الغرفة بعيدًا عن الأسرة البيضاء

منظر البالونات الملونة وشرائط الزينة أعجبه و جذبه انتباهه

فخطت أقدامه للداخل دون وعي منه ..

أفسحلوا له مجالًا ليشاركهم الجلوس حول الطاولة والتي تنوعت بأصناف الطعام ، في المنتصف كانت كعكة الأحتفال ، تشعل ممرضة أخرى الشموع الملونة فوقها

ألبسوه طربوشًا مزركشًا مثلهم وحثوه على التصفيق والإبتسام ..

تهلهلَ وجهه الشاحب وتوسعت ابتسامته مبتهجًا فهذا يذكره بحفلات الشاطئ وأمسيات الشاي مع رفاقه الحيوانات ..

لمح أرنبًا يقفز فيسرعُ مختبأً تحت الطاولة ، رفع جيمين غطاء الطاولة وانخفض يبحث عنه فلم يجده ..

عاد رافعًا رأسه فوجد أصدقاءه الحيوانات يجلسون الكراسي مكان زملاءه المرضى بصخبهم وجلبتهم التي عرفها فما كان منه إلا الضحك بسعادة

أطفأوا الشموع وتوَلت الإوزة تقسيم الكعكة
تنده على جيمين الذي يلعب المطاردة مع القردة الصاخبة حول الطاولة في لحظات هي الأجمل منذ وصوله لدار الرعاية هذا ..

...
..
.

استيقظت هيمي الكسولة تتثائب في طريقها للمطبخ متلحفة بغطائها ترفض التخلي عنه ..

عدنُ الزَّرقاءWhere stories live. Discover now