( تشانيول )
سوف أكونُ بخير.
توسّدت هذه الحقيقةُ صدري , كنتُ مؤمناً بها جداً بينما حدّقتُ في وجه بيون بيكهيون , الذي يتحرك رأسهُ يميناً و يساراً بسبب أنه قد غطّ في نومٍ عميق بينما يجلِس على الكرسي بجانبي أمام سريرِ أخي النائمِ أيضاً.
أعتقد أن الجميع قد كان نائماً عداي , كيف يمكنني النومُ و بيكهيون يجلسُ بجانبي؟
كيف يمكنني النومُ بعد أن قضيتُ ساعاتٍ في البكاء في حُضنه وكأنني شخصٌ تحققت أمنيته , و أتى من أرادهُ أن يأتي..
لقد أشرقت الشمسُ منذ وقتٍ قصير.. وبيكهيون وقع في النومِ منذ قرابةِ الساعة , كان مُنهكاً , يمكنني رؤيةُ ذلك بوضوحٍ من خلالِ تعكيرةِ حاجبيهِ اللطيفة..
إنها ابتسامتي الأولى منذ يومين , أتت نابعةً من حقيقةِ شعورٍ فيني بسبب بيكهيون..
إني أكتشف لمرتي الأولى بأنني أحبّ التحديق في وجهه..
يالهُ من طفل ..
لقد مال رأسُه كثيراً حتى كاد أن يقع ناحيتي لكنني بسرعاةٍ ثبّتُ رأسهُ بكفّي , ولا يزالُ مائلاً ناحيتي..
بيكهيون جميلٌ جداً.. إنهُ جميلٌ جداً جداً و أكثرُ من الجداً..
لقد شكرتُ هذا الظرف الصعب لأجل شيءٍ واحدٍ فقط , وهو أن سمح لي بالنظر اليهِ عن قُربٍ هكذا..
خِلتُ بأنني في النعيم , نعيمٌ مؤقتٌ خارج هذا الجحيمِ العجيب.. ربّما هذا أشبه بأن يُقال عنهُ ترفيهٌ بسيطٌ و تخفيفٌ عن النفس..
أرى بسببِ قربهِ الشديدِ أن رمُوش عينيهِ تبدو كأطراف العُشبِ التي علقَ بها الندى..
استشعرتُ حقيقةَ بكائِه من أجلي , لقد بكى بحرقةٍ هو الآخر..
نحنُ لم نتحدّث طيلة الليل..لقد كُنا نبكي , كانت المدامعُ هي الكلمات..
بدونِ وعيٍ مني وجدتني ألصِق جبينهُ بجبيني..
هذا ما أردتُ بشدّةٍ أن افعله.
تحسّست أصابعه ظاهر كفّي الذي لا يزالُ يلتقط وجهه..وثمّ يتعكّر حاجباهُ أكثر , استشعر شيئاً غريباً يمسك بوجهه ليفتح عينيهِ بعدها و ينظُر لقربِ المسافةِ بيننا..
لقد تفاجئتُ لكنني لم اقدم على أي فعلٍ بعد...وسّع عيناهُ وهو يقيسُ كم يبدو قريباً جداً جداً مني..
كان وجهه مرعوباً مضحكاً ,. أما انا فقد أفلتُه ليقع هو و أكمل جسدِه أرضاً بسبب عرقلةِ الكرسي لأنه قد ارتعب..
دفعتُ بكرسي بعيداً عنه بعض الشيء , حيثُ جسدهُ الصغير على الأرض , نهض بسرعةٍ و تنحنح..تباً هل أنا من أوقعه ؟
