مملُوء بالإحباط .. غارقٌ تماماً في الظلام.خائفٌ جداً بينما أركُض متقطّع الأنفاس.. أشعُر ببرودةِ ضربِ الهواءِ على مدامعي التي لا استطيع كبحها , لم أكن اقدر على ذلك في الوقتِ الراهن , بالرغم من تسارعِ انفاسي والتي كانت تمنعني من التمكن من ترتيب الكلمات حتى انطِق بها .. كنت أستمع لصوتي المرتجف بطريقةٍ ما .. كنت استمع لبكائي أيضاً.
صوتُ البكاءِ القديم ! أجل لقد كان هُو , حينما كُنت مجرّد طفلٍ ينظرُ لإخوتِه يحترقون في الميتم , إنهُ صوتي هُنا مجدداً ..
وكأنني أقعُ في حُفرةٍ كبيرة.. فوهة! أو اكبر من ذلك ..
هل كُنت خائفاً على طبيبٍ مقيم لم تكن هناك علاقةٌ بيننا سوى أنني مُدربه ؟
ألم أصرخ في وجهه هذا الصباح ؟ اتذكر بوضوح كيف كُنت قاسياً و موشكاً على حرقِه لو استطعتُ الحصول على الفرصة.. لكني الآن قطعاً لن افعل ! بل أقوم بالعكس..
لا .. أنا لستُ خائفاً من أجل بارك تشانيول نفسه صحيح؟ إنني فقط أخاف أن يتكرر ماحدث لأخوتي .. هذا فحسب.
حقاً ؟
دفعتُ البابَ بقوّةٍ متجاهِلاً الدخان الذي ملأ أسياب المبنى بأكمله.
إستقبلت بصيرتي تلك النيرانُ الهائِجه و الوهجُ البرتقالي , الجُدرانُ الببيضاء تُشع بشكلٍ مجنون .. و الأغطيةُ البيضاء تمزقت وصارت رماداً..
![](https://img.wattpad.com/cover/158345579-288-k999180.jpg)